تاريخ النشر2010 25 December ساعة 01:09
رقم : 34712
علي فضل الله

الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يصرخ في كل يوم: وا إسلاماه. وا عرباه

وكالة اتباء التقريب تنا - ۲۴/۱۲/۲۰۱۰
تعالوا لنعمل جميعا على حماية لبنان الدولة، ولبنان الوحدة، ولبنان الحوار.
الشعب  الفلسطيني المظلوم الذي يصرخ في كل يوم: وا إسلاماه. وا عرباه
ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية: "ينام الكيان الصهيوني على حرير الخلافات العربية ـ العربية، والعربية ـ الإسلامية، ويصحو على ضجيج الخلافات المذهبية، ما يتيح له ممارسة بطشه في فلسطين المحتلة وقطاع غزة، وخصوصا بعدما أطلقت الإدارة الأميركية يده بالكامل، ليواصل أوسع عملية استيطان واستيلاء على بقية الأرض الفلسطينية.وهكذا، يبدأ العدو جولة جديدة من جولات الحروب على غزة، في الغارات الكثيفة لطيرانه التي حصدت المزيد من الشهداء، هذا إلى جانب التهديدات بشن حرب جديدة على غزة، لتكون الرسالة واضحة للعالم، بأن غزة ساحة مستباحة له، لا على صعيد الحصار المستمر فحسب، بل في القتل شبه اليومي، وفي حرب لا تنتهي فصولا، وليس فيها وقف حتى للعمليات العسكرية.أما في الضفة الغربية، فقد عقد العدو العزم على تهديم المزيد من منازل الفلسطينيين وتجريفها، وهو الأمر الذي يتكرر بشكل تلقائي وعشوائي لمصلحة بضع مئات من المستوطنين، جاء بهم إلى مدينة الخليل، ليطردوا أصحاب الأرض من أرضهم وأرض أجدادهم، وليكتمل المشهد التهويدي في القدس التي تتسارع وتيرة الاستيطان والهدم فيها، إلى جانب الإنذارات التي توجهت إلى العشرات الذين باتوا ينتظرون مصيرهم في الإبعاد إلى خارج القدس، لأن العدو يطلق الإشارات الكافية بأن القدس هي خارج دائرة النقاش".


ورأى فضل الله "ان هذه الاستباحة المستمرة لفلسطين المحتلة وقطاع غزة، لا تلقى أي رد فعل عربي أو إسلامي أو إنساني، حيث التجاهل لكل هذه الآلام هو سيد الموقف، وكأن المطلوب أن تتحول هذه الاستباحة إلى أمر واقع، حتى تفرغ فلسطين من أهلها، ولتأتي بعدها الرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي وغيرهم، ليسألوا: عن أي فلسطين تتحدثون، وليفرض السبات العربي والإسلامي نفسه على ساحة الشعب المظلوم الذي يصرخ في كل يوم: وا إسلاماه. وا عرباه. فلا يعثر على ناصر أو معين.ولذلك، فإن من الضروري استعادة هذه القضية إلى قبضة الشعوب العربية والإسلامية، لتعمل على معاقبة من تقاعسوا ويتقاعسون عن نصرة الشعب الفلسطيني، في طريقها لمعاقبة كل المعتدين والغاصبين، الذين عملوا على تهويد القدس، وسرقة الأرض، وفرض يهودية الكيان، وخصوصا كف أيادي الفئات التي تعمل على إرباك قوى المقاومة والممانعة، لتقلع عن تنفيذ المهمات التي تخطط لها إسرائيل في فلسطين والمنطقة. وعلى هذا الأساس، فإن على الشعوب العربية والإسلامية أن تقول كلمتها في الفتنة السياسية والمذهبية التي يراد لها أن تأكل الأخضر واليابس في الأمة، لأن سد الطرق، وإغلاق المنافذ على المروجين لهذه الفتنة، هو السبيل الأول لعودة الأمة كلها إلى ساحة المعركة الحقيقية في مواجهة العدو الصهيوني، الذي يمهد الكثيرون له للدخول إلى قلب الأمة، من خلال اللعب على وهم عدو جديد هو من صميم الأمة، ليقال إنه يطمح لإقامة إمبراطورية جديدة تصل إلى البحر المتوسط، وقد أصبحت بحار المنطقة وأنهارها ومنابعها في قبضة العدو ومخابراته وآلته الحربية والتجسسية التي تجوبها صباح مساء".

وتابع "إننا نريد للمخلصين والواعين في الأمة، ولكل من يبذل الجهود لإنجاح مصالحة هنا، أو إنشاء مناخ حواري هناك، أن يسرعوا الخطى، لأننا دخلنا في مرحلة السباق بين ما يخطط له الأعداء، وما تحاول الفئات الواعية في الأمة أن تنجزه، لإيجاد تسويات تطل على مرحلة الحلول العملية، ولمنع شرارة الفتنة التي نخشى من أن البعض يريدها مذهبية مشتعلة، ظنا منه أن الفتنة في الواقع الإسلامي قد تفيده، وهو لا يعرف أن نيرانها ـ في حال اندلعت ـ سوف تشعل كل الساحات، وتمتد إلى ما وراء حدود الطوائف، وحتى الدول.ولذلك، فإننا ننصح أولئك الذين يتحدثون بمنطق الانقلابات والاضطرابات، بأن يتحملوا مسؤوليتهم في الكلمات التي يفترض ألا تنطلق من مواقع نريدها أن تكون حريصة على سلامة البلد، وألا تعمل لصب الزيت على النار، ولا سيما عندما تصدر عن المواقع الروحية، حيث المطلوب من تلك المواقع قبل غيرها، أن تكون نموذجا يحتذى به فيما هي الكلمة المسؤولة والتحليل الدقيق، لا أن تروج لمناخات التقاتل، أو أن تقدم نفسها كطرف في حمأة الصراع الذي نريده سياسيا بامتياز، ونربأ بكل من يسعى لإدخاله في المسارات المذهبية أو الطائفية في الجوانب الأمنية وما إلى ذلك.وفي هذا المجال، نقدر عاليا كل الأصوات التي تدعو إلى حفظ المقاومة ومنعتها في لبنان، ومنع كل ما قد يسيء إليها ويهددها، لتبقى عنصر قوة يحمي لبنان، ورمزا للقوة في هذه الأمة".


https://taghribnews.com/vdciryap.t1a5z2csct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز