تاريخ النشر2020 28 April ساعة 15:58
رقم : 460590
د. عبد الحميد دشتي*

ليس أمام أميركا إلا الانتحار

تنا
عندما قال سيد المقاومة في مقابلة لسماحته مع محدثه منذ أشهر على قناة الميادين وباختصار شديد: إذا دخلت أميركا والدول النفطية وكل محورها الحرب النفطية فستخرج مهزومة وإيران ستنتصر..
ليس أمام أميركا إلا الانتحار
 د. عبد الحميد دشتي

عندما قال سيد المقاومة في مقابلة لسماحته مع محدثه منذ أشهر على قناة الميادين وباختصار شديد: إذا دخلت أميركا والدول النفطية وكل محورها الحرب النفطية فستخرج مهزومة وإيران ستنتصر.. مردفاً: "اكتب هذه ليست تنبؤات"، والآن وبعد ان انخفض سعر برميل النفط الآجل الى سلبي 37 دولار للعقود الآجلة لأول مرة منذ اكتشاف النفط يمكننا ان نتصور مدى قصر نظر دول اوبك في تعاملاتها النفطية مع هذه السلعة الآيلة أصلاً للنضوب في يوم ما، ومدى جشع تلك الدول في استخراج النفط ما ادى الى عجز هائل في تخزينه مقابل انخفاض الطلب عليه نتيجة للانهيارات الاقتصادية التي تعانيها كل الدول في العالم (المنتجة والمستهلكة والمستوردة)، وحتى الدول المنتجة باستثناء تلك التي نوعت اعتماد اقتصادها وتحررت من الدخل الاحادي واعتمدت على مصادر اخرى حتى في ظل الحصار الاقتصادي، ومنها ايران التي قد تكون الدولة المنتجة الوحيدة للنفط التي وجدت طرقاً اخرى للتصدير في ظل الحصار الخانق.

لا بل واثبتت انها اكثر قوة وهي كغيرها تعاني انتشار الوباء عندما اطلقت اول قمر صناعي عسكري (نور 1) ضمن منظومة "قاصد" بأنها قادرة على البقاء وماضية في تطوير تكنولوجيتها لمواجهة كل التحديات والتهديدات التي تشن عليها والتي تصاعدت مؤخرا وبشكل غير مسبوق، كما انها ماضية في الاعتماد على نفسها وليس على غيرها من الحلفاء الذين تدرك ان لهم حسابات خاصة كدول تتقاطع تحالفاتها مع اميركا واسرائيل، وارتقت بذلك بأبعاد جديدة من القدرة الدفاعية، فأصبح بإمكانها الرصد من الفضاء العالم بأسره ما يعني توسيع نطاق المعلومات والبيانات الاستراتيجية.

وأهم أثر سيحدثه هذا الانجاز هو اقناع (دول المنطقة) بأن المراهنة على ضعف ايران مراهنة فاشلة.

وبطبيعة الحال لن تكون أميركا ولا اسرائيل مرتاحة لمثل هذا الحدث الكبير، وستحاول بشتى الطرق ان تشن حملة دعائية على ايران لامتلاكها هذه التقنية الجديدة، والمتوقع أن تثير الكثير من الاشاعات والتخرصات، لكن هذا الاسلوب سيكون فاشلا كما فشل سابقاً.

ولنعد الى انهيار اسعار النفط الذي هز العالم النفطي وبدا انه مفاجئ، فإن هذا الانهيار لم يكن بسبب المخزون الهائل في اميركا وهي الدولة الاكثر استهلاكاً له، فالاسعار كما يعرف الخبراء لم تكن في يوم من الايام نتيجة العرض والطلب وإن كان هذا العامل مؤثراً، بمعنى انه جاء نتيجة انخفاض تصدير النفط نظرا للشلل الذي اصاب الناقلات، فالاسعار كما هو معروف هي اسعار سياسية بامتياز، وستكون الدول الخليجة الملتحقة كلياً بالسياسة الاميركية والمرتهنة لها بذريعة حمايتها من اعداء وهميين من اختراع اميركا اكثر الدول المتضررة من السياسة الاميركية الهمايونية.

لقد اصبح انهيار العالم الحالي بتركيبته وشيكاً وقد بدأ من اميركا التي تعاني انهيارات في كل المرافق وعلى مستوى الولايات، ولم يعد امامها الا الهروب الى الامام بشن حرب اقرب الى العالمية مع الصين العدو التاريخي الاقتصادي لها منذ زمن بعد ان سيطرت الصين على معظم اسواق العالم، وضد ايران التي تعيش استقلالاً حقيقياً يؤهلها للعب دور كبير يحد من الهيمنة الاميركية في منطقة الشرق الاوسط، وهذه الحرب ليست اقتصادية كما يتوهم البعض، بل عسكرية ومباشرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وإن غداً لناظره قريب.

* د.عبد الحميد دشتي
النائب الكويتي السابق ورئيس المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة حقوق الإنسان

/110
https://taghribnews.com/vdcdnz0ozyt09k6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز