تاريخ النشر2010 9 November ساعة 12:32
رقم : 30745

في رحاب الإمام الجواد «ع»

في رحاب الإمام الجواد «ع»
وكالة انباء التقريب (تنا) :
في هذه الأيام العظيمة نلتقي مع شخصية إسلامية عظيمة عظمة الإسلام الأصيل، حيث ننفتح من خلال الحزن عنها على آفاق الرقي في العبودية لله وثبات اليقين بالحق الإسلامي الخالد ودوام الاستقامة على النهج المحمدي الأعظم، وكل أبعاد الرسالة الإمامية علما وجهادا وتربية وتزكية وتوجيها لطلاب الرضا والرضوان الإلهيين، هذا الطود الشامخ في تاريخ الإمامة الإسلامية، هو إمام من أئمة الهدى، عليهم السلام، عرف بابن الرضا، ولقب بالجواد لما كان يشتهر به من الجود الذي فاض فغمر السهل والجبل كما يغمر الضوء السهول، كما نعته البعض بالإمام المعجزة، لأنَّ إمامته أطلت على المسلمين في ذلك الزمان وهو بعدُ في سنِّ الصِّبا، حيث أبهر العقول بعلمه الغزير وإجاباته عن أعقد المسائل التي حيرت العلماء آنذاك، بالإضافة إلى قدرته على تبيان حكم الله في شريعته .

لقد انطلق الإمام الجواد(ع) في مسؤولية الإمامة مع أصحابه ومع الناس من حوله، من خلال توجيههم نحو المنهج الإسلامي الصحيح وتربيتهم على الأخلاق الإسلامية الفاضلة وتعويدهم على روح الإسلام المنفتحة على الإنسانية لتنوير العالم بالعلم والحكمة والتزكية والتقوى والإحسان وفق نور الثقلين، من خلال الإجابة على الإشكالات العقائدية ومواجهة التحديات السياسية والدينية والانحرافات الجوانية والبرانية بالنسبة للواقع الإسلامي، دون أن نغفل عن تشجيع الإمام الجواد، عليه السلام، على قيم الإحسان والتسامح والتواصل بين المسلمين،نكتفي بهذه الإرهاصة الإحيائية لأمر الإمام الجواد (ع) في ذكرى استشهاده .

 وأختم ببعض الكلمات المعبرة الوعظية والتربوية والعلمية والأخلاقية العظيمة: قال(ع): «لن يستكمل العبد حقيقة الإيمان حتى يؤثر دينه على شهوته، ولن يهلك حتى يؤثر هواه وشهوته على دينه» وعنه (ع) أيضا: «حَسْبُ المرء من كمال المروءة تركُه ما لا يَجْمُلُ به، ومن حيائه ألاَّ يلقى أحداً بما يكره، ومن أدبه ألا يترك ما لا بدَّ له منه، ومن عرفانه علمُه بزمانه، ومن ورعه غض بصره وعفة بطنه، ومن حُسن خُلُقه كفُّه أذاه، ومن سخائه برُّه بمن يجب حقّه عليه وإخراجه حقّ الله من ماله، ومن إسلامه تركه ما لا يعنيه وتجنّبه الجدال والمراء في دينه»، قال(ع): «تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة، والاعتلال على الله هلكة، والإصرار على الذنب أمنٌ لمكر الله، ولا يأمن من مكر الله إلا القوم الخاسرون»بصراحة: لقد كان للإمام محمد الجواد (ع) نشاط واسعٌ في تأكيد المفاهيم الإسلامية وتعليم النّاس الأحكام الشرعيّة، وتركيز قاعدة إيمانية ولائية لدى المسلمين من الأصحاب والناس أجمعين، ولما نطالع سيرة الإمام الجواد (ع)، فإنّنا نستوحي منها أنَّه كان محلَّ احترام الناس وتقديرهم بالمدينة المنورة ومكة وبغداد وغيرهما من الأمصار الإسلامية، فمن الطبيعي أن يكون هذا التقدير وهذا الاحترام بمستوى فريد، كونه نابعا من خلال القيادة الفكريّة والروحية والحركيّة التي شكلها، سلام الله عليه، وكانت تدخل إلى كلِّ عقل وإلى كلّ قلب، وعليه أوصّي كل الشباب بدراسة سيرة هذا الإمام الهمام (ع)، لأنها جدا مهمة ومركزة للوعي الإسلامي بالدور والمسؤولية الحية في حياة كل شاب مسلم.. والإمام الجواد (ع) كما ذكر الشيخ المفيد بالإرشاد: «ورد بغداد لليلتين بقيتا من المحرّم سنة عشرين ومائتين، وتُوفي بها في ذي القعدة من هذه السنة، وقيل: إنَّه مضى مسموماً ولم يثبت بذلك عندي خبر فأشهد به، ودُفِن في مقابر قريش (في بغداد) في ظهر جدّه أبي الحسن موسى بن جعفر(ع)، وكان يومَ قُبض خمس وعشرون سنة وأشهر»...السلام عليك سيدي ابن الرضا يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ولا جعله الله آخر العهد مني إليكم سادتي.. والله من وراء القصد.
غريبي مراد


https://taghribnews.com/vdcam0ne.49nwy1kzk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز