تاريخ النشر2012 1 August ساعة 20:18
رقم : 103993

آداب قراءة القرآن الكريم

خاص تنا - مكتب بيروت
آداب قراءة القرآن الكريم
القرآن الكريم، تجلّياتٌ لعظمة الله سبحانه وتعالى في آيات. هو "أصدقُ القول، وأبلغُ الموعظة، وأحسن القصص" بحار الأنوار : ج ٧٧ ص ١١٤. دستور المسلمين والهادي المسطور إلى قيام يوم الدين. هو الكتاب المقدّس الذي نزل على قلب حبيب الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله الطيبين وصحبه المنتجبين، ليكون حجّة على العباد في كل الأزمنة والبلاد، حيث إنَّ الله سبحانه، لم يَعِظْ أحداً بمثل هذا القرآن، فإنه حبلُ الله المتين، وسبَبُهُ الأمين، وفيه ربيعُ القلب، وينابيع العلم، وما للقلب جلاءٌ غيرُهُ.." نهج البلاغة، خطبة ١٧٦. 

بالرّغم من أنّ لغة القرآن هي لغة عربية إلاّ أنّ العرب يجدون حاجزاً بينهم وبين كلام هذا الكتاب. وبسبب كمّ القدسيّة والبلاغة والفصاحة فيه، يشعرون أنّه من الصّعب فهم مضامين ما بين طياته. لعلّ السّبب يكمن في عدم التّعامل مع أمر هذا الكتاب كما يجب، ممّا يستدعي إيجاد حلّ لتجديد العلاقة مع هذا الكتاب المقدّس. ومن أبرز الحلول المقترحة إتّباع نصائح رسول الله (ص) وأهل بيته (ع) في كيفيّة الإلتزام بآداب التعامل معه للوصول إلى درجة أنّ "تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ
رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ (الزمر/٢٣)". 
وتتفرّع آداب التّعامل مع القرآن الكريم إلى آداب ماديّة وآداب معنويّة، بالإضافة إلى مسؤولية كل مسلم تجاه حقّ هذا الكتاب المقدّس عليه. 

ومن أبرز الآداب المادية التي يُستحبّ البدء بها عند قراءة القرآن

- كون المرء على طهارة ووضوء؛ "لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (الواقعة/ ٧٩)"
- نظافة الفمّ والتّطيّب؛ عن رسول الله ص أنه قال: "أنّي لأحِب للرّجل إذا قام باللّيل أن يستاك وأن يشم الطّيب، فإن المَلَك يأتي الرجل إذا قام باللّيل حتى يضع فاه على فيه، فما خرج من القرآن من شيء دَخَلَ جوف ذلك الملك" بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج٧٧، ص٣٤٣.
- إستقبال القبلة، والجلوس في مكان هادئ.
- القراءة من الكتاب مباشرة فقد روى عن اسحاق بن عمار أنه سأل الصادق (ع): جعلتُ فداك! إنّي أحفظ القرآن عن ظهر قلبي، فأقرأه على ظهر قلبي أفضل، أو أنظر في المُصحف؟ قال عليه السلام: "بل اقرأه، وانظر في المصحف، فهو أفضل، أما علمتَ أن النظر في المصحف عبادةٌ". الكافي: ج٢ ص ٤٤٩ ح ٥٥. 

في المقابل بعضٌ من الآداب المعنويّة التي يُستحبّ اتّباعها عند قراءة القرآن تبدأ بـ: 

- الإستعاذة والبسملة؛ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (النحل/٩٨). وعن الإمام الصادق (ع) قوله: "أغلقوا أبوابَ المعصيةِ بالإستعاذة،
وافتحو أبواب الطاعة بالتسمية". بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج٦٤، ص٢٣٩.
- الترتيل والقراءة بصوت واضح وحزين؛ فعن رسول الله (ص) "إنَّ من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، الذي إذا سمعتموه يقرأ، حسِبتْموه يخشى الله". ميزان الحكمة: ح ١٦٢٠٩.
- التفاعل مع آيات القرآن الكريم والتفكّر بمضامينها، كالمرور بآيات التسبيح، التهليل، التكبير، الدعاء، الإستغفار، الرجاء، التوبة، الثواب والعقاب.. مثلاً إذا مرَّ بآية فيها: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) أو (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) أن يقول: " لبيك ربَّنا"، أو (يَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) أن يستغفر ويسأل الله تعالى التوبة.. ويحدِّثنا الإمام علي (ع) عن المتقين، واصفاً إياهم بقوله: "فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً، وتطلعت نفوسهم إليها شوقاً، وظنّوا أنها نصب أعينهم، وإذا أمروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم، وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها، في أصول آذانهم". 

أمّا حقّ القرآن علينا يتلخّص بتعلُمه وتعليمه، فعن رسولنا الكريم (ص) قال: "إن أردتم عيشَ السّعداء، وموتَ الشّهداء، والنّجاة يوم الحساب، والظلَّ يوم الحرور، والهديَ يوم الضلالة، فادرُسوا القرآن، فإن كلام الرحمن، وحرزُ من الشيطان، ورجحانٌ في الميزان". ميزان الحكمة: ح ١٦١٥٥. وعنه عليه السلام أنه قال: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينةُ، وغشيتهم الرحمةُ، وحفَّتهم الملائكةُ، وذكرهم فيمن عنده". ميزان الحكمة: ح ١٦١٦٧.
https://taghribnews.com/vdceox8zxjh87oi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز