تاريخ النشر2010 16 December ساعة 15:37
رقم : 34023
مؤتمر(الإخاء الإسلامي المسيحي) بدمشق :

التسامح والتعاون والخير والبر والتقوى

وكالة أنباء التقريب (تنا)
حسون : أننا دعاة حوار الحضارات وأنتم دعاة صراع الحضارات ونحن لا نصطدم مع الحضارات بل نصطدم مع الجهل فالذي قتل المسيحيين في كنيسة النجاة هو نفسه الذي قتل المسلمين في مساجدهم وهم راكعون وساجدون لله عز وجل
التسامح والتعاون والخير والبر والتقوى
 
أقامت وزارة الأوقاف في الجمهورية العربية السورية صباح الأربعاء ١٥\١٢\٢٠١٠ مؤتمراً تحت عنوان (الإخاء الإسلامي المسيحي) وذلك في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق بحضور السيد الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف والمفتي العام سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون والسيد الدكتور محسن بلال وزير الإعلام وعدد كبير من علماء الدين الإسلامي والمسيحي من سوريا وحوالي ثلاثين دولة وعدد من السفراء المعتمدين في دمشق وعدد غفير من المدعويين وحضور إعلامي كبير ، بدء الحفل بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم ثم ترتيل فصل من الكتاب المقدس -العهد الجديد- ثم توالى الخطباء على إلقاء كلماتهم .
في البدء كانت كلمة غبطة البطريك أغناطيوس الرابع هزيم بطريك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس ، حيث أكد على أن العلاقات بين المسيحين والمسلمين مبنية على الإحترام المتبادل ، وأدان الأعمال الإرهابية التي تحدث في بعض الأماكن وهي لا علاقة لها بالدين فالأديان كلها تؤمن بإله واحد ونحن نحتاج إلى الله والله لا يحتاج إلينا .
بعده ألقى السفير سالم العجيلي الهوني المفوض العام المشرف على إدارة شؤون الدعوة في منظمة المؤتمر الإسلامي كلمة بالنيابة عن البروفسور أكمل الدين إحسان
أوغلو الأمين العام للمنظمة والذي حث على التصدي لمحاولات خلق الصراع بين الحضارات وإشاعة ثقافة حوار الحضارات بين كافة أبناء الجنس البشري ، كما شدد على التعايش الإسلامي - المسيحي ، ثم نبّه إلى محاولات الكيان الصهيوني لتهويد القدس هذه المدينة المقدسة ودعى لتجنيد كل الجهود والطاقات للوقوف بوجه تلك المحاولات وإفشالها كما دعى أيضاً إلى التصدي لحالات عدم التسامح بين مختلف الأديان وبحث القضايا التي تثير العنصرية والفرقة بين بني البشر ، أعقبه غبطة البطريك زكا الأول عيواص والذي دعى الجميع إلى تحمل المسؤولية في مجال الحوار والإخاء دون تمييز فئة عن فئة ولا منطقة عن منطقة كذلك في مجال التصدي لمحاولات الأعداء في بث الفرقة بين الأخوة ، وقال إن القدس خط أحمر لم نسمح لأحد أن يتجاوزه لأنها مهبط الوحي والإلهام وإسرائيل تحاول اغتصاب مقدساتها الإسلامية والمسيحية على حد سواء لتهويدها وهي لم تكن في أي يوم من الأيام فهم يزورون التاريخ تنفيذاً لأطماعهم التي لا علاقة بها بالدين ، وبين أن التعصب الديني ، كان نتيجة للأطماع الصهيونية ويجب علينا جميعاً شل أيدي التعصب الديني ، كما دعا مسيحيي الشرق وخاصة في فلسطين والعراق للتشبث بأوطانهم وقال : إننا نحتاج أن نكون في خندق واحد ، وعلينا نبذ العنف والتطرف والتعصب من أجل إحلال السلام في المنطقة ، ثم تلاه فضيلة الدكتور عبد الناصر أبو البصل رئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية في الأردن في إلقاء كلمته فأثار قضية القدس والمقدسات ورفض تهويدها ودعا
إلى نبذ الإرهاب والذي هو محرم دينياً كما دعا إلى توحيد الجهود والتصدي لمحاولات زرع الكراهية والتفرقة فالدين يوحد الأمة ، بعدها أقى غبطة البطريك كار أغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريك السريان الكاثوليك كلمة دعا فيها إلى نذب الإرهاب باسم الدين وتربية المؤمنين بروح إيجابية وقبلو الآخر وخاصة الديانات التوحيدية والاشراكة في الإنسانية الواحدة ، ثم ألقى فضيلة الشيخ الدوكالي محمد العالم الأمين المساعد للهيئة العامة للأوقاف وشؤون الزكاة في الجماهيرية الليبية كلمة قال فيها إن أمتنا أمة واحدة وإن كل الديانات تدعو إلى التسامح والتعاون والخير والبر والتقوى والوقوف صفاً واحداً ضد كل عدوان ، بعدها ألقى نيافة المطران سيريل فاسيل أمين سر مجمع الكنائس الشرقية في حاضرة الفاتيكان روما كلمة جاء فيها إن الكنيسة وكل مؤمن يحملون الشرق في قلوبهم لأنه مسقط رأس المسيح (ع) ومنه إنطلق الرسل ينشرون المحبة إلى العالم أجمع وقال إن التعدد محترم والتطرف والتعصب منبوذان وإننا نحتفظ بعلاقات طيبة مع المسلمين إذ يقول البابا إن الحوار بين المسيحيين والمسلمين لا يمكن أن يقتصر على خيار عابر بل هو حيوي يتعلق به إلى حد كبير مستقبلنا وأكد على حرية الفكر وحرية العبادة ودعا إلى نزع السلاح من أيدي المتطرفين الذين يستخدمون العنف باسم الدين ، تلاه فضيلة الأستاذ الدكتور جعفر عبد السلام علي وقال إن الإسلام يعتبر أن هدف الرسالات كلها واحد وكل الأنبياء من مصدر واحد والبناء السياسي الذي بناه النبي (ص) في المدينة المنورة جمع فيه كل الطوائف وعرض عليهم دستوراً
يحميهم جميعاً فجاء فيه( أن المسلمين من الأنصار والمهاجرين ومن تبعهم ولحق بهم) فمن خلال هذا النص جعلهم أمة واحدة لا تفريق بينهم ودعا إلى التركيز على التعليم لجعل الأواصر بين الجميع قوية وقال إن دعاوى صراع الحضارات سقطت بسقوط المحافظين الجدد في أمريكا أعقبه نيافة المطران بولس منجد الهاشم ممثل الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير بطريك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة في إلقاء كلمته وأكد فيها بأن الكنيسة تنظر بإحترام إلى المسلمين الذين يعبدون إلهاً واحداً أحداً ودعا إلى التسامح والمحبة والإحترام المتبادل وتوحيد الصفوف في مواجهة الأعداء ، ثم ألقت السيدة رنده عاصي بري عقيلة رئيس مجلس النواب اللبناني كلمة قالت فيها إن حماية القدس وفلسطين هي مسؤولية المسلمين والمسيحيين معاً وليكن عندنا شيء من المسيحية للدفاع عن مهد المسيح وليكن عندكم ياأبناء المسيح وأخوة مريم شيء من الإسلام للدفاع عن الأقصى ودعت إلى تفعيل دور المرأة في كافة مناحي الحياة لأن دورها مهما ومكملاً لأخيها الرجل ، ثم تلاها المطران جورج أبو زخم مطران حمص للروم الأرثوذوكس في إلقاء كلمته وقال فيها إن حضارة أوروبا هي حضارتهم ولم أساهم فيها غير أني على هذه الأرض أؤمن بهذه الحضارات وهي متفاهمة و متحاورة فيما بينها يعضد إحداها الأخرى وتكمل إحداها الأخرى ، أعقبه غبطة البطريك غريغوريوس الثالث لحام بطريك أنطاكية وسائر المشرق والأسكندرية والقدس للروم الملكيين الكاثوليك فدعا إلى المحبة والتسامح والإحترام والتعاون
ونبذ الفرقة ، ثم جاء دور فضيلة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي المشرف العام على الحلقات الدينية في جامع بني امية الكبير بدمشق فتحدث قائلاً لقد جاء الإسلام لتحرير الإنسان من العبودية وتحرير هذه البلاد من الدولة البيزنطية التي اضتهدت المسيحية داعياً إلى تعانق الديانتين الإسلامية المسيحية والديانات الأخرى كافة في سبيل الإنسان وبين أن الخطر قادم من السياسية التي تقودها الدول الكبرى بعد الإكتراث لحقوق الآخرين و النفخ في نيران الإيقاع بين الديانات لتحقيق أطماعها ، ثم ألقى سماحة المفتي العام للجمهورية العربية السورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون كلمة هامة قال فيها أننا دعاة حوار الحضارات وأنتم دعاة صراع الحضارات ونحن لا نصطدم مع الحضارات بل نصطدم مع الجهل فالذي قتل المسيحيين في كنيسة النجاة هو نفسه الذي قتل المسلمين في مساجدهم وهم راكعون وساجدون لله عز وجل وأضاف لقد احتلت أمريكا العراق بحجة تحريره فإذا بها تأتي بالقتل والإرهاب وجعله سنة وشيعة وتريد أن تقسم السودان إلى شمال مسلم وجنوب مسيحي في حين أن الأديان كلها تدعو إلى المحبة والتسامح والآخي ، بعدها ألقى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله في لبنان كلمة بين فيها أن الأديان لها قيم مشتركة فلا تعارض ولا تناقض بينها ودعا إلى جعل قضية فلسطين قضية مركزية للجميع كما دعا إلى رفض تهويد القدس والعمل على تحرير فلسطين ورفض الهيمنة الأمريكية بكل الأشكال فكل مصائبنا اليوم من أمريكا وإسرائيل وجاء دور معالي الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف في الجمهورية العربية السورية فقال في كلمته إن القاسم المشترك بين الإسلام والمسيحية هو الإنتماء إلى السماء وعلينا أن نقف معاً كما أمرنا الرسول الأكرم (ص) والمسيح (ع) بوجه الإرهاب الذي
تقوده الصهيونية العالمية ودعا إلى التسامح والتلاقح الحضاري وبين أن الإخاء الإسلامي المسيحي هو أقوى سلاح في وجه الأعداء ، تلاه نيافة الميترو بوليت عمانويل أداماكيس ممثل غبطة بطريك اسطنبول وألقى كلمة قال فيها إن من الضروري العيش مع أخوتنا المسلمين بوفاق وإخاء فالأخطار المحيطة بنا تدعونا إلى التعاون وتطوير مشاريع مشتركة لأجل مستقبل المنطقة أعقبه نيافة الأرشمنديت ألكسندر أليسيس ممثل غبطة البطريك كيريل بطريك روسيا للروم الأرثوذوكس الذي ألقى كلمة جاء فيها إننا نعيش في محيط متعدد الأديان والحضارات ولم نر أي تعارض بيننا وبين أخواننا المسلمين أو الديانات الأخرى لأن المسيحية تدعو إلى المحبة والتسامح بعده ألقى نيافة المطران سيبوه ممثل البطريك الآرامي الأول بطريك الروم الأرثوذوكس في إيران كلمة قال فيها لقد رأيت في إيران العزيزة إخواني المسيحيين يعيشون مع أخوتهم المسلمين بكل محبة وإخاء وإيران هي الدولة الوحيدة التي تعتني بالكنائس وأماكن العبادة وتصرف ملايين الدولارات للمحافظة عليها وعلينا أن نطور ثقافة الحوار والعيش المشترك بعدها ألقى العلامة الشيخ حسين شحادة رئيس منتدى المعارج لحوار الأديان كلمته فقال إن مشروع الغرب قائم على تفتيت المنطقة وتزوير المسيحية وآثارها في القدس الشريف وعلينا أن ننتقل في حوارنا من حوار موضوعه الدين واللاهوت إلى حوار موضوعه الإنسان ، تلاه نيافة المطران بورفيريوس ممثل رئيس أساقفة قبرص للروم الأرثوذوكس وقال إن من واجبنا أن ندين كل أشكال التمييز الديني والعرقي والإجتماعي وكل مظاهر التعصب وعدم التسامح وكل ما يطبع الصراع السياسي بطابع الإنتقام واستخدام الإرهاب المنظم وضرب التعايش السلمي بين الدول .


ناصر الحكيمي\دمشق
https://taghribnews.com/vdcdsz0s.yt0ox6242y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز