تاريخ النشر2012 8 May ساعة 18:30
رقم : 93720
الصحف العالمية

جرعة ثقة بالنفس تحسم بقاء الأسد

تنا - بيروت
جرعة ثقة بالنفس تحسم  بقاء الأسد
أصابت المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية خيبة أمل كبيرة بخصوص الرهانات والآمال التي كانت معلقة على سقوط الرئيس السوري بشار الأسد خصوصاً بعد المشاركة الكثيفة التي شهدتها كافة المدن السورية في إنتخابات مجلس الشعب.

هذا الواقع تعسكه الآراء في الصحف العالمية ،فقد أكدت صحيفة «واشنطن بوست» عن دبلوماسيين ومسؤولين إستخباريين غربيين أنه في الوقت الذي يتوافد فيه المراقبون الدوليون إلى سوريا تدريجياً، «ترد تقارير من الداخل تشير إلى الجهد الذي يخصصه الأسد - ولو بوطأة أقل - لسحق ما تبقى من جيوب معارضة
في تحد للاتفاق الدولي».

صحيفة «واشنطن بوست» التي تحدثت عن «تحوّل» في التعاطي الاميركي مع الازمة في سوريا، ترى أن تطورات الاوضاع هناك و«ثبات» الاسد في مكانه بالرغم من العقوبات الاقتصادية الدولية على البلاد، دفعت الوكالات الاستخبارية الغربية والعربية إلى مراجعة تقديراتها بشأن مدة بقاء الاسد في السلطة كما دفعت المحللين إلى توقع ثبات الرئيس السوري في منصبه حتى العام ٢٠١٣.

و تشير تقديرات أكثر تشاؤماً إلى أن «المعارضة المنقسمة في البلاد لن تُمدّ بأي مساعدة كبيرة من الخارج، باستثناء بعض الاموال والمساعدات الطارئة وربما الأسلحة الخفيفة من الدول العربية المجاورة».

في هذا السياق،ينقل الكاتب في الصحيفة ووريك عن إثنين من المسؤولين الاستخباريين «من بلدين مسلمين مجاورين» لسوريا، أن الاسد يُظهر ثقة أكبر بالنفس.

وفيما يرى المسؤول الاول ان «الاسد باقٍ في السلطة في العام ٢٠١٢ .. خصوصا بعد نجاحه في تنظيف حمص وحماة وحقق
الهدوء في دمشق وحافظ على دعم الدروز والمسيحيين الذين لم ينقلبوا ضده»، فيما يقول المسؤول الثاني ان «الاسد اكثر ثقة بنفسه لانه يشعر بالسيطرة على كل شيء».

في المقابل، يرى بعض المراقبين أنه كان بالامكان تلافي بقاء الاسد في الحكم حتى اللحظة، لو اتبع الرئيس الاميركي باراك اوباما سياسة اكثر صرامة ولجأ للتدخل في سوريا على غرار تجربة «الناتو» في ليبيا.

غير أن اوباما رفع شعار «ليس الآن»، بحسب توصيف آيرون ديفيد ميلر، الكاتب في صحيفة «لوس انجليس تايمز»، والذي اشار الى اعتماد الرئيس الاميركي مقاربات «حذرة» في ما يتعلق بالملفات الساخنة للسياسة الخارجية وعلى رأسها سوريا وإيران.

ويقول ميلر، الذي يرى ان اميركا لا تحتاج الآن الى دبلوماسية غير حكيمة او الى التدخل عسكريا في دولة جديدة، انه يمكن قراءة سياسة «ليس الآن» الخاصة بأوباما من خلال سياسته الخارجية تجاه ايران وسوريا والصراع العربي - الاسرائيلي
وكوريا الشمالية. 

حيث «الهدف هو الآلية وليس النتيجة، التخطيط وليس المبادرات الجريئة، العمل المتعدد الأطراف، وليس الفردي.. إذ قد تكون الادارة على إستعداد لفعل شيء تجاه هذه القضايا، ولكن بعد تشرين الثاني المقبل، وليس الآن».

وفيما يرفض أوباما أي ضربة إسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية،يفضل خيار العقوبات على ايران، في الوقت الحاضر (اذ يعتبر ان الضربة تؤخر البرنامج النووي الايراني ولا تلغيه، كما تؤثر على اسعار النفط والاسواق المالية).

بذلك، يخطو الرئيس الاميركي بتروٍّ وحذر تجاه الأسد، فضلا عن اعتماده نهجاً غير أحادي، «ففي وقت يشجعه بعض المحافظين الجدد على إتباع خطوات اكثر شراسة في سوريا وبالتالي التدخل عسكريا، يتجنب اوباما إظهار اي انزلاق لمثل هذا التدخل... قد يتبدل الامر إذا ما وصل عدد القتلى الى مستويات جديدة، لكن الرئيس سيجهد لتفادي التزام عسكري جديد... ومفتوح».
https://taghribnews.com/vdccxmqo.2bq1i8aca2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز