تاريخ النشر2012 16 August ساعة 17:22
رقم : 106055

اليوم العالمي للقدس.. تاريخٌ تُسطّره الشعوب الحرّة

"خاص تنا" - مكتب بيروت
"إن مسألة القدس ليست مسألةً شخصية، وليست خاصة ببلدٍ ما، ولا هي مسألة خاصة بالمسلمين في العصر الحاضر، بل هي قضية كل الموحدين والمؤمنين في العالم، السالفين منهم والمعاصرين واللاحقين" الإمام الخميني (قدس)
اليوم العالمي للقدس.. تاريخٌ تُسطّره الشعوب الحرّة
"لقد زرعت جرثومة الفساد (إسرائيل) في قلب العالم الإسلامي بدعم من الدول الكبرى، وصارت جذور فسادها تطال الدول الإسلامية تدريجياً، لذا وجب إقتلاع جذورها بهمّة الدول الإسلامية والشعوب الإسلامية الكبيرة". 
                                             الإمام الخميني(قده)

٩٢ عاماً على وعد بلفور المشؤوم.. 

٦٢ عاماً على قرار تقسيم فلسطين ومنح اليهود وطن قومي على أرض فلسطين العربية.. 

٤٢
عاماً على عدوان إسرائيل في عام ١٩٦٧ وهزيمة العرب وإحتلال ثلاثة أضعاف فلسطين المحتلة.. 

منذ اللحظات الأولى لوجود المولود غير الشرعي الوحيد في العالم الذي يُدعى "إسرائيل" بصدور وعد بلفور وتأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود على قاعدة المقولة المزعومة " أرضٌ بلا شعب لشعب بلا أرض"،خرجت من رحمٍ طاهر قضية صراع أزلي بين الحق والباطل،بين الخير والشر،بين العدل والظلم،هي قضية الصراع العربي – الإسرائيلي. 

وفي حين أخذ اليهود والصهاينة بالتوسع في فلسطين،بإقتحام القرى وإرتكاب أفظع المجازر والإبادات الجماعية العرقية بحق أهلها، كان حكام العرب نيامٌ غافلون عن القضية الفلسطينية وقبلة المسلمين الأولى المسجد الأقصى المبارك. 


إزاء هذا الحدث التاريخي غير المسبوق بإغتصاب اليهود بتأييد دولي عالمي لأرض فلسطين،سار مؤسس الجمهورية الإسلامية
في إيران عكس التيار وقلب موازين القوى في العلم ليثبت أن العين تقاوم المخرز وأن المستعمر الصهيوني في فلسطين لا بد أن يزول يوماً ما على أيدي المقاومين الشرفاء. 

بإعلانه الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوماً عالمياً للقدس أخرج روح الله فلسطين من تحت الأنقاض وأحياها في وجدان الأمة العربية والإسلامية ثورة جيدة وقّادة تتجد سنوياً بكل أسقاع العالم. 

زفّ الإمام إحياء فلسطين في السابع من شهر آب (أغسطس) من العام ١٩٧٩ ليؤسس لدعوة تكاملٍ بين الجهاد والمقاومة من جهة وبين الإصلاح ومواكبة الحداثة من جهة ثانية.

بذلك أعلن الإمام الخميني ولادة تاريخ جديد ترسمه الشعوب الحرة لا الحكام بإنطلاق منظومة قيم أخلاقية وثقافية وسياسية جديدة. 

وعليه،فإن نجاح الثورة الإسلامية في إيران وإثارتها لضجيج كبير في العالم بعد أن أدهشت سياسات الإمام قيادات العالم الغربي وصدمتهم..


بات العالم على مفترق طرق بين ما قبل الثورة وما
بعدها،والدلائل على التحول الكبير سياسياً وثقافياً واصحة وضوح الشمس فمن الثورة العارمة التي شهدتها إيران بعد إعلان مصر إتفاقية السلام مع إسرائيل،إلى إحتلال المتظاهرون السفارة المصرية تضامناً مع الشعب الفلسطيني وإغلاق السفارة الإسرائيلية آنذاك. 

كانت تلك الحادثة هي المرة الأولى لخروج القضية الفلطينية من الحيز العربي الضيق إلى العالم الإسلامي الأوسع،إضافة إلى تشکیل لواء القدس وجیش العشرین ملیون لتحریرها من قبل الشعب الایراني بقيادة الإمام روح الله الخميني رضوان الله عليه.

من هنا نرى أن إعلان اليوم العالمي للقدس لم يكن لمجرد تحرير فلسطين،بل كرّس وعياً سياسياً عميقاً لدى شعوب العالم تأسس على إستراتيجية وفكر الإمام الخميني ونظرته للمجتمع الإسلامي المثالي. 

لذلك يتضح لنا أن قضية فلسطين وحّدت العالم الإسلامي ورضّت صفوفه وصوّبت البوصلة نحو عدوٍّ أزلي واحد هو الكيان الإسرائيلي. 

في هذا الإطار،وإذا ما عدنا إلى الوراء نستذكر حادثة إحراق يهويدي
للمسجد الأقصى عام ١٩٩٦ حيث ضجت الشعوب العربية بالحدث الجلل فيما حكام العرب صامتون. 

آنذاك قالت رئيسة وزراء الكيان المحتل غولدا مائير "لم أنم ليلتها وأنا أتخيّل العرب سيدخلون إسرائيل أفواجاً من كلّ صوب،لكنّي عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركتُ أنّ بإستطاعتنا أن نفعل ما نشاء فهذه أمةٌ نائمة". 

هذه الكلمات كانت نكبة فعلية وورقة نعوة للحكام العرب المتغافلين عن مقدسات الإسلام،فقد كان شبح الإستسلام للمشروع الإسرائيلي يلف المنطقة، ناهيك عن إنعدام مستويات المعرفة والوعي والحس بالمسؤولية لدى الشعوب العربية والإسلامية.



وبعد أن كانت محركات الإستنهاض معطلة لدى العرب،بميل المسار السياسي والثقافي إلى تنفيذ مشاريع التطبيع والتعايش السلمي مع إسرائيل،إنتشلت القضية الفلسطينية الشعوب الإسلامية
من مستنقع الإستسلام وإشرأت الأعناق منذ ذلك الحين إلى نموذج الدولة الإسلامية الحقّة المتمثلة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية.

شكرأً إمامنا الراحل،شكراً روح الله الخميني الموسوي،فقد قدّمت للأمم أروع مثال إسلامي على مرّ التاريخ،وقدّمت للشعوب الغافلة نوراً وبصيرةً ما زلنا نستضيء بهما حتى يومنا هذا فلا نُضلّ عن سبيل الحق ولا نضيع بدهاليز الباطل وأعوانه. 

وبعد،فإن إنتصار المقاومة الإسلامية في لبنان هو غيضٌ من فيض الثورة الإسلامية في إيران،كما أن خيرات إنتصار الثورة ما يزال يغدق ثورات عربية شابة ظهرت تجلياتها في الآونة الأخيرة،عسى أن يتحول التمسك بالقضية الفلسطينية ضد المستعمر الإسرائيلي صحوة إسلامية عارمة تُزيل مفهوم الإستعمار والإستيطان من الوجود. 

ياسمين مصطفى
https://taghribnews.com/vdcgn39qnak9zz4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز