تاريخ النشر2019 24 February ساعة 12:16
رقم : 404341

حديث التقريب : الشباب والتقريب

تنا - خاص
يمتاز سنّ الشباب بتفجر الطاقات الكامنة وبالاندفاع نحو التجديد والابتكار والابداع، وبالتوجه الى المستقبل ورفض العوائق التي تحول دون تحقيق الطموحات الكبيرة.
حديث التقريب : الشباب والتقريب
من هنا فإن مشروع «التقريب» أقرب الى روح الشباب وحيويتهم وتطلعهم المستقبلي، لأنه يتضمن ما يتوق إليه الجيل الصاعد من عزّة وكرامة للأمة، وهي أهداف لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل توحّد كلمة الأمة ورصّ صفوفها ومقاومتها لما يحيط بها من تحديات.

المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ادراكاً منه للدور الذي يمكن أن ينهض به الشباب في التقريب أسس مركز الشباب والتقريب، وأهتم في إقامة مؤتمراته بأن يكون للشباب دور مستقل في معالجة قضايا التقريب والمسائل المرتبطة في ساحتنا الإسلامية.

نداءات السيد القائد الإمام الخامنئي إلى الشباب تعطينا دائما دفعة جديدة للاهتمام بأمر الجيل الصاعد في هذا المجال.

في نداء سماحته الى الشباب في الغرب وأمريكا الشمالية (21/1/2015) تركيز على ضرورة رفع الحواجز والسدود بينهم وبين الإسلام والعالم الإسلامي، وإقامة الجسور لمعرفة الحقائق كما هي لاكما يصورها الاعلام الغربي.

ومما جاء في هذا النداء:
«إني أخاطبكم أيّها الشباب؛ ولا يعني هذا أنني أتجاهل آباءكم وأمهاتكم، بل لأني أرى مستقبل شعبكم وبلادكم بأيديكم، وكذلك أرى بأنَّ رغبة البحث عن الحقيقة في قلوبكم أكثر حيوية واتقاداً. وأنا أيضاً لا أخاطب في كلمتي هذه السياسيين والمسؤولين عندكم لأني أتصور أنهم وعن سابق تصور وتصميم قد فصلوا درب السياسة عن مسار الصدق والحقيقة.

حديثي معكم عن الإسلام، وبصورةٍ خاصة عن الصورة التي يتم تقديمها لكم عن الإسلام .

منذ عقدين وإلى يومنا هذا -أي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تقريباً- بُذلت جهود ومحاولات كثيرة لتقديم هذا الدين العظيم بصورة عدوٍ مخيف. وللأسف إنَّ عملية إثارة مشاعر الرعب والكراهية واستغلالها لها ماضٍ طويل في التاريخ السياسي للغرب... 

أنتم تعلمون جيداً أنَّ الاحتقار و إيجاد الكراهية والرهاب والخوف الوهمي من الآخر قد شكّلت أرضية مشتركة لكل حالات الاستغلال الظالمة تلك. الآن أطلب منكم أن تسألوا أنفسكم لماذا استهدفت سياسة نشر الكراهية والرهاب القديمة، هذه المرة، الإسلام والمسلمين بقوة وبشكلٍ لا مثيل له في الماضي؟ لماذا يتّجه نظام القوة والسلطة في عالمنا اليوم نحو تهميش الفكر الإسلامي وجرّه إلى حالة الإنفعال وردات الفعل ؟

ما هي تلك المفاهيم والقيم الموجودة في الإسلام والتي تُزعج وتُعيق برامج ومشاريع القوى الكبرى وما هي المنافع التي تجنيها هذه القوى عبر تقديم صورة مشوّهة وخاطئة عن الإسلام؟ لهذا فإني أتمنى عليكم أولاً أن تتساءلوا وتبحثوا عن عوامل هذا التشويه الواسع للإسلام.

الأمر الثاني الذي أرغب منكم أن تقوموا به، في مواجهة سيل الاتهامات والتصورات المسبقة والإعلام السلبي، أن تسعوا لتكوين معرفة مباشرة ودون واسطة عن هذا الدين. إنَّ المنطق السليم يقتضي وبالحد الأدنى أن تدركوا حقيقة الأمور التي يسعون لإبعادكم عنها وتخويفكم منها فما هي وما حقيقتها؟

أطالبكم ألّا تسمحوا لهم بوضع سدّ وحاجز عاطفي بينكم وبين الحقيقة والواقع، عبر رسم صورة سخيفة مُهينة عن الإسلام ليسلبوا منكم إمكانية الحُكم الموضوعي. اليوم ونحن نرى أن وسائل التواصل اخترقت الحدود الجغرافية، لا تسمحوا لهم أن يحاصروكم في الحدود الذهنية المصطنعة، وإن كان من غير الممكن لأحدٍ أن يملأ الفراغات التي تم إيجادها، بشكلٍ فردي؛ ولكن كل واحد منكم يستطيع، وبهدف توعية نفسه ومحيطه، أن يبني جسراً من الفكر والإنصاف فوق هذه الفراغات.

رغم أنَّ هذه الأزمة المفتعلة بين الإسلام وبينكم ،أنتم الشباب، أمرٌ مؤلم؛ إلّا أنّ بإمكانها أن تثير تساؤلاتٍ جديدة في أذهانكم المتقدة والباحثة عن الحقيقة...»

أما نداؤه الشبابي الأخير فقد وجهه الى شباب العالم العربي بشكل خاص في نهاية كلمته التي ألقاها في الذكرى التاسعة والعشرين لرحيل الإمام الخميني(رض) في 4 تموز 2018، مؤكداً على مفردات تصبّ في هدف (الاحياء)، ومن تلك المفردات:

ــ إعداد الشباب لغد تنعم فيه البلدان العربية بالحرية والتقدم والاستقلال.
ــ الغاء المعادلة الباطلة التي تجعل بعض الحكومات العربية عدوة لشعوبها.
ــ ضرورة أن يكون الشباب العربي مفعماً بالأمل والابتكار والاهتمام ببناء الشخصية.
ــ اجتناب الخوف من هيمنة عالم الكفر والثقة بوعد الله تعالى.
ــ الاهتمام بالقضية الفلسطينية والدفاع عن الشعب الفلسطيني
نداء سماحته الى شباب أوربا وأمريكا ونداؤه الى الشباب العربي يجمعهما الاهتمام بالتوجه نحو الأهداف الإنسانية الكبرى ورفض الواقع السيء الذي يريد أعداء الإنسانية أن يفرضوه على الشعوب.

وهذا هو بالذات هدف المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.. الذي يقوم على أساس الانطلاق نحو الأهداف الكبرى، إذ الأهداف الكبرى هي التي تجعل الإنسان كبيراً لا يقع في شرنقة المسائل الخلافية الصغيرة.
 
 
                                                                                محسن الأراكي
                                                       الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
 
https://taghribnews.com/vdcfjjdjyw6dxma.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز