تاريخ النشر2012 27 September ساعة 09:21
رقم : 110355

عقلية الإنسان الغربي وأهمية تجديد أسلوب الخطاب

تنا - خاص
ثمة حقيقة يجب علينا أن ندركها أولاً وهي أن شرائح المجتمع الغربي قد هيمنت عليها الثقافة والأفكار العلمانية واللادينية حتى أصبح الإنسان الغربي بشكل عام بعيداً عن مفاهيم الدين من الاساس فضلاً عن التعاليم والقيم المسيحية التي يدعي الإيمان بها.
عقلية الإنسان الغربي وأهمية تجديد أسلوب الخطاب

في الوقت الذي تستمر فيه موجات الغضب والتنديد بالإساءة للإسلام وللرسول الأعظم (ص) عبر المظاهرات والمسيرات اليومية في معظم أنحاء العالم الإسلامي، وبالرغم من الدعوات المستمرة من قبل العديد من الشخصيات الإسلامية والمسيحية بضرورة العمل على إتخاذ إجراءات فاعلة للمنع من تكرار مظاهر الإساءة للمقدسات الدينية، إلا أنه لا يبدو في الأفق ما يشير إلى وجود نية حقيقية لدى دوائر القرار الغربية للعمل على سن قوانين تجرم الإساءة للمقدسات الدينية، بدعوى أنها تعارض مبدأ حرية الرأي والتعبير.

ولست هنا بصدد الحديث عن هذا المنطق السخيف والإزدواجية المفضوحة التي تعاقب المسيئين "لمقدسات" اليهود فتلاحق كل من يشكك بالمحرقة اليهودية المزعومة ثم تطلق العنان لمن شاء الإساءة لمقدسات الآخرين، ولكني أود الإشارة إلى حقيقة ملفتة وهي صمت المجتمع الغربي عموماً إزاء هذه الإساءات التي تصدر من حين لآخر من بعض الجهات المكشوفة والتي تسعى لإثارة الكراهية والأحقاد بين الأديان والثقافات خدمة لأهدافها ومخططاتها الخبيثة.

ثمة حقيقة يجب علينا أن ندركها أولاً وهي أن شرائح المجتمع الغربي قد هيمنت عليها الثقافة والأفكار العلمانية واللادينية حتى أصبح الإنسان الغربي بشكل عام بعيداً عن مفاهيم الدين من الاساس فضلاً عن التعاليم والقيم المسيحية التي يدعي الإيمان بها، حتى تجد من ينتقد السيد المسيح (ع) والإنجيل في الغرب كما لو كان ينتقد مفكراً من المفكرين، دون أن يحتج أو يبالي أحد بذلك، عدا بعض الحالات التي احتجت فيها جماعات مسيحية "متطرفة".

ولنا أن نتصور مثل هذا المجتمع وقد تم تنويمه مغناطيسياً بفعل تأثير الإعلام الغربي الذي تديره الدوائر الصهيونية بكل ما تملك من قدرات هائلة تسعى من خلالها لتشويه صورة الإسلام والمسلمين عبر شبكة هائلة من القنوات الفضائية والإذاعات والصحف والشركات الهوليودية العملاقة...

ولكن هذا كله لا يبرر تقصيرنا في التعامل مع الواقع المعاش في المجتمعات الغربية.. علينا أن نعترف بكل صراحة بضعف المرجعيات الدينية والمراكز الإسلامية المعنية، في إيجاد الأسلوب الأمثل لإيصال الصورة الحقيقية الصحيحة للدين الإسلامي الحنيف وقيمه ومبادئه السمحة إلى عقل الإنسان الغربي، وعلينا أن نذعن بقصور وسائل الإعلام الإسلامية في إيصال مفاهيم الإسلام وتعاليم نبيه الكريم (ص) إلى أسماع العالم الغربي كي يطلع على حقيقة هذا الدين كما هو، لا كما صاغته وسائل الإعلام الغربية وأعانتها في ذلك التيارات التكفيرية التي باتت سلوكياتها ترتسم في ذهن الإنسان الغربي وكأنها مشاهد واقعية من أفلام الرعب.

محمد النائيني

https://taghribnews.com/vdcen78znjh8zxi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز