تاريخ النشر2011 2 February ساعة 17:50
رقم : 38749

ضرورة استيعاب الإخوان في مصر

لا يمكن تجاهل الاخوان المسلمين في المشهد السياسي العام كحزب منسجم واكبر الاحزاب السياسية في مصر .
محمد البديع - زعيم الاخوان
محمد البديع - زعيم الاخوان
وكالة انباء التقريب (تنا) :
يرى الكاتب عيد حسين في مقالة نشرتها صحيفة فايننشال تايمز أنه بالإمكان استيعاب الإخوان المسلمين في مصر ضمن مرحلة التغيير التي تشهدها البلاد حاليا دون أن يعني ذلك الخوف من هذه الجماعة وتأثيرها على المسار الديمقراطي أو المعادلة الإقليمية في البلاد.

ويبدأ حسين -وهو بنغالي مسلم ولد في بريطانيا عام ١٩٧٥ وله كتاب بعنوان الإسلاميون- مقالته بتذكير الغرب بأن الأخير يدفع ثمن تهميشه الإيرانيين العاديين والوقوف مع الشاه الذي سقط في انقلاب قاده عام ١٩٧٩ إسلاميون متشددون.

ويضيف أن المواطن العادي في مصر من يقود الاحتجاجات في الوقت الراهن فيما تقف جماعة الإخوان المسلمين في الخلفية كقوة لا يمكن تجاهلها في المشهد السياسي والعام في البلاد عبر شبكة من النقابات المهنية والمساجد والمصالح التجارية والجامعات ومؤسسات أخرى فاعلة.

في المقابل يقف محمد البرادعي -الذي يصفه الكاتب بزعيم المعارضة- في إطار تحالف فضفاض غير متماسك مذكرا أن الإخوان المسلمين هم من جمعوا ثمانمائة ألف توقيع لصالح بيان التغيير الذي دعا البرادعي مليون مواطن مصري للتوقيع عليه.

وينطلق الكاتب للقول إنه يعرف جيدا نمط تفكير الأحزاب السياسية الإسلامية من خلال خبرته المباشرة معها في بريطانيا عندما كان عضوا في حزب التحرير قبل أن يتركه كليا بعد تفجيرات لندن عام ٢٠٠٥.

الجماعة منفتحة
ويستند حسين على هذه الخبرة للإشارة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر -وبغض النظر عن سمعتها في الخارج- تبقى منفتحة على الآخرين وعلى النقد، وأهم من ذلك كله للواقعية السياسية.

ويذكر حسين بالجالية الإسلامية في أميركا الشمالية التي كانت جزءا من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين لكنها قبلت واندمجت في إطار المجتمع الأميركي أو ما دعاه الكاتب بجماعية جيفرسون في إشارة إلى فكرة الرئيس الثالث للولايات المتحدة توماس جيفرسون بشأن حرية الأديان.

من هذا المنظور، يرى حسين أنه ليس بمقدور الولايات المتحدة أن تتجاهل الإسلاميين المصريين الموجودين في قلب المعارضة للنظام اليوم، أو حتى أن تأمل بمواجهتهم في صفوف الحكومة غدا، لأن أمرا كهذا لن يكون سوى بمثابة عقوبة جماعية بحق شعب بأكمله كما يجري حاليا في قطاع غزة.

وبدلا من ذلك -يقول حسين- يتعين على أميركا أن تنخرط مع إسلاميي مصر بشأن دور الإسلام نفسه طالما أن الإسلاميين والمراقبين الغربيين يتفقون على أن الشريعة توازي قانون الدولة وليس الجسم القضائي أو القانوني.

المنطق السائد
بيد أن الكاتب يعيب على الإخوان تردديهم الدائم لمقولة "القرآن دستورنا" في الوقت الذي يرى العديد من المسلمين أن القرآن كتابا مقدسا وليس وثيقة سياسية.

وبالتالي -يقول حسين- يمكن إقناع الإخوان المسلمين في مصر بالسير مع المنطق السائد عبر الحوار والحوافز السياسية مع الاستفادة من بعض المؤشرات الإيجابية منها ما صرح به المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر محمد بديع -المحسوب على التيار المحافظ- عندما قال إنه ليس مع إقامة دولة إسلامية بل مع أن يكون جزءا من إدارة مدنية.

ويستشهد الكاتب على وجود مؤشرات إيجابية في مواقف الإخوان في مصر بتصريحات أحد القياديين المتشددين وهو كامل الهلباوي الذي قال إنه لا يمكن للإخوان أن يحكموا مصر بمفردهم، داعيا للتعاون مع التيارات العلمانية.

يضاف إلى ذلك أن الإخوان المسلمين من الجماعات السياسية المطالبة بتحسين حقوق الإنسان مع الأخذ بعين الاعتبار بأنه من الأفضل الدخول في حوار معهم بشأن قضايا أخرى تحت هذا العنوان مثل المساواة بين الجنسين وحقوق الأقليات الدينية وتطبيق عقوبات الجلد والرجم كواحد من الشروط المطلوبة لانضمامهم إلى نظام الحكم.

الجزيرة

https://taghribnews.com/vdccomq1.2bq408aca2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز