تاريخ النشر2018 22 December ساعة 13:55
رقم : 388595

حدیث التقریب : القدس محور وحدة الأمة

تنا - خاص
في ربيع المولد، وأسبوع الوحدة الإسلامية انعقد المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية هذا العام تحت عنوان «القدس محور وحدة الأمة» بهدف إعلاء صوت الأمة الإسلامية في الدفاع عن القدس، وضرورة وحدتها لمواجهة الخطر الذي يهدد فلسطين والأمة الإسلامية جمعاء.
حدیث التقریب : القدس محور وحدة الأمة
انعقد المؤتمر وسط مستجدات وتحديات أساسية في القدس تستهدف تصفية القضية الفلسطينية كان آخرها اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الغاصب، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والأخطر ما جرى تداوله هذا العام من حديث حول صفقة القرن التي تهدف إلى تسليم فلسطين والقدس والمقدسات بشكل نهائي لإسرائيل.
 
وثمة عمليات تمهيدية تجري بسرعة لتمرير هذا التحدي: 
منها التغيير الديموغرافي في القدس وتغيير الهوية السكانية لهذه المدينة المقدسة من خلال زيادة الاستيطان فيها والضغط على الفلسطينيين لمغاردتها.
ومنها التنظير «الشرعي» للهزيمة بصدور فتاوى سعودية تقول: إن للإسرائيليين حقاً دينياً في فلسطين والقدس!!
ومنها: هرولة بعض الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
أمام هذه المستجدات والتحديات كان لابدّ من إعلاء الصوت الحيّ المقاوم للأمة الإسلامية.
ومن هنا جاء الإعلان عن إقامة مؤتمر استثنائي هذا العام تحت عنوان «القدس محور وحدة الأمة».
 
وجاء المؤتمر متميّزاً في موضوعه المناسب لأحداث المنطقة، وفي حضوره السياسي والفلسطيني والعلمي والثقافي، وفي عالميته التي شملت القارات الخمس.
 
وكان المؤتمر موضع اهتمام رسمي من الجمهورية الإسلامية على أعلى المستويات، تمثل في كلمات هامة وُجهت للمؤتمرين ابتداء من السيد القائد الإمام الخامنئي ومروراً بالدكتور روحاني رئيس الجمهورية واختتاماً بالدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي. كما كان الحضور الفلسطيني لافتاً للنظر، على الرغم من العراقيل التي واجهت الإخوة والأخوات في طريق سفرهم.
 
فقد حضر منهم من حضر، ومن لم يستطع الحضور أمثال الأخ المجاهد إسماعيل هنية فقد وجه كلمته إلى المؤتمر عن طريق الأقمار الاصطناعية بشكل مباشر. كما كان المؤتمر موضع اهتمام المراجع العظام في قم المقدسة، فمنهم من وجه نداء ومنهم من أثنى وبارك.
 
ومن امتيازات المؤتمر أنه انعقدت إلى جانب الاجتماع العام سبعة عشر لجنة تناولت كل منها قضية من قضايانا الراهنة التي ترتبط بالقدس مباشرة أو بصورة غير مباشرة، وحضر جلسة الإفتتاح والإختتام واللجان شخصيات هامة فيهم من هو رئيس جمهورية سابق، وفيهم من هو رئيس وزراء سابق وفيهم وزراء سابقين إضافة إلى العلماء والمفكرين والكتاب والباحثين، وبذلك تم تلاقح هام بشأن قضايا العالم الإسلامي بين رجال الفكر ورجال السياسة.
 
قضية اليمن كانت حاضرة في المؤتمر بسبب الإرتباط الوثيق بين القضية الفلسطينية واليمنية فالقضية واحدة هي القضاء على روح المقاومة في العالم الإسلامي، والمعتدون في القضيتين هم الصهاينة والأمريكيون وعملاؤهم في المنطقة.
وبعد فإن هذا المؤتمر الاستثنائي حول القدس والقضية الفلسطينية ووحدة الأمة الإسلامية يأتي في سياق الموقف الرسالي الصامد للجمهورية الإسلامية خلال أربع عقود مضت، لم يأخذها في ذلك لومة اللائمين ولا إرجاف المرجفين ولا تثبيط المثبطين ولا تهديد طواغيت الأرض وعملائهم المتخاذلين.
 
يأتي وسط حصار اقتصادي تفرضه أمريكا ومن لفّ لفّها للضغط على الجمهورية الإسلامية كي تكف عن مواقفها الرسالية وتتنازل عن قيمها ومبادئها الإسلامية الإنسانية، ولكنها ستواصل مسيرة العزّة بإذن الله وبمساندته وعونه، وبتعاضد القوى الخيّرة في العالم، لتكون إلى جانب المقاومة وإلى جانب مسيرات العودة، وإلى جانب مواقف حراس الأقصى سنداً لتحقيق النصر النهائي في فلسطين وفي مواجهة كافة التحديات التي تواجه الأمة.
وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ 
 
 
محسن الأراكي
الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية 
https://taghribnews.com/vdchw6nxm23n6md.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز