تاريخ النشر2010 20 December ساعة 23:07
رقم : 34433

اين هيئة الأمم المتحدة ؟

وكالة أنباء التقريب (تنا)
كان الهدف من إنشاء هيئة الأمم المتحدة : هو - كما ورد في ميثاقها- انقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب ، وتأكيد الإيمان بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد ومساواة بين الرجل والمرأة ، كما تؤمن بالحقوق المتساوية للأمم كبيرها وصغيرها وقائمة طويلة من الحريات في الرأي والمعتقد والدين ... إلخ .
اين هيئة الأمم المتحدة ؟

تم إنشاء هيئة الأمم المتحدة بتاريخ ٢٤\\١\\١٩٤٥ على أنقاض عصبة الأمم التي أنشأت عام ١٩١٩ بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ونتيجة لفشل عصبة الأمم في منع الحرب العالمية الثانية ، تلك الحرب التي أدت إلى مقتل الملايين من البشر ، وخلفت الملايين من الجرحى والمعوقين والمشوهين ، كما أدت إلى أحداث دمار هائل في مختلف أرجاء المعمورة استغرق إعادة الإعمار لما هدم ودمر وخرب سنوات طويلة وكلف أرقاماً فلكية من الأموال ، وما نتج عن ذلك من تدمير اقتصاديات الكثير من الدول ، وأحزان تعجز عن وصفها الکلمات.
وكان الهدف من إنشائها هو - كما ورد في ميثاقها- انقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب ، وتأكيد الإيمان بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد ومساواة بين الرجل والمرأة ، كما تؤمن بالحقوق المتساوية للأمم كبيرها وصغيرها وقائمة طويلة من الحريات في الرأي والمعتقد والدين ... إلخ ، وتأكيد على تحقيق العدالة واحترام الإلتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي وعدم استخدام القوة في حل المنازعات وعدم احتلال أراضي الغير بالقوة، ومن الميثاق هذا أن مقاومة الإحتلال والعدوان ليست ارهاباً إذ ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول فرادى أو جماعات في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء (الأمم المتحدة) ، كما اعتبر النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية جزءاً متمماً للميثاق.
وقد فشلت هذه الهيئة في حل الكثير من النزاعات او منع استمرار بعض الحروب او نشوبها كالحروب بين العرب وإسرائيل وبين الهند وباكستان وبين الكوريتين وبين العراق وإيران وفي الصومال و و و ... إلخ
وفي هذه الالمامة المختصرة سنحاول استعراض بعض النماذج والعينات او كامثلة ومصاديق تجسد عنصرية هذه الهيئة الدولية (هيئة الأمم المتحدة ) وعدم عدالة قراراتها بل عدم عدالة تركيبتها وتوزيع صلاحيات الدول وتمييز فاعلية مواقف الدول داخل كيانها خلال عملية اتخاذ القرارات والاجراءات وانتهاجها اسلوب الكيل بمكاييل مختلفة .. وغير ذلك الكثير الكثير من المفارقات والمخالفات ...
بعد إنشاء هيئة الأمم المتحدة بقليل صدر عنها القرار ١٨١ لعام ١٩٤٧ والقاضي بإنهاء الإنتداب على فلسطين وتقسيمها إلى دولتين (مستقلتين) واحدة عربية وأخرى يهودية وترك القرار مصير القدس لحكم دولي وعلى أثر هذا القرار نشأ الكيان الصهيوني على أراض فلسطينية مغتصبة (وهو قرار لا يستند إلى أي مسوغ قانوني) وللتذكير فإن قرار التقسيم أعطى نسبة ٥٥% من فلسطين(عدا القدس) إلى العرب والباقي لليهود مع العلم أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم نشأت بقرار دولي من هيئة الأمم المتحدة ، وفي عام ١٩٤٨ شنت إسرائيل حرباً على العرب وقامت بإحتلال أراض كبيرة منها وهجرت أهلها وضمت تلك الأراضي إلى دويلتها ، وفي ١١\\١٢\\١٩٤٨ صدر القرار ١٩٤ القاضي بالسماح للاجئين بالعودة إلى ديارهم بل وتمكينهم من ذلك وتعويضهم عما لحقهم من أضرار بسبب التهجير ، وفي ٥ حزيران ١٩٦٧ قامت إسرائيل بعدوان واسع ضد الدول العربية واحتلت منها أراض شاسعة من مصر وسوريا ولبنان والأردن بالإضافة إلى إبتلاعها لبقية الأراضي الفلسطينية ، وفي ٢٢\\١١\\١٩٦٧ صدر القرار ٢٤٢ القاضي بإنسحاب إسرائيل من الأراضي التي إحتلها في الحرب الأخيرة وعودة المهجرين إلى أوطانهم (وهذا القرار رغم أهميته إلا أنه يغفل الأراضي التي أحتلتها اسرائيل عام ١٩٤٨) وفي ٣٠\\١١\\١٩٧٠ صدر قرار من الأمم المتحدة يؤكد على حق عودة اللاجئين العرب إلى اراضيهم ومساعدتهم في إستعادة حياتهم الطبيعية في ديارهم التي هجروا منها وفي ٢٢\\١٠\\١٩٧٣ صدر القرار ٣٣٨ الذي يدعو إلى
تنفيذ القرار ٢٤٢ بجميع أجزائه .
من خلال هذه النظرة السريعة للقرارات أعلاه يتبين لنا أن إسرائيل لم تلتزم ولم تنفذ أيا من القرارات المذكورة رغم إعلانها قبول تلك القرارات ظاهرياً ، وفي المقابل لم يتخذ مجلس الأمن الدولي أي إجراء لإلزام إسرائيل بتنفيذها ، عدا عن الكثير من القرارات التي نقضتها الولايات المتحدة والتي كانت تحاول إلزام هذا الكيان الصهيوني بالإلتزام بالقوانين الدولية أو تلك التي تدين هذا الكيان بإرتكابه مجازر بحق المدنيين نذكر على سبيل المثال في مصر بحق مدرسة أطفال وفي لبنان في صبراوشاتيلا وقانا ١ (مركز القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة) وقانا ٢ وفي فلسطين في جنين وغزة وغيرها الكثير مما لا مجال لسرده هنا، بل إن إسرائيل باتت في الفترة الأخيرة -وخاصة بعد غياب الإتحاد السوفيتي وبروز أمريكا قطباً وحيداً في العالم- الدولة الوحيدة التي تستعمل حق النقض (الفيتو) مما يتعذر إتخاذ أي قرار ضدها مهما إرتكبت من جرائم ، وأمريكا تمنع مناقشة أي مشروع قرار قد يكون فيه إدانة لإسرائيل على إرتكاباتها ، ونذكر أيضاً هنا قرار محكمة العدل الدولية بعدم شرعية الجدار العازل ولم تعر إسرائيل أي اهتمام بهذا القرار بل استمرت في إكماله مطمئنة إلى عدم اتخاذ أي إجراء بحقها، كما لابد أن نذكر أن إسرائيل هذه هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة أسلحة نووية كبيرة وبعلم العالم كله ولا أحد يذكر ذلك ولا تقوم (الوكالة الدولية للطاقة النووية) بمساءلتها بل أنها لا تجرأ على أن تطلب تفتيش مفاعلاتها النووية وكعادتها تمنع أمريكا طرح هذا الموضوع في أي من المحافل الدولية بحجة مضحكة عنوانها أن ذلك يضر بجهود السلام في الشرق الأوسط، هذه الجهود المزعومة التي وصلت إلى طريق مسدود منذ سنين طويلة بسبب تعنت إسرائيل ومماطلتها وعدم إلتزامها بأي شيء حتى بالأمور التي توافق عليها شكلاً ، وقد أقرت الإدارة الأمريكية أخيراً بفشلها في إحياء المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني ، في حين نجد أن أمريكا أستصدرت عدة قرارات عقوبات من مجلس الأمن بحق الجمهورية الإسلامية الإيرانية بسبب برنامجها النووي السلمي متعللة بحجج واهية قائمة على احتمالات وافتراضات واحتمالات تطور او انتقال هذه البرامج السلمية المحضة الى نشاط يتجه نحو برنامج عسكري يؤول الى تصنيع القنابل والرؤوس النووية التي تستخدم في الحروب والاغراض العسكرية وهي حجج لم تستطع الهيئة الدولية والمؤسسات المتفرعة عنها تقديم اي اثبات موضوعي منطقي واقعي على امكانيتها او وجود مقدمات لها رغم كل الزيارات التفتيشية التي يقوم بها المفتشون الدوليون لمنشآت إيران النووية وتقاريرهم التي تثبت سلمية البرنامج النووي الإيراني ولم يحصلوا على اي دليل يثبت عكس ذلك .
ويمكن أن نذكر هنا القرار ١٥٥٩ سيء الصيت الذي طالب بخروج جميع القوات الأجنبية المتبقية في لبنان ، ودعا إلى حل جميع الميلشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها ، والهدف من ذلك واضح وهو القضاء على المقاومة التي تقف في وجه إسرائيل ، وهو تدخل صارخ في شؤون بلد يتمتع بالسيادة ودون أن تطلب حكومته الشرعية ذلك ، وقد خرجت القوات السورية بعد هذا القرار بقليل وهي القوات التي دخلت إلى لبنان بطلب رسمي من حكومته بعد أن طلبت ذلك جميع الأطراف المتنازعة في حينه وبقرار من جامعة الدول العربية، وبقيت القوات الإسرائيلة إلى يومنا هذا تحتل أجزاءاً من الأراضي اللبنانية بل أكثر من ذلك فقد شنت اسرائيل حرباً شعواء على المدنيين في لبنان وهدمت الأبنية السكنية المدنية ومع هذا لم تصدر أي إدانة بحق إسرائيل بل تصدر مواقف تؤيد إسرائيل بحجة الدفاع عن النفس في حين أنها هي المعتدية.
ومن مظاهر العنصرية الأخرى أن ثمانية أمناء عامون تعاقبوا على أمانة هيئة الأمم المتحدة منذ تأسيسها قبل حوالي سبعة عقود إلى الآن و لم يكن فيهم مسلم واحد رغم أن المسلمين يشكلون حوالي ربع سكان العالم ، و معلوم أنه لا يمكن أن يتولى هذا المنصب من لا ترضى عليه الولايات المتحدة وضمناً لابد من رضا إسرائيل عليه .

ناصر الحكيمي\\دمشق
https://taghribnews.com/vdcip5ap.t1a5p2csct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز