تاريخ النشر2018 18 August ساعة 13:48
رقم : 351910
في رحاب موسم حج 1439

مسیرة الوحدة و البراءة ، فی ذكرى شهداء مكة المکرمة

تنا
البراءة من المشركين وإبداء النفور من الأصنام وصنّاع الأصنام هو الروح السائدة على حج المؤمنين. كل موضع من الحج دليل على التوق إلى الله والسعي والجد في سبيله والبراءة من الشيطان ورميه وطرده والاصطفاف بوجهه وضده.
مسیرة الوحدة و البراءة ، فی ذكرى شهداء مكة المکرمة
بسم الله الرحمن الرحیم {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}

سورة براءة وهي سورة التوبة، التي نزلت على رسول الله(صلى الله عليه وآله) في الأوّل من ذي الحجّة ۹ﻫ، وهي قوله تعالى: (بَرَاءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ * فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَأَنّ اللهَ مُخْزِي الكَافِرِينَ * وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ أَنّ اللهَ بَرِيءٌ مِّنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لّكُمْ وَإِن تَوَلّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلّا الّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ ثمّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدّتِهِمْ إِنّ اللهَ يُحِبُّ المُتّقِينَ * فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُواْ المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ وَآتَوُاْ الزّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنّ اللهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ…)(التوبة).
 
                               اذ نزلت (براءةُ) التوحيدِ           في الحج بعد تلكم العهودِ
                               من كلّ مشركٍ وكل آثمِ            وكلِ عهدٍ جائر وظالمِ

 
اما قصة تبليغ آيات البراءة وردت قصة تبليغ سورة البراءة في صحيح الترمذي وتفسير الطبري وخصائص النسائي ومستدرك الصحيحين وغيرها، عن انس وابن عباس وسعد بن أبي وقاص و عبد الله بن عمر وأبي سعيد الخدري وعمر بن ميمون وعلي بن أبي طالب (ع)
 
في الحج ، كما أن قال الله تعالى :{فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} و أعلان البراءة من المشركين: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} يعدان ركنين للحج، الساحة التي تلزم فيها البراءة من المشركين.
 
-هتاف البراءة الذي يرفعه المسلمون في الحج  ،هو هتاف البراءة من الاستكبار وعملائه الذين يتنفذون في البلدان الإسلامية باقتدار للأسف، ويفرضون على المجتمعات الإسلامية ثقافة وسياسة ونظام حياة طابعه الشرك، ويهدمون أركان التوحيد العملي في حياة المسلمين.

البراءة جزء من الحج وروح الحج والمعنى الحقيقي لاجتماع الحج العظيم.

-البراءة من المشركين وإبداء النفور من الأصنام وصنّاع الأصنام هو الروح السائدة على حج المؤمنين. كل موضع من الحج دليل على التوق إلى الله والسعي والجد في سبيله والبراءة من الشيطان ورميه وطرده والاصطفاف بوجهه وضده. وكل موطن من مواطن الحج مظهر للاتحاد والانسجام بين أهل القبلة وانهيار التباينات الطبيعية والاعتبارية، وتجلي الوحدة والإخوة الحقيقية والإيمانية بينهم. الحج إنما هو إعادة قراءة لهذه الدروس الكبرى وإتقانها. 
 
احد اث مجزرة  مكة المكرمة  ؛  الجمعة 5 ذي الحجة الحرام عام 1407هـ
 

حدثت المجزره فی  حرم الله الآمن. البلد الحرام مكة من عصر يوم الجمعة 5 ذي الحجة الحرام عام 1407هـ.
و خطط لها  دوائر البيت الأسود في واشنطن، وأجهزة الشين بيت في القدس المحتلة، بالاشتراك مع دوائر استخبارات الاستكبار العالمي الكافر.
و نفذها  جبابرة قصور العهر والخيانة والفجور
في السعودية. بواسطه عصابات القتلة الأراذل من الوهابيين في الشرطة السعودية.
لقد كان النظام السعودي المجرم، لا يخفي انزعاجه باستمرار، وفي كل عام، قبل موسم الحج وأثناءه، من هذه المظاهر الجديدة الواعية، التي طبعت مسلكية الحجيج، وأخرجت عبادة الحج، بعد أن بقيت محنّطة قروناً متطاولة، إلى واقع حياة الأمة نابضة حية متحركة.
ولقد كان هذا النظام ، يتذرع بمختلف الذرائع، للتصدي لمثل هذه المظاهر المباركة، وفي مواجهة ذرائعه تلك، ما كان يزعمه من أن ذلك ـ وخاصة مسيرات الوحدة والبراءة من المشركين وأذنابهم ـ يهدد أمن حجاج بيت الله!؟
علماً، بأن هذه المسيرات ـ كما كان جلياً واضحاً لكل ذي لبٍّ أو ألقى السمع وهو شهيد ـ كانت تتسم بدرجة عالية جداً من الانضباط والتنظيم، بشكل يجعلها في مصاف المظاهر الحضارية الراقية، نتيجة مناقبية رسالية يتمتع بها الحجاج أنفسهم، وسهر المشرفين عليها والمخططين لها، وهم من العلماء الربانيين، يساعدهم في ذلك خبراء في هندسة وإخراج هذه المسيرات وهم من الحجاج أنفسهم.
كل ذلك، جعل السلطات السعودية تتراجع عن مزاعمها وحُجَجِها الواهية تلك.
بل صار من الواضح جداً، ـ نتيجة ما كان يحصل في كل سنة ـ إن هذه المسيرات، لا يهدد أمنها إلا شيء واحد، هو تدخّل السلطات السعودية، من خلال زبانيتها، وذراعها العادية ـ البوليس السعودي ـ في شؤون هذه المسيرات، ومحاولتها بحجة حفظ الأمن كمّ الأفواه، مع ما يرافق ذلك من هتك لحرمات ضيوف الرحمن واعتداء عليهم بالشتم والضرب.
 
مع مسيرة البراءة في مكة:
أعلن في أوائل ذي الحجة من عام 1407 هجرية، ـ كما هي العادة كل عام ـ عن خروج مسيرة البراءة من المشركين، في مكة المكرمة.
 

ووُجِّهت الدعوة للاشتراك فيها ممن يرغب من حجاج بيت الله الحرام. كما وُجِّهت الدعوة ـ كما جرت العادة ـ إلى المسؤولين السعوديين، وإلى أمير مكة المكرمة بالذات.
و تم تنسیق مع   وزارة  الحج السعودیه واتُّفِقَ على أن یتم التنسیق مع وكيل وزارة الحج والأوقاف السعودي في اليوم التالي، ليضع بالمشاركة مع المسؤولين المختصين في بعثة الحج الإيرانية اللمسات الأخيرة التي تحدد بداية المسيرة واتجاه خط سيرها ونقطة انتهائها.
وفعلاً، حضر وكيل وزارة الحج السعودية الى مقر البعثة الإيرانية في الموعد المقرر، يوم الخامس من ذي الحجة، وهو السيد حسام خاشقجي، واجتمع بالمسؤولين، وتم الاتفاق بينه وبين المسؤولين، على أن تكون نقطة انتهاء المسيرة ـ كالعام الماضي ـ على مقربة من شارع عبد الله بن الزبير، حيث تنفض المسيرة، وتنقطع الهتافات، وتجمع اللافتات، ويتجه المشاركون فيها من حجاج بيت الله بشكل اعتيادي، نحو المسجد الحرام، للإلتحاق بصفوف المصلّين.
 
وبعد تأدية صلاة العصر من يوم الجمعة المصادف الخامس من ذي الحجة، بدأت الجموع المؤمنة المشاركة، تتقاطر من كل ناحية من أنحاء البلد الحرام على مكان انطلاق المسيرة في منطقة العبابدة، أمام مقر مندوب الإمام.
وبعد أن تجاوز عدد المتقاطرين مئات الألوف، بحيث غصّت بهم المنطقة المذكورة والشوارع المحيطة على اتساعها، بل والمناطق المجاورة، أعلن عن بدء برنامج المسيرة بتلاوة مباركة لآيات من القرآن الكريم، وكان ذلك في تمام الساعة الرابعة والنصف.
 
بعدها، تليت فقرات من ترجمة نداء الإمام الخميني الموجه إلى حجاج بيت الله.
 
ثم ألقى مندوب الإمام في الحج كلمة تحدّث فيها عن أمهات مشاكل العالم الإسلامي وقضاياه، وبين حاجة المسلمين إلى الوحدة، والتي تعتبر مشاركتهم في مسيرة البراءة من المشركين هذه مظهراً عملياً حياً من مظاهرها.
 
بعد ذلك، وفي تمام الساعة السادسة وعشر دقائق، بدأ تحرك المسيرة في خط سيرها المقرر من قَبْل، متجهة إلى شارع المسجد الحرام.
كانت تتحرك المسيرة بتناسق رائع بين أجزائها الثلاثة التي وُزِّعت عليها: المقدمة، والقلب والجناحين.
 
ففي المقدمة، كانت تتحرك ثلاثة صفوف متشابكة الأكف من المسؤولين عن تنظيم المسيرة، والمشرفين على تحركها وسلامة انضباطها.
 
ووراء هؤلاء الأخوة، كان يسير عشرات الألوف من الرجال من حجاج بيت الله، مشكّلين قلب المسيرة.
وفي الجناح الأيمن، عشرات الألوف من النساء المؤمنات الحاجّات إلى بيت الله، يتقدّمهن طابور من العجلات يستقلها معوّقوا الحرب الظالمة التي فرضها النظام  الصدامي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
 
وأما
الجناح الأيسر، فكان يتشكّل من عشرات الألوف من الرجال أيضاً من حجاج بيت الله الحرام.
 
لقد كانت كل الشعارات المرفوعة في مسيرة البراءة ـ كما كان عليه الحال في مسيرة الوحدة من قبْلُ في المدينة ـ من المشاركين فيها، ترتبط بالأهداف والمنطلقات الأساسية للقيام بمثل هذه المظاهر المباركة في موسم الحج.
 
تلك الأهداف والمنطلقات، التي تتمحور حول ضرورة تجذير صحوة الأمة الإسلامية، وجعلها حالة من الحالات الشعورية التي تكون معها واعية لموقعها، ومدركة لدورها المرسوم لها على الأرض من لَدُنْ رب الأرض والسماء.
ودورها في حمل الإسلام مخلصاً للبشرية مما تتخبط فيه من ظلام، ومحطماً لما ترسف فيه من قيود الذل والتبعية للإستكبار العالمي الكافر.
ولذا جاءت شعارات مسيرتي الوحدة والبراءة، منسجمةً مع كل هذه العناوين، وكان من أبرز هذه الشعارات:
ـ الله أكبر.
ـ لا إله إلا الله.
 
ـ اللهم صلِّ على محمد وآل محمد.
 
ـ يا أيها المسلمون: اتحدوا، اتحدوا.
 
ـ وحدة وحدة إسلامية.
 
ـ الموت لأمريكا، الموت لروسيا، الموت لإسرائيل.
 
ـ تبّت يد المشركين من بلاد المسلمين.
 
ـ يا أيها المؤمنون اتحدوا، واقطعوا أيدي الاستعمار الأمريكية والصهيونية.
 
ـ إسرائيل عدوة المسلمين.
 
ـ لقد آن وقت النهوض يا مسلمين.

 
هذا، إضافة إلى حمل الحجيج لمجسّم لبيت المقدس، مع ما يرمز إليه من استغاثة صامتة فحواها: يا للمسلمين!!؟.
والملفت للنظر حقاً، أن هذه المسيرات، على روعتها وعظمتها،بما تستبطنه من معانٍ لها مدلولاتها الكبيرة في حياة الأمة الإسلامية، باعتبارها نقطة تحوّل في مسيرتها التكاملية هذا العصر، ومظهراً من مظاهر القوة المادية والمعنوية الناجعة في ردع العدوان عنها ـ لو عمل على احتضانها وتصعيدها ـ ولجم المتربصين بها، نظراً لتعدد الجنسيات المشاركة فيها، والمتعاطفة معها من شعوب الأرض مشارقها ومغاربها.
 
مع ذلك، فإنها كانت تحاط بستار كثيف من التعتيم الإعلامي المتعمد والمقصود من قبل السلطات السعودية، والبعثات الإعلامية العربية والإسلامية والعالمية على حد سواء، بحيث لا يسمع بها داخل الستار الحديدي السعودي ـ فضلاً عمن كان خارج جدار هذا الستار، ولا يعرف عنها شيئاً، أحد من المسلمين وغيرهم، اللهم إلا الذين شاهدوها عن كَثَب، أو شاركوا فعلاً فيها...؟!
 
ولذا أرعبهم ما رأوا، فأغمضوا عيونهم، وصكوا أسماعهم، ودفنوا رؤوسهم في الرمال فعل الجبناء، عيناً كما تفعل الظليم عندما ترى خطراً داهماً محدقاً بها، ظناً منها أنها بمثل هذا العمل تنجو منه.
فرأوا أن إسدال ستار كثيف من التعتيم الإعلامي على مثل هذه المسيرات سوف يساهم في حصر خطرها، أو إعفاء أثرها، فلا تعود لها صفة استيعاب ولا طابع شمول بالنسبة للأمة، ثم تتلاشى وتذهب بها الأيام.
 
ولكن خاب ظن هؤلاء المستكبرين وأذنابهم، في جميع ما أمّلوه من وراء هذا التعتيم.
 
أما على صعيد الأثر والنتيجة، فقد أدت هذه المظاهر المباركة، دوراً عظيماً في بث روح الوعي، وتصعيدها في الأمة، وأكبر دليل على ذلك، هو استقطابنا أعداداً هائلة تغطي بشرائحها البشرية كل قطاعات الأمة وأجناسها وشعوبها، ـ عدا شريحة الطواغيت وأذنابهم ـ، ولذا كان المراقبون يلمسون لمس اليد كيف أن هذه المسيرات كانت تتضخم وتتمدد عاماً بعد عام، لتشمل أعداداً كبيرة جديدة.
 
وأما على صعيد الإعلام والأخبار، فيكفي هذه المسيرات إعلاماً وبياناً، أن يعود كل حاج بعد انتهاء موسم الحج إلى بلده، لينقل صورة عنها وليروي مشاهداته وانطباعاته حولها، وبهذا سوف تغطي أخبارها العالم بقارّاته الخمس، وتدخل البيوت من أبوابها الواسعة، دون أن يحول بين الناس وبين الاستماع إلهيا تشويشات إذاعية، أو ستارات حديدية، أو حواجز مادية....؟!!
 
 وأما في الحديث، فمجزرة مكة عام ألف وأربعمائة وسبعة للهجرة (1407)، أكبر شاهد على ما نقول:
قصة المجزرة وحيثيات تنفيذها:
 
ها هي مسيرة البراءة، بأمواجها البشرية الطاهرة، قد وصلت الى نقطة انتهائها المقررة لها من قَبْل بالاتفاق مع السلطات السعودية الغادرة، وكانت الساعة تشير إلى تمام السادسة وأربعين
دقيقة، وعندها انقطعت مكبرات الصوت عن ترديد الشعارات، وبدأ المشاركون بإشراف المسؤولين عن تنظيم المسيرة بجمع اللافتات.
 
وفجأة، وبلا مقدمات، وبلا أدنى مبرر، تقدمت صفوف من البوليس السعودي، الذي كان يقف عند نقطة انتهاء المسيرة، وابتدأوا بشتم الحجاج المشاركين المتواجدين في مقدمة المسيرة، وضربهم بالأيدي ودفعهم بقوة.
 
وهنا، علا التصفيق والصفير وصيحات التشجيع من عشرات رجال الأمن السعودي بلباسهم المدني، حيث كانوا مسلحين بالهراوات والعصي المزودة رؤوسها بالمسامير وقطع الحديد الحادة، والذين كانوا ينتظمون في صفوف متراصة خلف قوات الشرطة باللباس العسكري.
 
وعندها، ابتدأت أولى خطوات تنفيذ الجريمة المؤامرة!؟
 
فقد شن البوليس وقوات الأمن معاً، هجوماً شرساً على الجناح الأيسر للمسيرة، وراحوا ينهالون بعصيهم وهراواتهم ضرباً بلا هوادة على حجاج بيت الله الحرام، العزَّل من أي سلاح مادّي، يرافق ذلك شتم مقذع، وسب بذيء لهم، وكانت النتيجة لهذا الهجوم، أن استشهد بعض الحجّاج وسقط مضرّجاً بدمه، وجرح عدد آخر منهم.
 
والذي زاد في حجم الجريمة ولؤمها، فزاد بالتالي من عدد الضحايا البريئة بين الحجاج العزّل، قيام أفراد قوى الأمن السعودي، من مبنى متعدد الطبقات معد كموقف للسيارات، ويقع على الجناح الأيسر للمسيرة أيضاً، بإلقاء كتل الاسمنت، والحجارة، والسطول المليئة بالرمل، وقناني إطفاء الحريق، والمكيفات المعطلة، على رؤوس الحجاج من الطوابق العليا لهذا المبنى، وقد كان لهذا العمل الشنيع، والمبيَّت من قبل دلالة كبيرة على أن الجريمة كانت من حيث التخطيط والتنفيذ، قد أعِدّت لها العدّة مما تحتاجه من أدوات القتل وأسبابه، في الأماكن المختارة، بشكل تؤدي معه إلى إزهاق أكبر عدد من الأرواح!!؟
 
الهجوم على الجناح الأيمن:
على إثر هذا الهجوم الوحشي على الجناح الأيسر للمسيرة، تراجع الحجاج إلى الخلف، وإلى الجناح الأيمن، فأدى ذلك إلى اشتداد الضغط والازدحام، مما أدى إلى سقوط عدد آخر من الشهداء، وخاصة بين النساء والمعوّقين والشيوخ الضعفاء، وجرح عدد كبير من المشاركين.
 
في وسط هذا الاختناق والضغط، قامت أرتال من قتلة النظام السعودي الحاقد من قوى الأمن بشن هجوم صاعق على الجانب الأيمن من المسيرة، حيث كان مخصصاً للنساء والمعوقين، مستعملين في هذا الهجوم العصي والهراوات المزودة بقطع حديدية ومسامير، وقد أسفر هذا الهجوم الجبان عن سقوط عدد آخر من الشهداء من النساء والمعوقين، مستعملين في هذا الهجوم العصي والهراوات المزودة بقطع حديدية ومسامير، وقد أسفر هذا الهجوم الجبان عن سقوط عدد آخر من الشهداء من النساء والمعوقين، وجُرح عدد كبير منهم.
 
ولعل الخيبة هذه، وفشل أسلوب التعتيم الإعلامي، قد أثارا حفيظة الاستكبار الكافر وأذنابه من زمر القتلة وشذّاذ الآفاق، ألبّهم أكثر فأكثر على هذه الصحوة الإسلامية المباركة، فأخذتهم العزّة بالإثم.
وفي نفس اللحظة، شنَّت قوات آل سعود، هجوماً صاعقاً هذه المرة، من الجناحين الأيمن والأيسر للمسيرة، ولكن باستعمال البنادق الرشاشة، التي أخذت تحصد الحجيج حصداً وخاصة زخات الرصاص التي كانت تنهمر على الحجيج من تحت جسر الحجون ومن الأبنية المحيطة بالساحة، وأخذت عشرات الأجساد تتهاوى صرعى على الأرض، ومئات الأشخاص سقطوا جرحى. وقد تزامن إطلاق الرصاص مع إلقاء قنابل الغازات الخانقة على جموع الحجّاج، مما أدى إلى اختناق عدد كبير منهم.
 
وقد أدت تلك الحالة من المحاصرة والاختناق، إلى محاولة عدد من الحجاج الانفلات من الطوق المحكم حول المسيرة، الى الفرار نحو التلال المحيطة من الجانبين، ونحو جسر الحجون، ونحو الخلف، فكانت النتيجة أن فوجئ هؤلاء وفي جميع الأماكن التي حاولوا الفرار إليها من جلاديهم، بجلادين احتياطيين حُشِدوا مسبقاً استكمالاً لخطة القتل الجماعي بانتظارهم، مع كل ما يحتاجون إليه من وسائل الفتك والتنكيل، ناهيك عن ألسنةٍ حِدادٍ لها مراس في السبّ والشتم والبذاء وفحش القول. 
تحية إجلال وإكبار إلى أرواح شهداء مجزرة مکة المكرمة.
وسيعلم الذين ظلمو اي منقلب ينقلبون


اعداد و تدوين علي اكبر بامشاد
 
https://taghribnews.com/vdcizzaput1aw32.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز