تاريخ النشر2018 19 August ساعة 14:30
رقم : 352166
في رحاب موسم حج 1439

يوم التروية الثامن من ذى الحجة يشهد أول أعمال مناسك الحج

تنا
قال الإمام الصادق(عليه السلام): «إنّ إبراهيم(عليه السلام) أتاه جبرائيل عند زوال الشمس من يوم التروية فقال: يا إبراهيم ارتوِ من الماء لك ولأهلك، ولم يكن بين مكّة وعرفات ماء، فسُمّيت التروية بذلك...»
يوم التروية الثامن من ذى الحجة يشهد أول أعمال مناسك الحج
يوم التروية الثامن من ذى الحجة، هو أحد أيام العشر الفاضلة التى أقسم بها الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم إذ قال: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} . والعمل فيها أفضل من العمل فى غيرها،  و قال رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم: «ما العمل فى أيام أفضل منها فى هذه» (يعنى عشر ذى الحجة). 
 
روّت جموعُ المؤمنين قلوبها ========== بالنفر نحو منى لترضيَ ربها
وعلت هتافات الجميع إلى السما ========== كل يلبي ربه متولها
نزلوا الخيام لباسهم متوحد ========== هجروا ملذات الحياة وحوبها
شعث الرؤوس ثيابهم مغبرة ========== لكن قلوبهُمُ تضيء من البَها
طابت منى بالوافدين وقد غدت ========= نُزُلاً لوفد الله كل شعابها
وتزينت عرفات لليوم الذي ============ تحيا به جنباتها وهضابها
تفد الجموع بقضها وقضيضها ======== ترجو الإلهَ الحقَّ غَفْرَ ذنوبها
وتعود نحو منى تحط رحالها ========= بالمشعر الميمون تقضي أمرها
والرمي للجمرات رمز إجابة ========== لله في نبذ المعاصي كلها
والنحر يُذْكِر بالخليل وبابنه ========== في طاعة الرحمن فلنسعد بها
وتفيض للبيت العتيق حشودُهم ======== ختماً بما بدأت به في حجها
وتعود ترقد في منى مسرورة ========== لتواصل الذكر الكثير لربها
ويغادر الوفد العظيم مودعاً ========= تلك الرحاب وقلبه كَلِفٌ بها
والقادري مسافر متنقل =========== في هذه البلدات مكروب بها
رباه مالي قد تركت مرابعاً ========= تهفو القلوب من الدنا لرحابها
رباه هل أحظى لديك بحجة =========== تمحو بها ذنبي وتدنيني بها


وفى هذا اليوم يبدأ الحجاج بالاستعداد لهذا النسك العظيم، ويتأهبون فيه للوقوف غدًا بين يدى الله الكريم فى يوم عرفة.. يوم المغفرة والمباهاة والعتق من النيران.

و قال الإمام الصادق(عليه السلام): «يخرج الناس إلى منىً من مكّة يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجّة، وأفضل ذلك بعد صلاة الظهر، ولهم أن يخرجوا غداة أو عشية إلى الليل، ولا بأس أن يخرجوا ليلة يوم التروية، والمشي لمن قدر عليه في الحجّ فيه فضل، والركوب لمن وجد مركباً فيه فضل أيضاً، وقد ركب رسول الله(صلى الله عليه وآله»

التروية لغةً واصطلاحاً

ورد في كتاب لسان العرب: «وتَرَوّى القوم ورووا: تزوّدوا بالماء، ويوم التروية: يوم قبل يوم عرفة، وهو الثامن من ذي الحجّة، سُمّي به لأنّ الحُجّاج يَتَروّوْن فيه من الماء وينهضون إلى مِنىً، ولا ماء بها فيتزوّدون ريّهم من الماء، أي يسقون ويستقون».
عن عبيد الله بن علي الحلبي عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: سألته لم سُمّي يوم التروية يوم التروية؟ قال: «لأنّه لم يكن بعرفات ماء، وكانوا يستقون من مكّة من الماء لريّهم، وكان يقول بعضهم لبعض: ترويتم ترويتم، فسُمّي يوم التروية لذلك».

و من مناسك الحج الوقوف في المشاهد الشريفة في المشاعر المقدسة . لان الله سبحانه وتعالى فرض الحج على المسلمين بفرائض، وجعل لتلك الفرائض أعمالاً ينبغي على المسلم القيام بها لتكون أعماله صحيحةً مقبولة؛ فالحجّ فهو من أكثر العبادات التي تتطلّب العديد من الأمور لفعلها، ومن تلك الأمور والأعمال ما يتعلّق بيوم التروية ويسبق وقفة عرفة، وقد أُخذت أعمال الحج عن النبي -صلى الله عليه و اله وسلم- ومنها أعمال يوم التروية؛ حيث إنّ بعضها لم يأتِ بيانُه في الشريعة إلا من هذا الباب، فما هو يوم التروية؟  وما هي الأعمال التي يقوم بها المسلم في هذا اليوم؟ ما هو يوم التروية يوم التروية هو اليوم الثامن من أيام شهر ذي الحجة، وفيه يذهب الحُجَّاج إلى منى للمبيت فيها، وقد سُمّي يوم التروية بذلك لأنَّ الحُجاج كانوا يتروّون من الماء فيه، ويعدّونه لوقفة عرفة ويومها، بينما ذكر ابن قدامة المقدسي في كتابه المغني أنَّ سبب تسمية يوم التروية بذلك أنَّ إبراهيم -عليه السلام- رأى ليلة الثامن من ذي الحجة (ليلة يوم التروية) في المنام أنّه ذبح ابنه إسماعيل -عليه السلام- فأصبح يروي في نفسه ويُخاطبها بحقيقة ما رأى هل هو حُلُم، أم هو رسالةٌ من الله ينبغي عليه الامتثال لها، فسُمي بيوم التروية لأجل ذلك.

يُستحبّ للحاج في يوم التروية وقبل الإحرام أن يغتسل ويتنظَّف  إن كان متمتّعاً كما سبق بيانه، ويفعل تماماً ما يفعله الذي يريد الإحرام. و من 
أفضل أوقاة الاحرام في يوم التروية عند الزوال، ويجوز التقديم عليه للشيخ الكبير والمريض إذا خافا من الزحام فيحرمان ويخرجان قبل خروج الناس، كما يجوز التقديم لمن له تقديم طواف الحجّ على الوقوفين كالمرأة التي تخاف ....وقد تقدّم جواز الخروج من مكّة محرماً بالحجّ لحاجة بعد الفراغ من عمرة التمتع في أيّ وقت كان.

ويجوز التقديم في غير ما ذكر أيضاً بثلاثة أيام، بل بأكثر على الأظهر. يُستحبّ للحاج يوم التروية أن ينوي الحج بقلبه ثم يبدأ بالتلبية قائلاً: لبيك اللهم ...........

يُستحبّ للحاج يوم التروية أن يتوجَّه إلى مشعر منى في فترة الضحى وقبل الزوال، كما ينبغي عليه في هذه الفترة أن يُكثر من التلبية. بعد أن يصل الحاج إلى منى يصلّي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ويمكث فيها حتى فجر اليوم التاسع من ذي الحجة؛ فيُصلّي الفجر فيها،

  حتى إذا طلعت شمس يوم عرفة انطلق إلى جبل عرفة مُلبّياً، لما رُوي عن مالك عن محمد بن أبي بكر الثقفي: (أنَّهُ سألَ أنسَ بنَ مالكٍ وهمَا غَادِيَانِ من مِنًى إلى عرفَةَ: كيفَ كنتُم تصْنَعونَ في هذا اليومِ معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؟ فقالَ: كانَ يُهِلُّ منَّا المُهِلُّ فلا يُنْكِرُ عليهِ، ويُكَبِّرُ منَّا المُكَبِّرُ، فلا يُنْكِرْ عليهِ).

إنَّ جميع الأعمال التي ذُكرت -على أنّه ينبغي على الحاج القيام بها يوم التروية- إنّما هي على سبيل الاستحباب لا الوجوب، فلو لم يقُم الحاج بشيءٍ منها ثم أحرم يوم عرفة وابتدأ الحج منه فقد جاز حجُّه.
اعمال يوم التروية وللصيام فيه فضل كثير ورُوى أنّه كفارة لذنوب ستّين سنة.
وقال الشيخ الشهيد رض: إنه يستحب فيه الغسل.

الجدير بلذكر : يقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو وادي تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر .

ويقول المؤرخون : إن تسمية (منى) أتت لما يراق فيها من الدماء المشروعة في الحج، وقيل لتمني آدم فيها الجنة، ورأى آخرون أنها لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس مِنى.

وبمنى رمى إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدية لابنه إسماعيل عليه السلام، وفيه قال عز وجل (( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ )).

وذكر بعض المؤرخين أنه كان بمنى مسجداً يعرف بمسجد الكبش.

وبمنى نزلت سورة النصر أثناء حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم ،

وبمنى تمت بيعة الأنصار المعروفة ببيعتي العقبة الأولى والثانية حيث بايعه عليه السلام في الأولى 12 شخصاً من أعيان قبيلتي الأوس والخزرج، فيما بايعه في الثانية 73 رجلاً وامرأتان من أهل يثرب وكانت قبل هجرته عليه أفضل الصلاة والسلام إلى يثرب.
 
ويقضي الحاج بمنى يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة ويستحب فيه المبيت في منى تأسيا بسنة النبي محمد صلى الله عليه و اله وسلم، وسمي بذلك لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء ويحملون ما يحتاجون إليه، وفي هذا اليوم يذهب الحجيج إلى منى حيث يصلى الناس الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا (حسب بعض الروايات ) بدون جمع ويسن المبيت في منى.

ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر يوم التاسع من شهر ذي الحجة ومن ثم المبيت في مزدلفة.

ويقضون في منى أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى.

وكما جاء في القرآن الكريم (( وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ )) والمقصود بها منى المكان الذي يبيت فيه الحاج ليالي معلومة من ذي الحجة يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة بعده .

اعداد و تدوين علي اكبر بامشاد
 
https://taghribnews.com/vdcceiq1e2bqps8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز