>> عذراً يا سيّد الكونين.. | وكالة أنباء التقريب (TNA)
تاريخ النشر2012 14 September ساعة 18:04
رقم : 109075
خطباء منبر الجمعة في لبنان

عذراً يا سيّد الكونين..

خاص تنا - مكتب بيروت
عذراً يا سيّد الكونين..
لأنهم لم يستطيعوا اخماد الاسلام ورسالته عمد الاعداء لتشويه صورة منبر الاخلاق وحبيب الله ورسوله من خلال فيلم صهيوني اميركي، يجسد الحقد في قلوب الاعداء على النبي ودعوته.

فالصهيونية العالمية تواصل حقدها واستهدافها واعتداءاتها على الاديان السماوية والمقدسات ورموزها. من جهة تعتدي على القرآن والانجيل والكتاب تمزيقاً وتدنيساً، ومن أخرى على النبي محمد(ص)، من خلال الرسوم المسئية لشخصه بدايةً مستكملةً عدوانها عبر الفيلم الصهيو اميركي، الذي أثار غضب المسلمين والمسيحين على حدٍ سواء.

من جهة أخرى، الصمت المعتمد والمتعمّد تجاه الاساءة الى الرسول الاكرم يلف بعض الدول وقياداتها المساندة للعدوان الصهيوني والتحالفة مع الاميركان. أما الشعب العربي الاسلامي فالاسلام المحمدي الذي يجري في عروقه لم يجف، فتحرّك غضبه العارم محاولاً الانتقام لكرامة نبي الله .من جهة ثانية، يستقبل الشرق الاوسط الحبر الاعظم بابا الفاتيكان بندكتوس السادس عشر عبر بوابته لبنان.


خطباء منبر الجمعة في لبنان استنكروا الاساءة مؤكدين على الوحدة لمواجهة الفتنة، مطالبين بموقف موحد من أجل عدم تكرار الاساءة الى الرموز الدينية.


الشيخ محمد يزبك: الأمة اليوم مسؤوليتها اكبر اتجاه فلسطين وما يجري من تهويد القدس وضم المستوطنات وعلى الأمة معالجة اوضاعها وحل مشاكلها 

فقد استنكر رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك سلسة الاعتداءات التي تطال نبينا الأكرم سيد البشرية وخاتم الأنبياء والرسل محمد بن عبد الله (ص)، لافتاً الى انه "من سلمان رشدي والحماية الدولية وقوى الإستكبار والصهيونية العالمية ومنطق اللا منطق حرية الرأي إلى الدنمارك والصور الكاريكاتورية إلى القس الأمريكي ومحاكمة القرآن الكريم وتنفيذ الحكم بإحراجه إلى الفيلم السيء اعداد الإسرائيلي الأمريكي". 

ولفت الشيخ يزبك الى أن الفيلم هو بتمويل من متطرفين قبطيين وغلاة مسيحيين وصهاينة أمريكيين أبشع ما يعرض ويتصور ويتخيل تزوير للحقائق واستهانة بأمة وأحاسيس وكرامة ما يزيد على مليار وستمائة الف مسلم، مؤكداً إنه الأرهاب الدولي الإستكباري الأمريكي الصهيوني بأدواته الصغيرة الرخيصة ورأس الأفعى أمريكا هي التي تدير الإرهاب في كل صقاع العالم. 

الى ذلك، تساءل سماحته "هل يسمح للأخضر الإبراهيمي ان ينجح في مهمته وهل سيتعاونون معه والدول الداعمة بالمال والسلاح هل ستتحمل مسؤولياتها في ايقاف الدعم والمساعدة على اللقاء والحوار وإيقاف
النزف والخروج من مرحلة الهدم إلى مرحلة البناء؟، مضيفاً أم ان المؤامرة مستمرة والوساطة على الأمة إسقاط المؤامرة بالوحدة العربية والإسلامية وإسقاط مؤامرة الغرب والشيطان الأكبر؟". 

واشار الشيخ يزبك الى أن الأمة اليوم مسؤوليتها اكبر اتجاه فلسطين وما يجري من تهويد القدس وضم المستوطنات وعلى الأمة معالجة اوضاعها وحل مشاكلها، مضيفاً "وخصوصاً في البحرين بعد الإعتداء ورهان العدو الإسرائيلي ومن خلفه على الفتنة وتمزيق الأمة". 

الشيخ ماهر عبد الرزاق: الصمت المعتمد من قبل حكام العرب والمسلمين تجاه العدوان الاميركي والصهيوني على الاسلام والرسول الاكرم (ص)

من جهته، استغرب رئيس حركة الاصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق الصمت المعتمد من قبل حكام العرب والمسلمين تجاه العدوان الاميركي والصهيوني على الاسلام والرسول الاكرم (ص)، مستنكراً المواقف التي صدرت عن بعض المسؤولين وشجبت عملية قتل السفير الاميركي في ليبيا. 

ودعا الشيخ عبدالرزاق جميع المسلمين الى مهاجمة المصالح الاميركية بكل الوسائل وفي كل مكان "لافهام العدو الاميركي بأننا أمة تقدم الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن الاسلام". 

في سياق آخر، أثنى الشيخ عبد الرزاق على مبادرة قائد الجيش العماد جان قهوجي بدعوة جميع الاطراف في طرابلس الى الحوار، داعياً جميع السياسيين والقيادات الامنية للعمل الجاد من أجل انجاح هذه المبادرة. 

الشيخ قبلان: آمل ان "تحمل زيارته بشائر الخير لكل اللبنانيين لنكون معا الكلمة طيبة التي نتعامل من خلالها مع الناس بصدق وإخلاص"
 
من جانبه، أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان الى إننا نعيش المؤامرات في بلادنا ونصطدم بالثغرات في ظل تحريض الناس على الشر، لافتاً الى ان ما جرى على الأرض سواء في سوريا او البحرين او ليبيا ومصر يستدعي منا إن نتروى في كل عمل نقوم به ونبتعد عن الشر والباطل ونتنكر للظلم والبغي والعدوان ونتعاون مع أهل الخير. 

ولفت الشيخ قبلان الى ان الإساءة إلى رسول الله إساءة إلى أصحابها والله سبحانه، قائلاً: "كفى رسوله المستهزئين والسفهاء،فالنبي محمد كان ولا يزال نعمة للبشرية ورحمة لكل الامم وليس للمسلمين فحسب فهو كان أمانا للأرض وثباتا لها وعلينا إن نتعلم من النبي العظيم والمبارك كيفية التعاون فيما بيننا على انكار المنكر وإبطال الشر والعمل لما فيه مصلحة البلاد والعباد".

كما اكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على ضرورة الاعتراف بالآخرين وعلى ضرورة اعتراف الآخرين بنا فيعترفوا بهذا المجتمع وهذا الفريق من أهل الحق فنتعاون جميعا على الخير، ونحن نريد إن يكون المؤمنون أحرار في عقائدهم
بعيدين عن الظلم عاملين لما ينفع الإنسان ويحفظ كرامته ودمه وماله. 

من جهة ثانية، شدّد الشيخ قبلان على ان لبنان بلد العيش المشترك والوحدة الوطنية وبلد الشراكة على الخير والمحبة والوئام، وهو يرحب بقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في ربوعه، آملاً أن "تحمل زيارته بشائر الخير لكل اللبنانيين لنكون معا الكلمة طيبة التي نتعامل من خلالها مع الناس بصدق وإخلاص، وعلينا إن نحافظ على لبنان وشعبه وأرضه وحدوده ونتعاون في ما بيننا لحفظ لبنان". 


العلامة النابلسي: الفيلم المسيء لرسول الله شكل صدمة وجدانية عميقة عند المسلمين جميعاً

بدوره، أكد سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي أنه لا يمكن بأي نحوٍ من الأنحاء المرور على الإهانة الوقحة لنبينا الأكرم( ص) مرور الكرام، مشدداً على انه "لا يجوز أن يمرّ يوم واحد إلا وينال هؤلاء المجرمون العقاب المناسب على تعرضهم لأقدس موجود ومخلوق أرسله الله إلى البشرية كلها ليهديها ويعلمها ويربيها على الفضائل والأخلاق والكمال". 

وأشار الشيخ النابلسي الى أن الفيلم المسيء لرسول الله (ص) شكل صدمة وجدانية عميقة عند المسلمين جميعاً، لافتاً الى انه "يريد أن يخلع القداسة وينزع الصفة الرمزية والروحية والمنزلة العالية التي يتمتع بها الرسول الكريم في قلوب المسلمين والمحبين. كما ويسعى إلى تشويه الصورة الخُلُقية للرسول واستبدالها بصورة بعيدة عن السمو والفضيلة". 

الى ذلك، أكد الشيخ النابلسي أن التواطؤ بين الإدارة الأميركية والمروّجين لمثل هذه الحملات معروف وواضح، "ولا نحتاج إلى براهين كثيرة لنثبت ذلك, لأن الحملات في الأساس هي ضمن السياسات العدوانية الطبيعية لهذه الإدارة, التي تسعى لتدمير القيم الإسلامية والتراث الإسلامي بكل ما أوتيت من قوة"، لافتاً الى انه "يجب أن يكون حاضراً في الذهن أن الحملات على رسول الإسلام أخذت تتكاثر وتتضاعف وتتشعب بمعونة الإدارات الأميركية المتعاقبة". 

وشدّد سماحته على أن مثل هذا الاستهداف المتواصل للنبي الأكرم سيرفع من منسوب الكراهية لأميركا و"إسرائيل" وكل من يقف وراء هذه الحملات المشينة، داعياً إلى أوسع حملة احتجاج في العالم ليفهم أعداء الإسلام حقيقة ارتباط المسلمين برسولهم وولاءهم له. مطالباً بالاقتصاص من كل من تسول له نفسه الاعتداء على المقدسات الإسلامية, وهؤلاء الأشخاص الذين قاموا بصناعة هذا الفيلم يجب أن يلاحقوا و يعاقبوا على أفعالهم الشنيعة. 

رئيس جمعية قولنا والعمل:هل هذه هي حرية الرأي والتعددية في نظر الإدارة الأمريكية؟ 

بدوره، استنكر رئيس جمعية قولنا والعمل في لبنان الشيخ أحمد القطَّان الفيلم الأمريكي الصهيوني الذي يسيء لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم، متسائلاً: "هل هذه هي حرية الرأي والتعددية في نظر الإدارة
الأمريكية؟ وهل هذه هي حرية الإعتقاد التي لطالما أتحفونا بمحاضرات عنها؟" 

كما اتهم الشيخ القطّان الإدارة الصهيونية الأمريكية من وراء هذا الفيلم، مطالباً "كل المرجعيات الدينية المسيحية والبابا بإستنكار واضح وصريح لهذا الفيلم المسيء لنبي الإسلام". منبّهاً "العلماء المسلمين من أي انفعالات غير مسؤولة من ِشأنها تعبئة عوام المسلمين أو إيجاد فرصة لبعض الغوغاء وما يُسمى بالطابور الخامس لإحداث فتنة إسلامية مسيحية". 

المفتي الجعفري: العلاقة بين اللبنانيين، يجب ان تحكمها التقوى في التعاطي وأولها الثقة المتبادلة بين الاطراف

بدوره، اوضح المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان إن العلاقة بين اللبنانيين، لا بل بين البشرية، "اذا اردنا لها النجاح يجب ان تحكمها التقوى في التعاطي وأولها الثقة المتبادلة بين الاطراف، ثقة يحكمها قبول الآخر والانفتاح والتواصل معه، مشيراً الى انه من هذا المفهوم "نحن ننظر ونتعاطى ونتفاعل مع أهل الديانات الأخرى". 

ورحّب المفتي قبلان بزيارة البابا بندكتوس السادس عشر إلى لبنان، لافتاً الى انها "تشكل مفصلاً هاماً ومحطة تاريخية لجهة تعزيز التواصل بين الإنسان والإنسان من كل الطوائف في منطقة الشرق الأوسط وبخاصة في لبنان، لاسيما في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة". 

الى ذلك، لفت المفتي قبلان الى الاساءة والتطاول على الاسلام ورسول الله(ص) من خلال بعض الأفلام والرسوم المسيئة ومحاولات البعض وتهديداتهم بحرق نسخ من القرآن الكريم، مضيفاً "كل هذه الممارسات المشبوهة والمشينة نرفعها إلى بابا الفاتيكان وإلى كل قيادات الغرب لنسألهم هل بمثل هذه الحركات والتطاولات المسيئة للإسلام والمسلمين تبنى الحضارات؟ وتتواصل المجتمعات؟ وتحفظ كرامة الإنسان؟". 

ودعا المفتي قبلان "أزاء هذه الهجمة على الإسلام ومقدساته، وعلى المسيحية ومقدساتها خاصة في فلسطين المحتلة والتي تقف خلفها الصهيونية العالمية الفاتيكان إلى موقف عملي وحاسم وسريع يضع حداً لمثل هذه العصابات الصهيونية التي تسعى بكل السبل والأسالي صب الشيطانية لإقحام البشرية بصراعات لا تنتهي"، لافتاً الى ان شروط التفلت أو التخفيف من مخاطرها في لبنان تندرج تحت سقف الوعي الوطني الذي ينبغي أن نعمل على تدعيمه من منطلقات وثوابت توقظ ضمائر كل المسؤولين اللبنانيين. 

 السيد فضل الله: على الامة أن تتوحد وان تتطلع بمسؤولية إلى مخططات أعدائنا الذين يريدون لواقعنا أن يبقى مهتزاً غير مستقر

أما سماحة العلامة السيد علي فضل الله فقد دعا الامة الى الوحدة والتطلع بمسؤولية إلى مخططات أعدائنا الذين يريدون لواقعنا أن يبقى مهتزاً غير مستقر، موضحاً انه "قد نختلف مذهبياً، قد نختلف دينياً، سياسياً، قد نختلف في النظرة إلى هذا البلد أو ذاك، أو هذا النظام أو ذاك، ولكن هذا لا يمنعنا من أن نرى نقاط اللقاء الكبيرة،
لا يمنعنا من أن نفكر، إن من حقّ ديننا علينا أن نتوحد، من حق قضايانا علينا أن لا نتفرق، أن لا يقتل بعضنا بعضاً، أن لا يُسقط بعضنا بعضاً". 

ولفت السيد فضل الله الى أن "فلسطين تنادينا، ها هو الأقصى يستصرخنا، ها هي دموع الأطفال وأنّات الثكالى، وصراخ المفجوعين يدعونا، ها هو نبي الرحمة والهدى يُساء إليه، تُشوّه صورته بين ظهرانيينا"، متسائلاً: "ألا يكفي كل ذلك لكي نترك كل عصبياتنا وحساسياتنا وأحقاد التاريخ الماثلة دائماً أمامنا، لقد تعلمنا من دروس التاريخ ودروس الحاضر، أننا لا يمكن أن نخرج من هذا النفق إلا إذا كنا كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضاً". 

وأوضح السيد فضل أن العالم العربي والاسلامي دان أحدث ١١ أيلول والاسلوب المتبع في المواجهة، مضيفاً رغم كل "معاناته من السياسة الأمريكية، وبدلاً من أن تستفيد أمريكا من كل ما حصل لتعيد النظر في سياساتها، ولتدرس الأسباب التي أدت إلى أن يفكر البعض بمواجهتها بهذه الطريقة. مؤكداً ان احداث ١ أيلول كانت "مناسبة لإعلان حرب ضروس على الإسلام والمسلمين، ولا تزال".

الى ذلك، أكد سماحته لاميركا ولكل العالم "أن العنف ليس هو الأسلوب الناجح لتحقيق الاستقرار والأمن لها، ولجعل العالم أقل قلقاً، فالعنف لن يولد إلا العنف، والإرهاب لن يحصد إلا الإرهاب، وقد لا تكون دائماً ردود الفعل عاقلة"، موضحاً لاميركا أن العنف ليس أصيلاً في أمتنا، وديننا دين الرحمة والرفق والمحبة والسلام والانفتاح على الآخر، وإنّ معالجة هذا الواقع يتم عندما تعيد أمريكا النظر في سياستها، وتقلع عن سياسة الكيل بمكيالين، وعندما تحترم إرادات الشعوب، وعندما لا يُقنّن الاحتلال ولا يُشرّد شعب، كما حصل مع الشعب الفلسطيني، عندما يُحترم الإنسان ولا يُساء إلى مشاعره ومقدساته".

كما لفت سماحته الى أن الاساءة بحق رسول الله(ص) لم تكن الأولى، بل سبقتها إساءات، وقد تعقبها إساءات, متسائلاً: "هل الحرية تبيح الإساءة إلى مشاعر مئات الملايين من المسلمين في هذا العالم، هل الحرية تبيح تشويه صورة رمز رسول الله(ص) بكل ما يمثله؟!". مضيفاً "إننا لا نرى في الإصرار على هذا الأمر إلا سعياً لإسقاط الصورة المشرقة لرسول الله(ص)، لإسقاط الإسلام وتشويه صورة هذا الدين".

ودعا السيد فضل الله كل الدول المسلمة وشعوبها، إلى التوحد والوقوف صفاً واحداً في مواجهة كل هذا الواقع، كي لا يستمر هذا المخطط، مشدداً على ضرورة التعبير والمواجهة "بأسلوب حضاري يظهر قوة في الموقف وحكمة في الأداء، كي لا يضيع هذا الهدف من خلال فتن يُراد أن نشغل بها واقعنا الداخلي، أو بتقديم صورة مشوّهة عن المسلمين".

كما طالب سماحته الغرب -الذي يقدّم لنا دروساً في قبول الآخر والعيش المشترك واحترام الاختلاف-، بأن يبني مجتمعاته ويربيها على هذا الأساس، وأن لا يعطي الحرية للذين يريدون تشويه صورة الآخر والإساءة إليه، مشدداً
على أننا نرفض كل منطق تحركه خلفيات الحقد والكذب والافتراء على العيش الإنساني المشترك.

في سياق آخر، لفت السيد فضل الله الى أن الاجتماع الرباعي حول يمثل بداية لحوار بين كل المؤثرين في الساحة السورية لإخراج هذا البلد من مشاهد العنف المستشري ونزيف الدماء والمجازر والإعدامات الميدانية والدمار والتشريد والنزوح، مشدداً على ضرورة استمرار الحوار، وكل الحوارات الأخرى التي يجريها مبعوث الأمم المتحدة، الأخضر الإبراهيمي، "وعدم الالتفات إلى كل الأصوات التي لا تريد لهذا الملف أن ينتهي ، وإسقاط قوة هذا البلد وقدرته، ومنعه من تحقيق دوره في المنطقة والعالم".

وعن لبنان، طلب السيد فضل الله من الدولة اللبنانية "أن تشرب حليب السباع في كل ما يتصل بأمور اللبنانيين، بدءاً بإنجاز سلسلة الرتب والرواتب"، منبهاً من المماطلة فيها بعدما قبل الجميع بالحل، إضافةً الى أن تعمل على حلّ الملفّات الاقتصادية المعقدة كلها.

الشيخ ماهر حمود: زيارة البابا الى لبنان بين الماضي والمستقبل 

من جانبه، أكد الشيخ ماهر حمود ان "الاسلام نصاً وتاريخاً قد اكد على التعايش مع اهل الكتاب او النصارى حسب التسمية الاسلامية التاريخية"، مشيراً الى ان المسلمين يستطيعون ان يفاخروا بتاريخهم المتعلق بعلاقة مع المسيحيين".

ولفت الشيخ حمود الى ضرورة التعايش الاسلامي – المسيحي تحت ظل القاعدة الاسلامية : "تعالوا الى كلمة سواء، لافتاً الى ان زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان مرحب بها اسلاميا بكل المقاييس، وينبغي ان يستفيد الجميع منها بكل الابعاد قياسا على كثير من التحركات المطلبية التي تم تأجيلها لما بعد زيارة البابا.

من جهة ثانية، تساءل الشيخ حمود "هل كان متعمدا بث الفيلم الاميركي – الصهيوني المسيء الى براءة الاسلام بالتزامن مع زيارة البابا الى لبنان؟ ام ان الامر كان صدفة غير مقصودة؟"، مؤكداً على ضرورة ان يبقى الجميع متنبهين الى الدور الصهيوني الواضح لانتاج هذا الفيلم، حيث "ان مموله وصاحب الفكرة صهيوني – اسرائيلي – اميركي معاد للاسلام، ولا يمكن ان تكون الصهيونية العالمية بريئة من مثل هذه الاعمال تماما". محذراً من "الثقة باميركا او الاعتماد عليها في التحول المزعوم الى الديمقراطية او ما يسمى بالربيع العربي، ولعل ردات الفعل الطبيعية التي طالت السفارات الاميركية في العالم العربي كانت هبة ربانية، عسى ان ينتبه البعض ممن يثق باميركا من حظر نفوذها المتزايد في عالم المسلمين". 

كما دعا الاسلاميين المخلصين لتكثيف جهودهم لتبيان حسنات الاسلام، مشيراً الى ان "اكبر دعوة للاسلام ستكون من خلال توحيد جهود المسلمين في تبيان عظمة دينهم، خاصة من خلال تقديم نموذج حي معاصر عن عدالة الاسلام والاعجاز الكامل في النصوص الاسلامية كما في الانجازات الاسلامية". 


إعداد: سناء ابراهيم
https://taghribnews.com/vdcbz9b8srhbggp.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز