آيات الله الكبرى في اليمن | وكالة أنباء التقريب (TNA)

بسم الله الرحمن الرحيم" وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون "(صدق الله العلي العظيم)

في هذه الآية يخبرنا الله عزّ وجلّ بأنّ هنالك فئة من الناس يشاهدون الآيات والحوادث الإلهية تمرّ من أمامهم لكن لا تهمهم آيات الله والحوادث التي يرونها ويشهدونها ، والله عزّ وجلّ جعل في كلّ الأحداث السياسية المعاصرة والقديمة آية من آياته التي لا ينبغي أنْ نعرض عنها .
وكم حدث في اليمن من آيات الله الكبرى التي حدثت منذ بداية العدوان السعودي على اليمن ، وما أكثر الذين يعرضون عن تلك الآيات الإلهية في اليمن .

أما الشعب اليمني العظيم فهم يرون آيات الله ، ويشاهدون كيف أعانهم الله ونصرهم على آل سعود ومن معهم من الدول العظمى في العالم ، ويشاهد الشعب اليمني العظيم آية الله في منطقة نهم ، وكيف طرد الله آل سعود من منطقه نهم وطهر تلك المنطقة من أقذارهم .

إنّ المستضعفين من الشعب اليمني لهم منطق غير منطق المستكبرين في قصور آل سعود ، وهو منطق تصوره هذه الآية الكريمة :

" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم أنّه الحق " .. إنّ المستضعفين في اليمن يشاهدون آيات الله في كلّ جبهات الدفاع عن اليمن ، ويؤمنون بأنّ اليمن كانت تنحدر إلى المصير الحالك والهالك ، وإلى تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم متقاتلة ومتناحرة ، بل كانت ستطوى اليمن من الوجود لولا آيات الله الكبرى ، ولطف الله الذي تدارك أهل اليمن وهزم الأحزاب وأذلهم .

وأحسب أنّ الله ادخّر أهل اليمن ليرسم لنا آياته الكبرى في عصرنا ، ونحن نجد كل الذين وقفوا مع آل سعود قد انهزموا واندحروا أمام المستضعفين في اليمن ، ولا تزال تعليقات الإعلام السعودي على آية الله في منطقة نهم ترن في أذني ، فهم في حيرة من أمرهم كيف تمكنت مجموعة من المستضعفين اليمنيين أنّ يهزموا أعظم قوة في جزيرة العرب ؟ !!

وفي إيران سألني بعضهم ماذا حدث في منطقة نهم ؟ !!

فقلت له : الحوادث في اليمن هي آية من آيات الله التي ذكرها الله في القرآن الكريم ، وقد صنع الله في آل سعود وأعوانهم في منطقة نهم نفس ماصنعته ابابيل الله في أصحاب الفيل ، والله الذي حمى مدينة مكة المكرمة هو الله الذي حمى مدينة صنعاء ، ثم قلت له : بأنّ المستضعفين في اليمن يشاهدون المدد الإلهي الغيبي ليلاً ونهارا ، ويعتقدون بأنّه من المستحيل تحقيق النصر على آل سعود ومعهم كلّ المستكبرين في العالم لولا أنّ الله يقف بعينه وبذاته وبقدرته مع المستضعفين في اليمن .

انظر كيف اعلنت السعودية من قبل أكثر من خمس سنوات بأنّه ستدخل صنعاء في خلال اسبوعين ، ولكن الآن نجد أنّ المستضعفين اليمنيين هم الذين دخلوا إلى السعودية ، وهم الذين يضربون مراكز النفط في السعودية .

إن من شكر الله على نعمائه أنْ نشاهد آيات الله الكبرى في منطقة بقيق وفي منطقة ينبع وفي منطقة نجران وفي منطقة عسير وفي منطقة مران وفي منطقة نهم ، وأنْ نرى آيات الله الكبرى في الشباب المستضعفين في اليمن ، حيث وجدنا تغييراً معجزاً في الشباب اليمني ، وهذا التحول في شباب اليمن من آيات الله الكبرى ، فلم يكن هذا التحول موجوداً قبل العدوان السعودي على اليمن ، فنجد الشباب اليمن في سنٍ يعد سن تعلّق الإنسان بزينة الدنيا ، وسن تعلّق الإنسان بالشهوات ، لكن نجد الشباب اليمني يذوب في محبّه الله وفي محبّة كتاب الله ، ويعشق الله ويعشق القرآن الكريم ، ويعشق الموت في سبيل الله ، ونجد تحوّلاً معجزاً في المرأة اليمنية فنراها تحتفل وتزغرد في يوم شهادة فلذة كبدها كما احتفلت وزغردت في يوم زواجه ، ولم يكن هذا التحول المحيّر موجودا في الجيل السابق ، ماذا حدث لشباب اليمن ؟ ! وماذا حدث للنساء في اليمن ؟ ! لا يمكن فهم ذلك غير النظر إلى إرادة الله والنظر إلى مشيئة الله التي تريد أنْ تصنع أمراً هاماً في اليمن ، وكذلك من آية الله الكبرى في اليمن الإلتفاف حول قيادة واحدة في اليمن ، ولا يمكن التجمع حول قيادة واحدة لولا لطف الله وحكمته وقدرته وعنايته بهذا الشعب اليمني العظيم ، وكم هي آيات الله في الشعب اليمني العظيم .

وفقنا الله أن نكون من الذين يتأملون ويتدبرون في آيات الله حتى يتبين لهم أنّه الحق .
بقلم عصام العماد

/110