تاريخ النشر2020 28 January ساعة 02:25
رقم : 449436
مكتب المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في سوريا

فرع من الشجرة الطيبة يزهر في الشام

تنا- خاص
"لقد جاءت هذه الخطوة الهامّة من المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية كمبادرة بافتتاح ممثليّة له في سورية، وكلّي أملٌ بأنّ مساعيه للتقارب بين المذاهب الإسلامية ستثمر على أرض الواقع، لينعم المسلمون في بلدنا الحبيب بكافة أطيافهم ومذاهبهم بعلاقات عميقة وصادقة، كما كانت لمئات من السنوات قبل أن يبثّ الفكر التكفيري الدموية سمومه التي استهدفت وحدة المسلمين وتماسكهم، بغية إضعافه كلمتهم وتشتيت شملهم خدمة لمشاريع الشيطان الأمريكي."
فرع من الشجرة الطيبة يزهر في الشام
الكاتب والإعلامي (السوري)  محمد شاكر نظام

"خطوة مباركة نحو تحصين مجتمعنا السوري الذي أنهكته سنون الحرب وعاثت فيه زمر التكفير سفكاً في دماء شعبنا المظلوم الذي تكالبت عليه وحوش الأرض قاصيها ودانيها بُغية تركيعه ليذعن لمحاور الشرّ في العالم وعلى رأسهم أمّ الإرهاب وراعيته الولايات المتحدة الأمريكية، لقد جاءت هذه الخطوة حاملةً معها أملاً كبيراً لخلاص مجتمعنا السوري مما اعتراه من درنِ ما يسمّى بالمجموعات التكفيرية الجهادية الدموية، وما هي في الحقيقة إلا مجاميع لممارسة الإرهاب باسم الدين، دينٌ جاء رحمةً للعالمين، ليخلّص البشريّة من براثن الظلم والاضطهاد.

نحن اليوم في بلدنا الحبيب سوريا وبعدما تجرّعنا ألوان الغصص، أحوج ما نكون للتماسك والتعاضد وذلك بالعودة إلى انتمائنا وأصولنا الطيّبة، ولديننا السمح ولنبيّنا المرسل رحمة للعالمين، ولقرآننا الذي أمرنا أن نقف في وجه من أراد بنا سوءاً صفّاً كالبنيان المرصوص، فوحدتنا هي الدواء الأنجع للشفاء من سرطان التكفير، والحل الأنجح لنجاة أبناء أمتنا، وإكسير الخلاص من سفك الدماء وتناثر الأشلاء.

لقد جاءت هذه الخطوة الهامّة من المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية كمبادرة بافتتاح ممثليّة له في سورية، وكلّي أملٌ بأنّ مساعيه للتقارب بين المذاهب الإسلامية ستثمر على أرض الواقع، لينعم المسلمون في بلدنا الحبيب بكافة أطيافهم ومذاهبهم بعلاقات عميقة وصادقة، كما كانت لمئات  من السنوات قبل أن يبثّ الفكر التكفيري الدموية سمومه التي استهدفت وحدة المسلمين وتماسكهم، بغية إضعافه كلمتهم وتشتيت شملهم خدمة لمشاريع الشيطان الأمريكي.

إنّ مبادرة المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في سوريا ما هي إلا استمرارٌ لفكرٍ سعى لنشره بين مختلف شرائح مجتمعنا علماء أجلّاء كانوا بحق مصاديق الدعوة الإسلامية المحمدية الأصيلة، أمثال فضيلة المفتي الشيخ أحمد كفتارو، وفضيلة الشيخ شهيد المحراب محمد سعيد رمضان البوطي، وسماحة المرجع السيد محسن الأمين، رحمهم الله وجزاهم عن أمتنا خير الجزاء، وغيرهم الكثير من العلماء الماضين والمعاصرين الذين لهم مساعٍ حميدة ومبادرات واعدة تهدف إلى نشر الفكر الوحدوي بين المسلمين جميعاً، ومن خلال  تجربتي الإعلامية والحوارية لمست كامل الصدق والجدّية عند كلّ الشخصيات الدينية والثقافية على اختلاف مذاهبهم، فكلّهم يستظلون تحت مظلّة فِكر ومنطق الوحدة الإسلامية الذي يقبل الآخر ويحترم رموزه ولا يدعو إلى الإلغاء أو الإقصاء.

إنّ أهميّة عمل مكتب مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية في سوريا تكمن في النقلة النوعية التي ستطوّر العمل الوحدوي من المبادرات ذات الطابع الفردي إلى العمل المؤسساتي الممنهج من جهة، ومن الأخرى توسيع الفعاليات الوحدوية بأنواعها الفكرية والثقافية من إطارها المحدود لتصبح عامة وشاملة ومنهج حياةٍ، وتوسيع خطة عمل علماء المذاهب الإسلامية بين سوريا وإيران، ما يعطي ثماراً واقعيّة ينشدها أبناء الوطن المخلصين، كما يمكن لمشروع الوحدة الإسلامية أن ينطلق نحو أفق أبعد ليشمل الإخوة في الإنسانية وهذا ما يساهم بشكل كبير في تحقيق اللحمة الوطنية التي نحن في سوريا أشد ما نكون إليها في ظلّ الظروف العصيبة غير المسبوقة التي يمرّ بها شعبنا الذي يواجه شتى أنواع الحروب الميدانية والسياسية والاقتصادية عداك عن الحرب الناعمة."
"سورية اليوم هي قلب العروبة النابض، وصمام أمانها، وجزء لا يتجزأ من الأمة العربية والإسلامية، وهي تنتمي إلى محور المقاومة، وهي درع الأمة وخطّ دفاعها الأول، فمن الضرورة أن تكون سورية منيعة ومحصّنة من الفكر الهدّام، وهذه المنعة لا تتحقق إلا بوحدة أبنائها وأبرز مصاديق هذه الوحدة، الوحدة الإسلامية."

ختاماً أيها الأحبة إنّني أستشرف الخير في افتتاح هكذا مؤسسة واعدة في بلدنا الحبيب سوريا، تدعو الأوساط الدينية للتقارب واللحمة، وتسعى للمودة والوحدة، أما كفانا تفرقة، وما كفانا شرذمة، وما جنيناه من هذا الحال إلا القتل والدمار، فلنؤسس جيلاً متماسكاً كالبنيان المرصوص، حيث لا مكان فيه لدعاة الفرقة والتشتّت.

أقتنص الفرصة أوجه كلمة شكر وعرفان لسماحة السيد الإمام علي الخامنئي على رعايته جميع فعاليات الوحدة الإسلامية، والشكر موصول لأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية سماحة الشيخ حميد شهرياري، وأسأل الله تعالى أن يسدّد ممثّل المجمع في سوريا سماحة الشيخ غريب رضا الذي له باع طويل في مجال الدعوة لفكر الوحدة الإسلامية، وأتمنى له التوفيق والنجاح في مهمّته التي أوكلت إليه، وأسأل الله تعالى التوفيق والسداد لكل من سار على منهج علماء بلاد الشام دُعاة الوحدة والانفتاح عبر العصور الإسلامية.

و من هنا اقدم كلمة شكر للسيد رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد، الذي كان على قدر المسؤولية فلم يألُ جهداً في إتاحة المجال لعمل المؤسسات الداعية للوحدة الإسلامية وخصوصاً المجمع العالمي للتقريب في سوريا، كما أشكر المواقف الحكيمة لوزير الأوقاف في الجمهورية العربية السورية فضيلة الشيخ الدكتور المفسّر عبد الستار السيد، والشكر أيضاً لفضيلة المفتي الشيخ الدكتور أحمد حسون الذي كان له الدور الكبير في وأد الفتنة."

الكاتب والإعلامي (السوري)  محمد شاكر نظام


/110
https://taghribnews.com/vdcjthexmuqexxz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز