تاريخ النشر2010 5 December ساعة 17:35
رقم : 33134
المواقع الأثرية في فلسطين

نابلس... مدينة الحضارة العريقة

إلى الشرق من تل بلاطة يقع بئر يعقوب عليه السلام الذي تحول إلى كنيسة مسيحية، إلا أن الإطماع اليهودية تنظر إليه على انه معلما يهوديا كون من حفر البئر يعقوب عليه السلام
احدى الآثار التاريخية في نابلس
احدى الآثار التاريخية في نابلس

وكالة أنباء التقریب (تنا)

تحوي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية بين جبليها الشهيرين عيبال وجرزيم 266موقعا اثريا رئيسيا، وأكثر من ألف معلم اثري، أشهرها بئر سيدنا يعقوب وبقايا مدينة شكيم التاريخية ومقابر ومقامات ومدرجات.
شكيم ... أولى الحضارات بنابلس، وتعد مدينة شكيم أو ما يطلق عليها اليوم بتل بلاطة أهمها وأقدمها، ولم يتبق اليوم من المدينة سوى بقايا معبد ومذبح وسور دفاعي وبوابتان شمالية وشرقية وأحجار متناثرة، وتقع المدينة التاريخية على مساحة 14دونما حاليا، من أصل 55 دونما هي المساحة التي أشارت إليها كتب التاريخ. 

والعرب الكنعانيون بنو المدينة عام ۲5۰۰قبل الميلاد، وتعرضت عدة مرات للهدم نتيجة الحروب والزلازل أدت إلى طمرها بالأتربة، وقد اكتشف الموقع أثناء أعمال التنقيب التي قام بها الوفد الألماني من سنة ۱۹۱4 – ۱۹4۳، وتلاه أعمال تنقيب على يد وفد أمريكي عام ۱۹65استمر حتى عام ۱۹6۹، ثم عملت بعثة أردنية بالمكان، ونتج عنهم ما هو واضح للعيان. 

وتعمل وزارة السياحة الفلسطينية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" وجامعة لايدن الهولندية وبتمويل من الحكومة الهولندية على إعادة تأهيل الموقع بخطة زمنية ثلاثة سنوات تنتهي عام ۲۰۱۲. 

وكانت وزارة السياحة الفلسطينية
قد وقعت الاتفاقية مطلع العام الجاري بتكلفة ۳۰۰ الف يورو، لإعادة المدينة الى منطقة سياحية وإعادة إحيائها، وتم انجاز العملية الأولى من المشروع، حيث تم تنظيف الموقع من العشب والأوساخ، ومع بداية شهر نيسان القادم تبدأ عملية التنقيب بواسطة حفر مجسات للبحث عن مواقع جديدة بالمدينة حسب رئيس قسم الإرشاد بوزارة السياحة بنابلس احمد الجعيد. 

أما المرحلة الثالثة فهي عملية البناء وتأهيل الموقع سياحيا، وتجهيز موقف خاص لمركبات، وغرف استقبال ووضع لوحات إرشادية على المواقع، وتشجير الموقع بأشجار حرجية مناسبة له. 

ويحتوي الموقع الحالي على جدار يحيط بالمدينة، ومعبد ومذبح وبوابتين احدهما بالشرق والأخرى بالشمال، بالإضافة إلى بعض الغرف التي كانت تستخدم بالسكن، وتمنع وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أصحاب الأراضي المجاورة للموقع من البناء كونه جزء من الموقع وقد يحتوي على أثار ومباني هامة. 

وتعمل الوزارة من خلال دعم هولندي على شراء الأراضي المجاورة للموقع حتى يتم البحث والتنقيب عن أجزاء أخرى للمدينة، وذكرت المدينة حسب مدير أثار نابلس "زياد الحمد" في نقوش خوسبك في مقبرة الفراعنة بمصر، كما أنها ذكرت في مراسلات تل العمارنة باسم "شكيم"، مضيفا بأن تل بلاطة يحوي في خباياه على تاريخ وحضارة عريقة، إلا أنها مدفونه. 

وهجرت المدينة عام ۷۲م وأسست إلى القرب منها مدينة رومانية عرفت باسم "فلافيا نيابوليس"، وسميت نابلس عام 636م أثناء الحكم الإسلامي. 

بئر يعقوب.. كنيسة مسيحيا وطمع يهوديا
إلى الشرق من تل بلاطة يقع بئر يعقوب
عليه السلام الذي تحول إلى كنيسة مسيحية، إلا أن الإطماع اليهودية تنظر إليه على انه معلما يهوديا كون من حفر البئر يعقوب عليه السلام، وتروي الحكايات التاريخية أن نبي الله يعقوب حفر بئرا بالقرب من تل بلاطة لكي يشرب أهل بيته وقومه منه، بعد محاولة اعتداء بعض الرجال على ابنته وهي تجلب الماء من عين بلاطة. 

ويعتبر البئر مكانا مقدسا للمسيحيين الشرقيين مع أن يعقوب بُعث لبني إسرائيل إلا أن المسيح عليه السلام أيضا حسب الروايات التاريخية جلس يرتاح من عناء السفر على بئر يعقوب واستسقى من امرأة سامرية هناك، حيث كانت تقوم دولة اليهود السامريين بنابلس، وتضيف الرواية أن المسيح شرب واستراح من عناء سفره على البئر بينما كان قادما من شرقي نهر الأردن قاصدا الجليل. 

درجات ضيقة تأخذك إلى أسفل الكنيسة التي أقيمت على البئر لتصل بك إلى نصب حديدي عليه حبل ودلو ماء على فتحة صغيرة من الحجر -بئر يعقوب -، على الجدار الشرقي صورة كبيرة يجلس بها المسيح مرتاحا إلى جانب البئر وتقف السيدة السامرية تحمل إبريقا فخاريا به ماء، وعلى جنبات البئر صلبان ورسومات وشموع جعلت من المكان معتما. 

لكن البناء حديث نسبيا فقد تهدم عدة مرات، فبني فوق البئر كنيسة بأمر من الملكة هيلانة والدة الإمبراطور البيزنطي قسطنطين في القرن الرابع للميلاد، وبقيت الكنيسة على حالها حتى تهدمت عام ۱۰۰۹م في العهد الفاطمي، فأعاد الصليبيون إعمارها عام ۱۱54م، ولكنها هدمت عام ۱۱۸۷م بعد خروج الصليبيين. 

الكنيسة الحالية بنيت عام ۱۹۰۸ حسب الراهب يوستينوس مالوس، وتوقف البناء عام ۱۹۱4 مع الحرب العالمية الأولى وبقي متوقفا حتى تسلمت السلطة الفلسطينية
مدينة نابلس عام ۱۹۹4. 

يسعى اليهود إلى السيطرة على مقامات تاريخية قديمة، في محاولة لإثبات حقهم بأرض فلسطين، والبئر والكنيسة تعتبران معلماً تاريخياً مهما بنابلس يقصده السياح، وجوار مدينة نابلس عددا من البلدات التاريخية كمدينة سبسطية الشهيرة وما تحوية من اثار وابنية تعود الى العهد الروماني، ونابلس الحديثة القديمة تعد من اشهر المدن العربية وتتشابه بلدتها القديمة بمدن عريقة كالقدس ودمشق.

الأزقة والأبنية القديمة والمبنية من الحجارة 

وتشتهر نابلس بأسواق كانت تعد في السابق بمركز تجاري هام كسوق النحاسين والنجارين والنجادين والتجار وبنابلس سوقا للذهب ما يزال حتى اليوم قائما.
والى الشرق من نابلس مقام يوسف وما يدعيه اليهود انه قبرا للنبي يوسف عليه السلام، إلا أن الوثائق الفلسطينية وروايات أهل المكان تؤكد أن القبر ليوسف دويكات احد رجال الخير والدين ببلدة بلاطة. 

ويسكن في مدينة نابلس وعلى قمة جرزيم اصغر طائفة دينية بالعالم وهي السامريون، حيث يقدسون الجبل ويباركونه، ويقومون عليه طقوسهم الدينية ويحجون إليها، وبنابلس وحدها أربعة مخيمات للاجئين الفلسطينيين هي مخيم بلاطة اكبر مخيمات الضفة الغربية ومخيم عسكر القديم وعسكر الجديد ومخيم عين بيت الماء.
وبمحيط نابلس يسكن ۲۰الف مستوطن متطرف بـ ۳۹مستوطنة وبؤرة استيطانية يشنون أعمال عربدة واعتداءات على الفلسطينيين.
وتعد مدينة نابلس مغايرة ومثقلة بما تحمله من زخم تاريخيا وشهرة اقتصادية وثقل.

https://taghribnews.com/vdcfjydm.w6dmmaikiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز