تاريخ النشر2018 1 November ساعة 20:58
رقم : 373582
صدر حديثا

كتاب "بعد خمسين سنة

تنا
لم يهدف المؤلف من كتابه إعادة كتابة مقتل الحسين ولا إعادة كتابة التاريخ، بل يؤكد أن ما سعى إليه خلال تجميع الوثائق والأسانيد التاريخة، هو أن أعرف خلفية ما حصل في واقعة كربلاء في العاشر من محرم عام 61 للهجرة.
كتاب "بعد خمسين سنة
كتاب "بعد خمسين عاماً: تحقيق تاريخي في كيفية تكوين واقعة كربلاء"مؤلف كتاب "بعد خمسين عاماً: تحقيق تاريخي في كيفية تكوين واقعة كربلاء" هو الدكتور جعفر شهيدي وهو أحد أهم علماء الإجتماع الديني والأنتربولوجيا، وهو قامة علمية من الرعيل الأول بين كبار المؤرخين والباحثين في إيران والعالم، من طراز الشيخ مرتضى مطهري والدكتور محمد بهشتي و... وقد وصفه مرشد الثورة الامام الخامنئي في بيان نعيه بأنه "مؤرخ فذ، وباحث كبير، ومن المفاخر العلمية والشخصيات الكبيرة المعاصرة".

تأتي أهمية الكتاب من أن المؤلف شهيدي يجمع بين الدراستين الحوزوية والجامعية. فقد درس في الحوزة العلمية في مدينة النجف الأشرف في العراق، ونال منها درجة الاجتهاد في الفقه والأحكام الشرعية. ومن بعد ذلك عاد الى إيران للتدريس في كلية الإلهيات في جامعة طهران، ثم نال درجة الدكتوراه في الأدب من جامعة طهران التي درس فيها على مدى أكثر من أربعين عاماً في كلية الآداب التابعة لها. فالكتاب قراءة تاريخية سوسيولوجية جديدة، يلتزم فيه المؤلف بشروط منهجية البحث الأكاديمية، بعيداً عن الجفاء، وبشكل تجعل القارئ يغرق بأسلوب شهيدي الذي استطاع أن يروي واقعة الطف بطريقة القاص أو الحكاء.

يقول شهيدي عن كتابه الذي قدّم له الشيخ حسين كوراني وترجمه إلى العربية الباحث الإيراني محمد صادق الحسيني: "كان في هواجس ضميري أن يكون الكتاب موضع إعجاب وتقدير لكل من يتقن الفارسية وله إلمام بتاريخ الإسلام في الصدر الأول، وجاوز طبعه عشر مرات في أقل من ثماني سنوات". ويضيف: "لعل سبب الإقبال على الكتاب أني حرصت على عدم التعرض للخلافات العقائدية أو الحزازات العنصرية".

يقول الشيخ كوراني: "بهذا الرصيد العلمي الوفير، والتجربة العملية في ميادين الجامعة والحوزة والمجتمع، وهذه الروح المتواضعة قارب الدكتور جعفر شهيدي نهضة الإمام الحسين فحالفه التوفيق لسد فراغ في المكتبة الحسينية في بعد علم الإجتماع، وفلسفة التاريخ، لا يستغني عنه أي معني بمعرفة "الإجابة الصحيحة" على السؤال المركزي الذي صاغه المؤلف بقوله: "ماذا جرى للبقية الباقية – غير الدائرين في الفلك النظام الأموي – من أفراد المجتمع الإسلامي في ذلك الزمان الذين واجهوا الفاجعة بكل هذا الفتور واللا مبالاة؟".

لقد درس المئات من المؤرخين والباحثين المسلمين من الشيعة والسنة واقعة كربلاء بالإضافة إلى العشرات من المسيحيين وأبناء الديانات الأخرى، كل حسب فهمه وانطلاقاً من الزاوية التي نظر منها. وعلى الرغم من أن الكثير منهم كان يبحث عن طريق الحق، لكن بعضهم كان يضع نفسه محل الواقعة والحدث، ثم يرسم صورة البطل من خلال أمانيه وأفكاره.

كل واحد من هؤلاء يستطيع أن يبرز الواقعة كما يريد هو- وليس كما حصلت – ولكن هذه الطريقة في تحليل التاريخ ودراسته قد تبيّن لنا كل شيئ ما عدا الحقيقة.

يذكر أن الكاتب شهيدي قد ترك لنا العديد من الآثار والمؤلفات في مجالي الأدب الفارسي والتاريخ الإسلامي أشهرها ترجمة كتاب نهج البلاغة للفارسية الذي يضم خطباً ورسائل وكلمات الإمام علي بن أبي طالب (عليه السّلام) الذي نال جائزة كتاب العام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ومن المؤلفات الأخرى للدكتور شهيدي الكتب التالية: "شرح المثنوي المعنوي" لجلال الدين المولوي، المهدوية في الإسلام، أبو ذر الغفاري، بطلة كربلاء، وعدد كبير من المقالات في مختلف المجالات العلمية والفكرية، وجميعها باللغة الفارسية. وقد ترجمت إلى العربية مؤلفاته: حياة السيدة فاطمة الزهراء، نهضة الإمام الحسين، علي بن الحسين، جعفر الصادق، تاريخ الإسلام: دراسة تحليلية في جزئين.

الجدير بالذكر أن الدكتور جعفر شهيدي توفي في 13 كانون الثاني/ يناير 2008 عن عمر 89 عاماً

/110
https://taghribnews.com/vdch6xnxi23nqmd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز