تاريخ النشر2021 6 May ساعة 12:48
رقم : 502729
بمناسبة يوم القدس العالمي

القدس في فكر الإمام الخميني طاب ثراه و الإمام الخامنئي دام ظله

تنا
دأب الإمام الخميني على تخليد قضية القدس الشريف بهدف غرس نوع من الوعي الإسلامي في وجدان كل مسلم وكيانه المعنوي والروحي والرسالي، و استنهاض الهمم للقيام بالدفاع الشرعي ضد العصابات الصهيونية المتحالفة مع قوى الكفر والاستكبار العالمي لإذلال الأمة وإركاعها، فلم تغب القضية الفلسطينية عن خطاباته التاريخية، حيث نادى الشباب المسلم إلى إزالة الكيان الصهيوني من الوجود
هناء سعادة
هناء سعادة
 هناء سعادة : كاتبة وباحثة جزائرية 
 
أعلن الإمام الخميني عقب انتصار الثورة الإسلامية في إيران في 11 شباط/ فبراير 1979، أن الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك هي يوماً عالمياً للقدس الشريف أرض الرسالات ومهد الأنبياء، تخليدا للقضية الفلسطينية في الضمير البشري، قالبا بذلك الطاولة على رؤوس الصهاينة، حيث حطم عرش الطاغوت واقتلع سارية العلم الامريكي ورماها أرضاً، وأحرق الراية الزرقاء الغير شرعية.
 
يحتفل الملايين من المسلمين سنويا في مختلف أرجاء المعمورة بـ"يوم القدس العالمي"، الذي يوافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، عن طريق إقامة المظاهرات الشعبية المناهضة للكيان الصهيوني ، فتعلو هتافات الاستنكار والشجب للصهيونية.

كانت الإنطلاقة المباركة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية في شهر رمضان عام 1399 هـ ـ07 من آب/ أغسطس عام 1979 م ، أي بعد أربعة أشهر من قيام الجمهورية الاسلامية مما يؤكد على محورية القضية في فكر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آنذاك، روح الله الخميني، حيث دعى المسلمين إلى تكريس الجمعة الأخيرة من الشهر الفضيل لإعلان التضامن الدولي مع فلسطين، ليصبح بذلك أكبر حدث عالمي، يجتمع فيه الشرفاء للتنديد ضد وحشية و فضاحة الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل و المطالبة بحقوقهم المشروعة  و بإلغاء مشروع حذف فلسطين من خارطة الجغرافيا العالمية، حيث قال: "وإنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من طرف المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين."
 
وعلى هذا الهدي، و إيمانا بعبارة السيد الخميني الرنانة: "يوم القدس .... يوم حياة الإسلام"، سار الملايين من الإيرانيين الذين يتحرّقون شوقاً لثورة إسلامية تمُدُّ الجسور إلى شعب فلسطين المظلوم، وغيرهم من المسلمين في المجتمعات الإسلامية وخارجها، و إنضم إلى الركب جمع غفير من غير المسلمين الرافضين للظلم و الإستبداد، و المناهضين للصهيونية، حيث ينظمون سنويا مظاهرات في الدول الغربية، بما في ذلك  أمريكا الراعية للصهيونية، كما لا يتخلف اليهود الأرثوذكس المعادون لمجازر الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة ضد الفلسطينيين عن هذا الحدث، ما يثبت أن هذه الدعوة المباركة آتت اُكلها في استنهاض الهمم.
 
لم يكن هذا الإعلان غريبا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي دأبت منذ إنتصار الثورة الإسلامية سنة 1979، على تقديم الغالي و النفيس للفلسطينين، فلم تحد بوصلتها عن القدس قيد أنملة، و الإحتفال بيوم القدس العالمي ليس سوى حلقة من الإجراءات التي بدأتها طهران منذ أكثر من أربعة عقود دعما للقضية الفلسطينية، حيث عزمت إيران على تبني القضية الفلسطينية معتبرة إياها قضية الإسلام الأولى. ومنذ فجر الثورة الإسلامية، وما أن حط اللإمام الخميني الرحال في طهران إذا به يطرد السفير الإسرائيلي من طهران، جاعلا مبنى السفارة الصهيونية مبنى لسِفارة دولة فلسطين، وعيّن هاني الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح كأول سفير فلسطيني في عاصمة الثورة الإيرانية، لتكون بذلك أول سفارة فلسطينية بالعالم، وقد حظي حينها الرئيس الراحل ياسر عرفات وقادة الثورة الفلسطينية في طهران، الذي حطت  طائرته في مطار طهران يوم 18 فبراير/شباط 1979، أي بعد أسبوع من وصول الإمام الخميني إلى طهران، بإستقبال حار لم يشهد له مثيل في مكان آخر من قبل وسلّمت مفاتيح السفارة لأبي عمار في يده شخصيا وقدّم له الإمام الخميني هدية ثمينة، تمثلت في جميع الوثائق السرية التي إستولى عليها الثوار الإيرانيون عند إقتحامهم مبنى السفارة الصهيونية والتي ضمت قوائم الفدائيين الفلسطينيين الذين كان ينوي الموساد تصفيتهم.
 
وهنا نستذكر قول ياسر عرفات الذي كان يُفاخر به الدنيا: "إن جبهتي تمتدّ من خراسان في إيران إلى صور في جنوب لبنان". ومن جهتهم، عبر المناضلون و الفدائيون  الفلسطينيون عن بالغ فرحتهم بنجاح الثورة الإسلامية، معربين عن إمتنانهم البالغ للإمام لدحره نظام الشاه العميل الذي أرهقهم بجهاز مخابراته “السافاك” الذي تحالف مع جهاز “الشاباك” الصهيوني في تصفيتهم والتضييق عليهم.
 
لم تشغل قضية ذلك الحيّز في وجدان الإمام الخميني قدس سره كالذي شغلته قضية القدس، فمنذ تواجده في منفاه، طاب ثراه، قبل عودته المظفرة، حث الإمام المسلمين بوجوب الجهاد لتحرير فلسطين من الكيان الصهيوني بإعتباره خنجراً مسموماً في قلب الوطن الإسلامي، ففي عام 1964 قال : " إن إسرائيل هي في حالة حرب مع الدول الإسلامية، لقد حذّرتُ من هذا الخطر مراراً، وأنا أعلن لجميع الدول الإسلامية، وإلى كافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بأننا أعداء لإسرائيل وعملائها، وأننا بريئون من الدول التي تعترف بإسرائيل".

وعندما اشتعل فتيل حرب حزيران (يونيو) عام 1967، واحتل الصهاينة ما تبقى من فلسطين، نادى الإمام  بضرورة الجهاد ومواجهة الكيان الغاصب، كما أفتى، في عام 1968، بجواز صرف الحقوق الشرعية لصالح العمل الفدائي والمجاهدين في فلسطين لرفع الظلم والحيف الذي حاق بالشعب الفلسطيني.

دأب الإمام الخميني على تخليد قضية القدس الشريف بهدف غرس نوع من الوعي الإسلامي في وجدان كل مسلم وكيانه المعنوي والروحي والرسالي، و استنهاض الهمم للقيام بالدفاع الشرعي ضد العصابات الصهيونية المتحالفة مع قوى الكفر والاستكبار العالمي لإذلال الأمة وإركاعها، فلم تغب القضية الفلسطينية عن خطاباته التاريخية، حيث نادى الشباب المسلم إلى إزالة الكيان الصهيوني من الوجود بإعتباره واجب عقائدي وشرعي وديني وأخلاقي وإنساني، لأن خطرها لا يقتصر على فلسطين والقدس، بل يشمل الإنسانية، كما نبه من خطورة التطبيع الذي تسارع إليه بعض الدول العربية والمخططات الخيانية، والمساومات والتنازلات التي يقدمها بعض الحكّام الخونة، رافضا بصريح العبارة المعاهدات والاتفاقات والصلح مع هذا الكيان لان من شأن ذلك اعطاء الشرعية لهذا الكيان الغاصب الغير شرعي. عمل الإمام أيضا على دحض الأكاذيب و اللإفتراءات التي يروج لها الكيان بشتى الطرق والاساليب الماكرة والملغومة من أجل بذر الشقاق والخلاف بين المسلمين.

وبالغوص في فكر الإمام رحمه الله، تميزت رؤيته للقضية الفلسطينية بعدة خصائص، أهمها أن الصراع على القدس ذو طابع مصيري وجودي، وليس مجرد خلاف سياسي أو نزاع حدودي كما أظهرته اتفاقات أوسلو العام 1993، كما أنه عقيدي ديني بحت بين الإسلام برمته والصهيوينة، حيث دأب الإمام إلى ترسيخ فكرة وجوب نصرة القضية لإرتباطها بالعقيدة الإسلامية التي تطالب بنجدة المسلمين المعتدى على أرضهم ومقدَّساتهم .

وبرأي الإمام طاب ثراه، لن تقوم للمسلمين قائمة بدون التضافر لأن الصراع الفلسطيني- الصهيوني هو صراع متعدد الأطراف، بين فلسطين من جهة، وعناوين الشر والعدوان من قوى الإستكبار العالمي و الحكام المستبدين، ومعهم الدول الرجعية في المنطقة، التي اختارت الدخول إلى بيت الطاعة الأمريكي "الصهيوني"، من جهة أخرى. فالولايات المتحدة الأمريكية وبرطانيا هما اللذين صنعا هذا الوجود و يعززونه اليوم بدعم لا محدود سواء من الناحية السياسية من خلال استخدام أمريكا لحق الفيتو على أي قرار يدين إسرائيل أو يسيء إليها، أو الشق الاقتصادي من خلال مليارات الدولارات التي تضخ لهذا الكيان الإرهابي، ناهيك عن الشق العسكري، حيث يقول: «لقد ولدت إسرائيل بفكرٍ مشترك، وتواطؤ بين الشرق والغرب من أجل استعمار الشعوب الإسلامية والقضاء عليها ، واليوم فإنها مدعومة ومحمية من قبل جميع المستعمرين»

وقوله أيضا: «أمريكا تعطي الإمكانيات لإسرائيل من أجل تشريد العرب والمسلمين».
لذلك، نجده، طاب ثراه، من أول المناديين إلى الإتحاد الإسلامي و غض الطرف عن الخلافات التي عملت قوى الاستكبار العالمي على تغذيتها على مدى أكثر من مائتي عام من خلال العملاء بهدف تمزيق أمة الإسلام و إلهائها عن قضايا الإسلام المحورية.
يقول الإمام في إحدى كلماته «لو أن رؤساء الدول الإسلامية يتخلون عن خلافاتهم الداخلية، ويتعرفون على الأهداف العالية للإسلام ويميلون إلى الإسلام فإنهم لن يصبحوا أسرى وأذلاء للاستعمار» .

كما حذر الإمام الخميني المسلمين من المشروع الصهيوني الخبيث الذي لن يقتصر على السيطرة على فلسطين فحسب، بل سيمتد ليشمل المنطقة برمتها ، فإسرائيل الكبرى من منظار الإمام الخميني(رضوان الله عليه) لا حدود لها، ما يؤكد نظرته الثاقبة بأن لا خيار دبلوماسي للتفاوض من شأنه حلحلة الخلاف، فلغة الإمام واضحة،  تتمثل في لغة الجهاد والمقاومة، والانتفاضة حتى اجتثاث إسرائيل واستئصالها، بحيث لا يبقى لها وجود.

يقول الإمام (قدس الله سره): «منذ سنواتٍ طوال وأنا أذّكر وأحذّر المسلمين دائماً في الخطب والمقالات من إسرائيل وجرائمها، ومن أن هذه الغدة السرطانية الموجودة في إحدى زوايا الدول الإسلامية لن تكتفي فقط بالقدس» ويقول في موضعٍ آخر «يجب أن يعلم الجميع أن هدف الدول الكبرى من إقامة إسرائيل لا يقف عند حد احتلال فلسطين، إنهم يخططون لتواجه الدول العربية كلها نفس المصير الذي واجهته فلسطين ».

سار على هذا النهج خلفه الصالح الإمام الخامنئي (دام ظله)، الذي يقود مسيرة الأمة الإسلامية، متمسكا بموقف سلفه المتمثل في الرفض المطلق لوجود الكيان الغاصب وضرورة مقارعة هذا الظلم، والعمل على تعبئة الشعوب الإسلامية تربوياً وثقافياً وسياسياً وجهادياً في مواجهة الصهيونية، وإفهامهم أن الصراع لا يدور حول فلسطين فقط، بل حول أصل الإسلام ومستقبل الشعوب الإسلامية في المنطقة، إذ يقول سماحته: "في هذه البرهة الخطيرة، يجب على المسلمين أن يتحملوا مسؤولياتهم، وأن يرتفعوا إلى مستوى الواجب الإسلامي الملقى على عاتقهم؛ إننا من جهة أمام مسؤولية صيانة الأرض الإسلامية، وتلك من ضروريات وبديهيات فقه المسلمين".
كما ينادي الإمام الخامنئي بوجوب فرض المقاطعة الشاملة على الكيان الغاصب، بإعتبارها سلاحاً فتاكا في إبقاء الكيان الغاصب معزولاً؛ ويقول سماحته في هذا الصدد "إن فرض المقاطعة الاقتصادية على الدولة الغاصبة وعدم الاعتراف الرسمي بها واجب على كل الحكومات المسلمة، ويجب أن تقدر الشعوب حساسيتها الفائقة في هذا المجال".

يجاهر الإمام الخامنئي، حفظه الله، أيضا بضرورة دعم المجاهدين والمقاومين، و كل الحركات التحررية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وعلى جميع المستويات، خاصة في الوقت الراهن، حيث استفحل التهويد والاستيطان و الظلم  بشكل غير مسبوق.
 
لم يقتصر نهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الشعارات كما يروج له بعض المغرضين، فبصمة إيران، تحت مرجعيتها و قيادتها الحكيمة، كانت ولا زالت واضحة، حيث قدمت الدعم المالي و العسكري و اللوجستي للفلسطينيين، فلطالما كانت القضية الفلسطينية أحد أهم محاور ثورة الإمام الخميني (رحمه الله). عقب إنتصار الثورة المباركة، أسس السيد الخميني طاب ثراه لوشائج قوية مع حركة فتح، وجرى أول لقاء  له مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في العراق.  

عرف عن إيران تزويد المقاومة الإسلامية بفلسطين بمختلف توجهاتها، دون نظرة مذهبية ، بالخبرات العسكرية والسلاح والتدريب، وحتى على مستوى التصنيع العسكري الذي طور من قدراتها، والذي كان يشرف عليه شخصيا قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني السابق الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني، ما جعله رحمه الله شهيد القدس كما وصفه إسماعيل هنية وحقا إنه وصف يناسب الموصوف. هذا الدعم مكن المقاومة الإسلامية من أن تزخر  بترسانة من الأسلحة المحلية والدولية و الصواريخ التي وصلت إلى تل أبيب،  فقد عملت إيران على نقل تجربة الصواريخ الذكية، التي تكاد لا تخطئ أهدافها، إلى المجاهدين في فلسطين، وأدخل الشهيد سليماني بنفسه  تقنية الطائرات المسيّرة في خدمة العمل الجهادي للمقاومة في فلسطين.

مكنت الصواريخ المقاومين في فلسطين من التصدي و الرد على أي عدوانٍ صهيوني ، وإلحاق ضرباتٍ قاسية بصفوفه، زرعت الرعب والفزع في نفوس الصهاينة كأبلغ تجلي للمظاهر العملية لوصايا السيد الامام الخميني (رحمة الله عليه) وتعليمات الامام السيد الخامنئي (دام ظله)، فلأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، تم إطلاق صواريخ الكاتيوشا وصواريخ فجر الإيرانية وصواريخ جراد 122 ملم، وغيرها من الأسلحة النوعيّة مثل الكورنيت ومضادات الطيران أثناء العدوان على غزة في عام 2012، حيث وصلت هذه الأسلحة لغزة رغم الحصار المطبق على القطاع، وبقيت الجمهورية الإسلامية هي الجهة الوحيدة التي تمول المقاومين الفلسطينيين وتتبنى عوائل شهداءهم وجرحاهم من خلال مؤسسة الشهيد التي أنشأتها. بالإضافة إلى رعاية العوائل التي لجأت قوات الاحتلال إلى هدم منازلها.  

كما لا تزال إيران بما يمليه عليها الواجب تقدم الدعم المالي والمساعدات الإغاثية والطبية والتعليمية والعلمية  ودفع الرواتب، حيث اتسع قلب الإيرانيين لجميع الفلسطينيين، و فتحوا معاهدهم العلمية لطلبتهم لتلقي العلم والتدريب في كافة مجالات العلوم ، على الرغم مما تتعرض له إيران من ضغوطات وعقوبات وحصار ظالم  من قبل قوى الاستكبار العالمي والغرب الأوروبي، وللأسف، دول "إسلامية" بسبب هذه المواقف الداعمة لفلسطين، غير أن هذه الحرب لن تثني الجمهورية عن التمسك بمواقفها الحازمة.
 
لم تغفل إيران الشق السياسي والدستوري ، إذ تعد القضية الفلسطينية من أهمّ مرتكزات السياسة الخارجية الإيرانية ويتأكد ذلك من اللقاءات والاجتماعات التي تعقد، حيث تكون القضية الفلسطينية في قلب النقاشات الثنائية أو المتعددة الأطراف باعتبارها قضية إيرانية بامتياز منبثقة من موقف مبدئي رسخه  قائد الثورة الإمام الخميني، ناهيك عن إيصال مضلومية الشعب الفلسطيني في الحافل الدولية، على غرار الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات العالمية والإقليمية والأممية ومنظمات حقوق الإنسان و مطالبة المجتمع الدولي بمحاكمة القادة الصهاينة  كمجرمي حرب لارتكابهم أفضع المذابح ضد الشعب الفلسطيني.

و دستوريا، تم إقرار قانون لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني، يلزم المؤسسات والوزارات في إيران بوجوب تقديم كل أشكال الدعم لثورة الشعب الفلسطيني، كما يمنع إقامة العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية مع الشركات أو المؤسسات التي تدعم الكيان الصهيوني في أي مكان في العالم. كما وافق ذات المجلس في نفس السنة على إقامة المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية.

ومن جانب آخر، سخرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترسانتها الإعلامية خدمة للقضية الفلسطينية بإعتبار الإعلام الحلقة الأساس في تشكيل الرأي العام و التوعية وإدارة الأزمات السياسية، إذ إضحى مشاركا رئيسيا في صنع الأحداث السياسية، وسلاحا يفوق كل أصناف الأسلحة التقليدية المعروفة في ميادين القتال. و ردا عن الحملات الإعلامية الغربية التضليلية التي تصور الصهيوني بالضحية، في حين ترمي الفلسطيني المهجر من أرضه و المجرد من تاريخه بأبشع التهم، تبنّت وسائل الإعلام الإسلامية الإيرانية المرئية و المسموعة والمقروءة بكلّ اللغات من الفارسية والعربية إلى الإنجليزية و الفرنسية إلخ ... إستراتيجية إعلامية واضحة، ترمي إلى الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة وكشف الوجه الصهيوني الزائف، ومن يشاهد قناة «العالم» الناطقة بالعربية أو قناة" Press T.V" الناطقة بالإنكليزية، وغيرهما، يخيل له أنهم قنوات فلسطينية لما تبثه من برامج داعمة للقضية ساهمت في إيجاد مساحة صوت للقضية الفلسطينية ومقاومتها في الفضاء الإعلامي. كما موّلت الجمهورية العديد  من مراكز الأبحاث والدراسات ، والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية.
 
ستبقى الجمهورية الإسلامية الإيرانية نواة المقاومة الإسلامية و سندا ظهيرا للشعب الفلسطيني الأعزل و نصيرا حتى تحرير  كل الأراضي المغتصبة من ربقة الاحتلال الصهيوني الغاشم عدو البشرية، فإنتصار الثورة الإسلامية بها  بقيادة الإمام الراحل الخميني، أحدث تحولاً في المشهد الإقليمي لمصلحة الشعوب المستضعفة، واضعا بذلك حدا للخلل الاستراتيجي الذي أحدثته معاهدة كامب ديفيد ومثيلتها.
 
وفي الختام نتذكر قول الامام الخميني قدس الله سره: "إن شاء الله سيأتي اليوم الذي يكون فيه كل المسلمين إخوة، وتقتلع كل بذور الفساد من كل بلاد المسلمين وتجتث جذور "اسرائيل" الفاسدة من المسجد الاقصى ومن بلدنا الاسلامي وإن شاء الله نذهب معاً ونقيم صلاة الوحدة في القدس إن شاء الله"......
 
 

 
https://taghribnews.com/vdceww8nojh87fi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز