تاريخ النشر2020 4 February ساعة 07:59
رقم : 450322
كتب ياسر الخيرو:

هل تكتفي إيران برفض صفقة القرن أم لديها حل بديل؟

منذ أن بدأت التسريبات حول صفقة القرن بين محور التطبيع وبين القيادة الأمريكية في عهد ترامب، سارعت إيران وتيار المقاومة لرفض هذه الصفقة التي بانت معالم الشر فيها منذ الوهلة الأولى.
هل تكتفي إيران برفض صفقة القرن أم لديها حل بديل؟
صفقة القرن وهي اسم على مسمى، إذ تعد من النوادر التاريخية، ربما طرفة اقتصادية وسياسية كبرى، محور التطبيع اتفق مع ترامب على تسليمه أراضٍ فلسطينية لا يملكونها وتولي دفع تعويضات للفلسطينيين من أموال الشعوب العربية الأخرى، بذلك يحصل ترامب على أراضٍ جديدة من فلسطين وعلى عقود لاعمار فلسطين تدفع ثمنها دول التطبيع أيضاً، وبذلك ستحقق أمريكا مكسب منح أراضٍ لربيبتها الغدة السرطانية ومكاسب اقتصادية.
 
على الجانب الآخر سيكسب الصهاينة مشروعية واعترافاً شرعياً من حكومات غير شرعية أساساً بالإضافة إلى كسبهم أراضٍ جديدة على حساب أصحاب الأرض؛ ولن يقدموا أي شيء في الصفقة، بل أن الصفقة تسمح لهم بالتوغل أكثر في الأجزاء التي لم يحتلوها من فلسطين حتى الآن وتضيق الحصار على الفلسطينيين أكثر من ذي قبل.
 
الجانب الفلسطيني هو الآخر لن يحصل سوى على الخسائر فالصفقة تعرض عليه المال مقابل الأرض والاستسلام، مع تقديم تسليم الأرض والاستسلام على تسليم الأموال وفرض الكثير من شروط الاستسلام مما يجعلها صفقة عار بامتياز لن يقبلها شخص في عروقه قطرة من الدماء الفلسطينية.
 
وأخيراً تجدر العودة إلى البائعين المطبعين وما سيجنونه من هذه الصفقة، الصفقة تفرض على الدول العربية والسلطة الفلسطينية تسليم الأراضي للصهاينة والاستسلام، ودفع التعويضات للفلسطينيين بدلاً من الرابحين الصهاينة والأمريكان؛ كل ذلك مقابل ماذا؟
 
لن تحصل الدول العربية على جديد في هذه الصفقة، بل أن ارتمائهم في الأحضان الأمريكية أكثر من سابق سيؤسس للمزيد من التوتر في المنطقة بسبب انتشار القوات الأجنبية التي لا تريد سوى امتصاص خيرات الأمة ويصب الصراع بين الدول الإسلامية في صالحها؛ من جانب آخر ستخسر هذه الدول بقايا المشروعية التي تدعي وجودها، فالشعوب العربية ما تزال تتغنى بأمجاد حرب 1973 ضد الكيان الغاصب وما تزال تتفاعل مع الألم الفلسطيني، والقدس هي أولى القبلتين وهذه حقائق لا يمكن للصفقات تغييرها.
على الجانب الآخر، رفضت إيران قيام دولة صهيونية في المنطقة، وهذا الرفض ظهر واضحاً في كلام الإمام الخميني حتى قبل انتصار الثورة، وترى إيران أن الحل الوحيد المنصف يأتي عبر صناديق الاقتراع في فلسطين، بشرط أن يشارك في الاقتراع أصحاب الأرض الأصليين فقط ومن جميع الأديان.

الحل الإيراني هو الأكثر ديمقراطية وهو الحل المناسب لارضاء جميع من يريدون الاحتكام للديمقراطية التي يدعيها الغرب، رغم أنه غير قابل للتنفيذ حالياً حيث يرحب به الفلسطينيون أصحاب الحق، ويرفضه الصهاينة المستوطنون ومن خلفهم الأمريكان؛ لكن هذا الحل يعد اليوم شوكة في حلقوم أدعياء الديمقراطية الغربية، فمن يدعي الديمقراطية عليه أن يحتكم إلى هذا الحل، ومن يرفض الديمقراطية فهو من يفرض الحل العسكري في المنطقة والجميع أصبح يعلم أن الحل العسكري لم يعد يصب في صالح الغرب أو الكيان اللقيط ومحور المقاومة فرض معادلات جديدة في المنطقة.
 
https://taghribnews.com/vdcf0xdj0w6dtma.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز