تاريخ النشر2022 13 July ساعة 23:58
رقم : 557395
في الندوة التاسعة من سلسلة الندوات العلمية "الأمة الواحدة"

دراسة خلفية الخلافات والصراعات المذهبية في العالم الاسلامي

تنا - خاص
عُقدت الندوة التاسعة من سلسلة الندوات العلمية المعنونة بـ"الأمة الواحدة" تحت عنوان "دراسة خلفية الخلافات والصراعات المذهبية في العالم الاسلامية"، مساء الثلاثاء بدعوة من المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية.
دراسة خلفية الخلافات والصراعات المذهبية في العالم الاسلامي
وأقيمت الندوة التاسعة من سلسلة الندوات العلمية المعنونة بـ"الأمة الواحدة" تحت عنوان"دراسة خلفية الخلافات والصراعات المذهبية في العالم الاسلامي"، بمشاركة الاستاذ الجامعي والحوزوي حجة الاسلام والمسلمين الدكتور عبدالكريم بي آزار شيرازي، والدكتور سيد أحمدرضا خضري الاستاذ بجامعة طهران، مساء الثلاثاء بدعوة من المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية.
وفي حديثه حول موضوع دراسة الخلفية العقائدية للخلافات المذهبية في العالم الاسلامي، تناول الدكتور بي آزار شيرازي العوامل الاساسية للخلافات في العالم الاسلامي، وقال: ان احد هذه العوامل يتمثل في اتباع هوى النفس والابتعاد عن الاخلاق الدينية، والعامل الآخر هو التخلي عن القرآن الكريم، إذ أن بعض الاخباريين وبحجة ان الله والنبي(ص) وأهل البيت(ع) فقط من يفهمون القرآن، نبذوا القرآن باحترام، وحصروا تلاوته للثواب فقط، والآن ومنذ قرون يقرأ المسلمون القرن للثواب فقط.
                          

ورأى أن العامل الثلاث للخلافات، بأنه يتمثل في محورية الفرقة بدلا من محورية الاسلام، موضحا أن احد خصائص هذه الفرق البشرية الارضية هو الغلو بشأن الاشخاص؛ مثلا يعتبرون المسيح ابن الله. وللأسف فإن هذه الفرق وفضلا عن التخلي عن النبي والقرآن، تخلوا عن الله كذلك. والآن هل من الممكن إنشاء الوحدة مع هكذا دين بشري أرضي؟
وذكر ان العامل الرابع للخلافات، هو الابتعاد عن دين الإسلام السماوي الأصيل، وبيّن: ان التفرقة التي ظهرت بين اتباع الاديان، هي بسبب أنهم كانوا يبحثون عن دين من صنع أيديهم.
وأضاف: ان البعض يتصورون ان الدين هو عامل للتفرقة. ولابد من القول في الرد على هؤلاء: ان الدين المصطنع هو عامل للتفرقة، ولكن دين الاسلام الاصيل هو عامل للوحدة. لذلك فإن الامام الخميني(رض) لم يكن يستخدم كلمة "التقريب" بل كان يستخدم دوما كلمة "الوحدة". لأن الله تحدث في القرآن الكريم عن التأليف بين القلوب، فهو يريد توحيد قلوب البشر وليس فقط التقريب الظاهري والصوري مع بقاء اتباع هوى النفس الشيطاني.

وخلال هذه الندوة، تحدث الدكتور أحمدرضا خضري الأستاذ بجامعة طهران، عن موضوع الخلفية التاريخية للخلافات المذهبية في العالم الاسلامية، وتناول دراسة العوامل التاريخية لهذه الخلافات، وقال: الآن وبعد مضي اكثر من 1430 عاما على رحيل النبي الاكرم(ص)، ومن المؤسف وبدلا من ان نتحرك يوما بعد يوم نحو وحدة العالم الاسلامي وتقديم الطاقات الاخلاقية والثقافية والاجتماعية للإسلام، فإن مدى التفرق والتشتت يزداد يوما بعد آخر وتزداد الخلافات وتصبح المسافات أكثر ابتعادا.

                     
وقسّم الدكتور خضري عوامل الخلافات، الى قسمين؛ الاول العوامل والبنيوية للتفرقة، والثاني العوامل المسرعة والمشددة، وقال: تشمل العوامل العامة للتفرقة: طلب السلطة، وحب الشهرة وحب الدنيا، والتي تظهر بعد رحيل النبي(ص) في إطار النزاع حول خلافة النبي، ويرتد البعض بعد رحيل النبي(ص) او يشكك البعض في دينه.
وتابع: لقد بذل النبي الاكرم(ص) قصارى جهوده لئلا تصاب الأمة بالخلافات، وقام بترتيبات يمكن وصفها بأنها اجراءات تنم عن بعد نظر لإيجاد الحضارة الاسلامية؛ بما فيها ابرام العهد مع اليهود لكي يضمن تعايشهم السلمي في المدينة.
وأضاف هذا الاستاذ الجامعي: لقد أوجد النبي(ص) فرصة فريدة في تاريخ العرب، لم تسنح للعالم العربي حتى ذلك اليوم. فبعد ان قضى النبي 23 عاما من الدعوة دون أي أجر، تمكن من توحيد المجتمع العربي تحت لواء الاسلام.فهو لم يكن مجرد قائد سياسي، بل كان كذلك زعيما روحيا للأمة.
وأشار الدكتور خضري الى العوامل المسرعة للخلافات، وقال: ان تشكيل شورى الشخصيات الستة لتعيين الخليفة بعد الخليفة الثاني، وقتل الخليفة الثالث ودور معاوية في مصائب صدر الاسلام من قبيل معركة الجمل وصفين والنهروان واستشهاد الامام علي(ع)، وسقوط الامويين ودورهم في إثارة التفرقة من اجل التسلط على المسلمين، والخلافة الوراثية بعد معاوية، والفتوحات الاسلامية وتعرف المسلمين على الافكار الايرانية والرومية واليونانية والهندية، والحروب الصليبية واستعادة الاراضي المغتصبة، وتعرف العالم الاسلامي على التيارات العرفانية والتوجهات الصوفية، كانت من جملة الخلفيات التاريخية للخلافات في المجتمعات الاسلامية.

 
https://taghribnews.com/vdcdn50kkyt0ks6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز