تاريخ النشر2019 28 May ساعة 10:27
رقم : 422149
الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية

حديث التقريب : إحياء يوم القدس

تنا-خاص
من اللافت للنظر أن الإمام الخميني (رض) في إعلانه عن يوم القدس العالمي قرن يوم القدس بليلة القدر، وطلب من المسلمين أن يحيوه كما يحيون ليلة القدر.
حديث التقريب : إحياء يوم القدس
المسلمون يحيون ليالي القدر.. لأنها «خير من ألف شهر» .. ولأنها زمان لتقدير شؤون العالمين.

فليست آثار هذه الليلة محدودة بمكان أو زمان بل آثارها تمتد إلى مساحة تشمل الساحة البشرية بأجمعها.

ومن اللافت للنظر أن الإمام الخميني (رض) في إعلانه عن يوم القدس العالمي قرن يوم القدس بليلة القدر، وطلب من المسلمين أن يحيوه كما يحيون ليلة القدر.

وهذا يعني أن الإمام الراحل ببصيرته الإلهية النافذة رأى أن القدس أرض تقدّر فيها شؤون الأمة الاسلامية بل شؤون سائر الشعوب .

قال(رض): «إن يوم القدس هو يوم الإسلام، ويوم إحياء الإسلام».

بل توسّع في نظرته لهذا اليوم فقال: «إنه يوم مواجهة الشعوب المستضعفة لتعلن عن وجودها أمام المستكبرين».

واليوم نرى أن المشروع الذي يعدّه ترامب لإذلال المسلمين وتركيعهم ينطلق من القدس.

ومقدماته قد أعدها بنقل سفارته إلى القدس، وشجّع على المضي في مشروع تهويد المدينة المقدسة وبناء المستوطنات ومصادرة حق العودة، ثم المضي في «صفقة القرن» التي تتضمن تهويد القدس والمسجد الأقصى.

وهذا يعني أن الإدارة الأمريكية ماضية في فرض سيطرتها على العالم الاسلامي وإذلاله وتركيعه منطلقة من القدس الشريف.

هذه طبعاً أضغاث أحلام الإدارة الأمريكية واللوبي الصهيوني، فصفقة القرن سوف تتحول إلى «صفعة» بوجه أصحابها، بفضل الله وبفضل المقاومة الباسلة في فلسطين وحماتها من جبهة المقاومة الممتدة إلى كل أرجاء العالم الإسلامي، بل إلى كل شعوب العالم المحبّة للعدل والسلام.

من هنا فإن الشعوب المسلمة بشكل خاص تتحمل مسؤولية صدّ هذا العدوان وإفشال خطط الماكرين.

نعم، هناك في العالم الإسلامي عامة و في العالم العربي بشكل خاص مظاهر تراجع وانهيار وتحلّل وانغماس في مستنقع الشهوات ، وهذا من مكر وكيد الصهاينة والأمريكيين.. لكنّ الظاهرة الأبرز والأقوى هي التزام الجماهير المسلمة بمبادئ دينها والإيمان بمقدساتها، وعدم الخضوع لمذليها وساحقي كرامتها.

إنها تعلن عن حيويتها وحياتها في مسيراتها المناصرة للقضية الفلسطينية وفي إدانتها للعمليات الإجرامية العنصرية الصهيونية في أرض فلسطين وفي إصرارها على إحباط المشاريع الأمريكية الصهيونية في المنطقة.. وفي غيرها من المواقف التي تؤكد بأن أمة محمد(ص) حية لن تموت وأن الله سبحانه سوف يحقق وعده، وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ .

نحن مقبلون على يوم القدس.. آخر جمعة من شهر رمضان المبارك. وهو يوم يجب أن يعلن فيه المسلمون وكل أحرار العالم أن القدس ستكون منطلق عزتنا وكرامتنا، وقاعدة للانطلاق نحو مواجهة كل كيد ومكرٍ للمسلمين وللشعوب المستضعفة.

والشباب المؤمن سيكون بإذن الله من أهمّ عوامل تركيع أمريكا والصهيونية وهم كما قال سماحة الإمام الخامنئي «حفظه الله» «يزدادون والحمد لله يوماً بعد يوم. هؤلاء هم الذين سيفرضون بفضل الله وبحوله وقوته على كل عدوّ أن يركع بمن في ذلك امريكا والصهيونية».  وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ .
 
                                                                         محسن الأراكي
                                   الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية


/
110
 
https://taghribnews.com/vdcba5ba9rhb58p.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز