>> الدكتور شهرياري يفتتح مؤتمر الوعد الحق بكلمة بعنوان المقاومة و وحدة الأمة | وكالة أنباء التقريب (TNA)
تاريخ النشر2020 9 December ساعة 14:55
رقم : 485188
الامین العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية

الدكتور شهرياري يفتتح "مؤتمر الوعد الحق" بكلمة بعنوان " المقاومة و وحدة الأمة"

تنا- خاص
افتتح الامین العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية حجة الاسلام و المسلمين الدكتور "حميد شهرياري بصورة افتراضية فعاليات المؤتمر العالمي السادس لاتحاد علماء المقاومة في بيروت ، بعنوان “انتفاضة الأمة في مواجهة مؤامرات التطبيع ومشاريع التصفية “ بكلمة بعنوان " المقاومة و وحدة الأمة".
الدكتور شهرياري يفتتح "مؤتمر الوعد الحق" بكلمة بعنوان " المقاومة و وحدة الأمة"
فيما يلي نص كلمة سماحة حجة الاسلام و المسلمين  الدكتور"حميد شهرياري " في مؤتمر الوعد الحق في دورته السادسة لاتحاد علماء المقاومة في بيروت :

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا
 
فضيلة الشيخ المجاهد ماهر حمود
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة
اصحاب الفضيلة والسادة المشاركون في سادس مؤتمرات الوعد الحق
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد أجاد العاملون على إقامة هذا المؤتمر إذ اختاروا له عنوان «انتفاضة الأمة، مواجهة التطبيع ومشاريع التصفية» وهو عنوان يتناسب مع أهداف الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة ومع ظروفنا الراهنة التي يخال العدوّ أن مقاومة الأمة فيها قد تراجعت، ولذلك يسعى بغرور أحمق إلى تمرير مشاريع التطبيع وتصفية القضية الفلسطينية.

المقاومة مدرسة يدخلها المسلم في حياته منذ أن يعي على نفسه وعلى مسؤولياته الِإنسانية. يتعلم فيها أنه دائمًا في مواجهة شياطين الانس والجن، في مواجهة الأعداء المكشوفين والمتسترين . ويتعلم فيها أنه كادح إلى ربه كدحًا
فملاقيه، ويتعلم فيها أنه يجب مواصلة طريق العزّة حتى ولو امتلأت بالاشواك، ويتعلم فيها أنه إذا أراد العزّة فالعزّة بالله ومن اعتزّ بغير الله ذلّ، ثم يستيقن في كل مراحل الحياة أن الله ينصر من ينصره، وأن العاقبة للمتقين.

هذه التعاليم التي أكد عليها الدين المبين يفهمها ويتبناها كل من تحرر من ظلمات الذاتية والأنانية وخرج إلى عالم النور، يفهمها جميع من تحرر من عبودية الأهواء الغريزية الهابطة، واتجه نحو مثل أعلى، يفهمها ويعيشها ويرى السعادة في ظلها.

القضية الفلسطينية منذ بدايتها حتى اليوم تعبّر بدقة عمّا فينا من «حياة»، ولا حياة بدون مقاومة، إذ بدون المقاومة يصاب المجتمع بفقدان المناعة الطبيعية التي غرسها الله سبحانه في نفوس أفراده.

كل ما يبذله أعداء البشرية اليوم من محاولات في العلن والخفاء إنما هي لإضعاف هذه المناعة الطبيعية، ولتوفير الجوّ لهجوم الجراثيم المرئية وغير المرئية في جسد أمتنا الإسلامية.

الأساليب التي يعمد إليها العدوّ تبدأ من دحرجة شباب مجتمعاتنا نحو آلهة سرابية خادعة لصرفها عن الإله الواحد الأحد الحق.. وهذا الذي نراه من مشاريع المكثفة ومدروسة لنشر الانحطاط الخلقي وبثّ روح اليأس والإحباط ولتجويع المجتمعات واشغالها بالحصول على قوتها اليومي إنما هو التمهيد لأجواء هجوم شياطين الأنس والجن، أو ما أسميناه الجراثيم المرئية والمخفية.

من هنا فإن علماء المقاومة هم علماء بثّ الحياة في جسم المجتمع لكي لا ينهزم أمام التحديات.

علماء المقاومة علماء إحيائيون والرسالات السماوية إنما هي للإحياء " يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ " علماء المقاومة هم الذين يبلغون حقًا رسالات الله، ولا يهابون ما يكيده طواغيت الأرض، ولا عملاؤهم الأذلاء من قتل لإنسانية الإنسان، بالإذلال وبالإرهاب.

علماء المقاومة دعاة وحدة وتلاحم وتعاضد، والجبهة التي تعاديهم عامل تمزيق وتشتيت واثارة نزاعات وحروب دموية.
وباعبتاري امثل المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية أؤكد من منظار المعتقد ومن خلال التجربة أن التقريب الذي يدعو إليه المجمع لا يتحقق إلا في ظل المقاومة.

حين كان جوّ المقاومة سائدًا إلى حدّ ما في العصر الحديث كان الشعار المرفوع في الساحة هو الوحدة والتعاون في إطار المنظمات والمؤسسات والمشاريع والمجموعات الداعية إلى الوحدة على أساس قومي أو إسلامي أو على أساس وحدة الهدف كهدف عدم الانحياز، وفي مسيرة التقريب انطلقت في القاهرة في النصف الأول من القرن الماضي دار التقريب بين المذاهب الإسلامية بمشاريعها الضخمة وباعضائها الذين يمثلون المذاهب الإسلامية المختلفة.

ويرتفع صوت التقريب والوحدة كلما ارتفع صوت المقاومة، ويهبط ذاك الصوت كلما هبط هذا.

ومن الطريف أن أذكر أن الأسير المقاوم البطل ماهر الأخرس ما إن انتصر في معركة الأمعاء الخاوية وخرج من سجنه حتى صرح أول ما صرح بضرورة وحدة الساحة الفلسطينية، أنها العلاقة الوثيقة بين روح المقاومة وروح الوحدة.

هذه العلاقة نراها بوضوح ضمن دائرة أكبر في الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ انبثاقها حتى اليوم، قضية وحدة الأمة لا تنفك فيها عن قضية المقاومة.

إن الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة يتحمل فيما يتحمل من مسؤوليات أن يبرز الوجه الإنساني المعادي لتجار الحروب ولأعداء الإنسانية. فالمحاولات تُبذل من أجل خلط الأوراق بين المقاومة
والإرهاب، تبذل من قبل أفظع الإرهابيين في التاريخ ومن قبل أبشع أعداء البشر.

لابدّ من دعوة الأمة بل الإنسانية بكل الوسائل الحكيمة والحسنة أي الجميلة لاستثارة مافيها من نفخة روح ربّ العالمين، لتخرج من الظلمات إلى النور، ولتجري في عروقها دماء الحياة متدفقة.عندئذ تزداد رفضًا لمشاريع التطبيع وسائر المشاريع الانهزامية الذليلة إذ ليس للذل والاذلال مكان في مجتمع حيّ ناهض منتفض من أجل عزته وكرامته.

أية خطوة نحو العزّة والحياة سيدافع عنها الله سبحانه وينصرها بفضله ومنّه، وأية خطوة نحو الذل والاستسلام ستجني على مرتكبيها العار والشنار. هذا ما يؤكده الواقع وتذكره سنن التاريخ.

الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة فيما أعتقد ليس رقيبا للمؤسسات الداعية إلى عزّة المسلمين وإحيائهم وإلى التصدي لعوامل الموت والاذلال والهزيمة، بل هو سند لكل تلك المؤسسات وداعم لها، وداعٍ إلى الابتعاد عن الذاتيات وعن الانجرار وراء كيد الاعداء المفرقين، والذين ما فتئوا ينزغون بين فصائل الأمة من أجل تمزيقها.

أتقدم بالشكر لكل العاملين على إقامة هذا المؤتمر في هذا البرهة الحساسة من حياة أمتنا سائلا الله سبحانه لكل العاملين في سبيله مزيدًا من الإخلاص والتفاني من أجل المبدأ.

 وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ




/110
 
    
 
 
https://taghribnews.com/vdcdjk0ojyt0jf6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز