تاريخ النشر2018 5 August ساعة 08:18
رقم : 348094
زفة عرس مع أصوات الزغاريدو الرصاص في مسيرة العودة

إشهار زواج على خط النارمع روائح الغاز و الرصاص جنوب قطاع غزة

تتا
على مقربة من الحدود الشرقية لمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، وحيث روائح الغاز التي تملأ المكان ومن بين أصوات الرصاص وسيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى، انطلقت أصوات الزغاريد والأهازيج.
إشهار زواج على خط النارمع روائح الغاز و الرصاص جنوب قطاع غزة
وعلى أنغام موسيقى "راجع لبلادي" ، أُعلن عن عقد قران الشاب الجريح "ناشد محارب"، أحد الشبان الثائرين، ومسؤول وحدة الكوشوك بخانيونس، على الصحفية "آلاء أبو رقعة"، والتي شاركت في تغطية فعاليات مسيرة العودة. وعلى عكازيه اتكأ العريس معلنا البدء بمراسم الإشهار، بعدما وقفت العروس في حالة من الخجل لتنطلق الزغاريد وأنغام الفرح.

واصطف عدد من أفراد وحدة الكوشوك في صف واحد من أجل زفة العريس، حيث تمتلئ وجوههم وملابسهم بالسواد بعد أن عادوا من ميدان المواجهة ليزفوا زميلهم، ومن ثم عادوا ليكملوا مواجهتهم السلمية مع جنود الاحتلال.

ولم تقتصر مسيرات العودة على المواجهات مع جنود الاحتلال؛ فمشاهد الفرح والحياة لا تزال تنبض من داخلها، معلنة للعالم أجمع أن أبناء قطاع غزة يعشقون الحياة والحرية رغم كل الصعاب.

وتعرف محارب على خطيبته آلاء خلال الاحتكاك المباشر داخل ميدان العودة وعلى خط النار، بعدما أُعجب من شجاعتها في تغطية المواجهات، ليبدءا حياة جديدة رغم الألم والوجع الذي يخيم على قطاع غزة.

وحسب العريس "ناشد؛ فإن آلاء " تمتلك شخصية وإرادة قوية داخل الميدان، الأمر الذي لفته بشدة، وبدأ قلبه يميل لها.


وأصيب محارب أثناء مشاركته في مسيرات العودة بعيار ناري في القدم، جاء على إثرها على عكازتيه من أجل أن يفرح رغم الإصابة.

وقال العريس محارب إن إقامة عقد قرانه في مخيم العودة يأتي من باب التمسك بالأرض والدفاع عنها بكل الوسائل.

 ولفت خلال حديثه لمراسل "المركز الفلسطيني للاعلام" إلى أنه وخطيبته سيستمران في المشاركة بالمسيرة الكبرى رغم المخاطر التي تحدق بهم، وسيواصلان معا طريق التحرير، إلى أن يصلا إلى بلداتهم المحتلة.

وتابع: "رغم الشهداء والإصابات وإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، إلا أن الفرحة لا تزال موجودة في مخيم العودة"، معبرا عن سعادته بالحضور الملفت الذي شهده مكان الإشهار،  وحرص الجميع على تقديم التهاني والمشاركة في الحفل البسيط الذي تم إقامته.

من جهتها عبرت العروس آلاء عن سعادتها بهذا العقد، آملة ان يكون زواجهما في ربوع الوطن المحتل على أنغام التراث الفلسطيني الأصيل.

وأضافت : "يوم ارتباطي بخطيبي هو من أجمل أيام حياتي التي عايشتها، حيث لامست أجواء الفرح في نفوس كل من في الميدان، وخير دليل على ذلك حجم المباركات التي تلقاها من عامة الناس".

وأوضحت العروس أنها قررت مع خطيبها ناشد، إشهار زفافهما في مخيم العودة تأكيدا على الاستمرار في المشاركة بمسيرة العودة الكبرى، داعية الشباب المقبلين على الزواج لإقامة أفراحهم بالمخيمات للتأكيد على سلمية المسيرة.

وأضحت مسيرات العودة قبلة لكل الثوار والأحرار، حيث استطاع المتظاهرون خلالها خلق مقاومة سلمية تحظى بإجماع وتضامن دولي، بعد أن كانت الدعاية الصهيونية تصف أهل غزة بأنهم "إرهابيون".

وتمكن الفلسطينيون من إنجاح مسيرات العودة، رغم تعامل الاحتلال معها بحزم وبقوة مفرطة، من خلال استخدام الرصاص المتفجر المحرم دولياً والغازات السامة، وقتل الصحفيين والأطفال.

/110
 
https://taghribnews.com/vdchw6nxk23nkvd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز