تاريخ النشر2011 31 March ساعة 20:02
رقم : 44198
علي الحمادي:

على المسلمين التركيز على تغيير طرق التعليم والتربية

وكالة أنباء التقريب (تنا)
يعتقد الباحث الإماراتي في العلوم التربوية والسلوكية وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي الحمادي أن طرائق التعليم والتربية السائدة حالياً في عالمنا الإسلامي غير ذات جدوى في تنشئة أجيال قادرة على تجاوز تحدي العولمة.
على المسلمين التركيز على تغيير طرق التعليم والتربية
ويقترح علي الحمادي -وهو صاحب مركز تدريب شهير- أن تُضمّن ثقافة الحوار والنقاش في المناهج التعليمية، وأن تستأنس بها الأسر في تربيتها لأبنائها. موضحاً أنه بهذه الوسيلة فقط يستطيع المسلمين أن يتجاوزوا الآثار السيئة لطرق التلقين التي استمرت لعهود في بيئات العمل والمدرسة والأسرة العربية, لكن الحمادي -في ذات الوقت- يقر بالدور الذي لعبه أسلوب التلقين في العملية التربوية، وقال: إنه أسلوب مهم وفاعل، لكن بشرط أن تصاحبه الوسائل الأخرى، ولا يُكتفى به.

ويرى الحمادي :ان مفهوم بناء الشخصية مفهوم كبير وتدخل فيه مسائل متعددة كالقيم والأخلاق والمهارات، والأصل في الشخصية أن تكون سوية فيها قدر من الشمول والتخصص، لكن هذا الشمول يجب ألاّ يكون متجزّئاً، كأن تكون الشخصية مقتدرة في جانب وناقصة في جانب آخر، أو ناجحة في جانب وفاشلة في غيره، وينبغي كذلك أن يتوافر في الشخصية قدر من الاتزان والتوسط دون إخلال بالتخصص؛ لأن الله سبحانه وتعالى يخلق الناس على نمط واحد.
ووسيلة التلقين- كما يقول الشيخ الحمادي- هي إحدى الوسائل التعليمية وأسلوب تربوي وعلمي مهم، لكنه متهم من قبل بعض الناس بأنه يقتل الإبداع؛ مع أن الحقيقة غير ذلك والتاريخ يثبت الفوائد الجمة للتلقين، وله أفضال على ا لأمة، والعلماء الذين ظهروا في السابق في العالم الإسلامي اعتمد جلّهم في بدايات تكوينهم على التلقين خاصة عند حفظ القرآن الكريم، وحديثًا أثبتت الدراسات وجود علاقة طرديّة بين الطلاقة التفكيريّة والطلاقة اللفظية، فأنا أؤيد طريقة التلقين لكن أعارض الاكتفاء بها، والاستغناء عن الوسائل التعليمية الأخرى.. فهنا يأتي الخلل..

مؤكدا ان التلقين كوسيلة تربوية تنقصه بعض الأشياء مثل تعويد الطفل على الحوار والنقاش وإعطائه الفرصة لإبداء رأيه والاعتراض على ما يراه خطأً، وهذه الجوانب غير متوفرة في طريقة التلقين ويجب أن تُضاف إليها.

وتحدث عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن إستراتيجية نقل تجارب الآباء لأطفالهم ورأى ان ذلك يمكن أن يكون بوسائل مجدية غير تلقينيّة، لكن ما يحدث في بيوتنا هو غياب لفنون تربية الأبناء، أولياء الأمور لا يعرفون كيف يعاملون أبناءهم بالطريقة الصحيحة، وما الأشياء التي يمكن أن يتلقاها الابن فيتقبلها أو يتلقاها فيرفضها، أو تلك التي يقبل تنفيذها أمام والديه وفي الخفاء يعمل بعكسها.

وأضاف: هناك مسألة أخرى هي أن الآباء والأمهات اعتادوا في الغالب على نمط معين من التربية أخذوه من والديهم قبل ثلاثين أو عشرين سنة، ويريدون أن يطبقوه الآن على أبنائهم. وقد يمتد ذلك لاختيارات الأبناء؛ فمثلاً كثير من الآباء يريدون لأبنائهم أن يكونوا مهندسين أو أطباء مع أن دارسي العلوم الإنسانية هم الأكثر تأثيرًا في المجتمع من الأطباء والمهندسين لكن انتشر بين الناس أنهم أرفع مكانًا، والوالدان في ممارستهما هذه وتلقينهما لأبنائهم أن طريق المجد منحصر في طريق واحد فقط، يئدون روح الإبداع عند الابن الذي كان يمكن أن يُوظّف في أشياء يحبها. فعلى الآباء أن يفكروا بما يصلح لأبنائهم، وليس بما يصلح لهم، وهذا الجانب المفروض أن تُطبّق فيه إستراتيجية الحوار المتبادل بين الأسرة والأبناء دون أن يُجبر الأبناء على خيارات لا يريدونها، وفي الوقت نفسه لا تفقد الأسرة دورها في توجيه الأبناء.
وشدد الشيخ علي الحمادي على ان ما يحدث الآن من انفتاح وتطور في المجال التقني والإعلامي والاقتصادي يضع أمام الإنسان تحدّيات عظيمة، ولكي يستطيع أن يجابه هذه التحديات ينبغي أن تكون إمكانياته ضخمة ومهاراته متعددة، وإلا سيكون خارج "حلبة التنافس"، ولو استغل الإنسان موجة العولمة استثماراً جيداً فيمكنه أن يبني شخصيته بشكل ممتاز؛ فالفضائيات مثلاً تنشر كماً هائلاً من المواد المفيدة؛ ومن خلال الانتقاء بإمكان الشخص وهو في بيته أن يطوّر نفسه ويبني شخصيته، وأبناؤه كذلك، وذات الأمر ينطبق على الإنترنت ومهما كان رأينا فيما تحمله هذه الوسائل من أشياء سلبية في بعض الأحيان، فمن الذكاء تحويل المشكلات إلى فرص. 

https://taghribnews.com/vdch6znk.23nkwdt4t2.html
المصدر : الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز