تاريخ النشر2010 30 August ساعة 10:38
رقم : 24744

كتاب الأمثال في نهج البلاغة للشيخ الفضلي

الكتاب عبارة عن دراسة لغوية أدبية عن «الأمثال في نهج البلاغة»، وهي دراسة في الأصل نشرت في مجلة «رسالة الإسلام» الصادرة عن كلية أصول الدين ببغداد، ضمن العددين المزدوجين السابع والثامن من السنة الثانية، لشهر ذي القعدة ١٣٨٨ﻫ الموافق لشهر شباط/ فبراير ١٩٦٨م.
كتاب الأمثال في نهج البلاغة للشيخ الفضلي
وكالة أنباء التقریب (تنا) :
الكتاب عبارة عن دراسة لغوية أدبية عن «الأمثال في نهج البلاغة»، وهي دراسة في الأصل نشرت في مجلة «رسالة الإسلام» الصادرة عن كلية أصول الدين ببغداد، ضمن العددين المزدوجين السابع والثامن من السنة الثانية، لشهر ذي القعدة ١٣٨٨ﻫ الموافق لشهر شباط/ فبراير ١٩٦٨م.
وتأتي هذه الدراسة في سياق دراسات آداب اللغة العربية وتراثها القديم، هذه الدراسات التي يمكن من خلالها التعرف إلى بيئة وثقافة المجتمع الذي ظهرت فيه نصوص الدراسة.
ونهج البلاغة بالنّظر إلى جانبه الأدبي يمثل نموذجًا للأدب الإسلامي في عصوره الأولى، يمكن من خلاله التعرف إلى أهم سمات وبيئة وثقافة ذلك المجتمع ومكوّناته، كما أنه يمثل جانبًا من شخصية أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع ) الأدبية في مجال الخطبة والرسالة والحكمة.
وأدب أمير المؤمنين أدبٌ مؤسِّس لاتجاهٍ في الأدب العربي في صدر الإسلام، وهو الاتجاه الملتزم منه، والمتأثر بالجوّ والتربية القرآنية والنبوية. ويمكن إثبات ذلك من خلال دراسة آثار الإمام الأدبية، التي شكل «نهج البلاغة» جزءًا كبيرًا ومهمًّا منها.
لذلك فهذه الدراسة التي تبحث عن «الأمثال» في نهج البلاغة يمكنها أن تعطينا صورة عن بعض ما أضافه الإمام إلى أسلوب الخطبة والرسالة والحكمة في الأدب العربي في عصر صدر الإسلام، وذلك بتتبع الأمثال التي استعملها وأنشأها الإمام الواردة في النهج.
والأمثال التي ترد ضمن سياق النص الأدبي عادةً تعكس تنوّع وتعدد ثقافة منشئ النص، لذلك متى ما تنوّعت الأمثال وتعددت مصادرها دلت بالتالي على سعة وتعدد مصادر ثقافة قائلها.
وهو ما نراه جليًّا في أمثال نهج البلاغة، حيث اشتملت على الأمثال القرآنية، وغير القرآنية، والأمثال الشعرية والنثرية، التي كان من أبرز ما أضافه الإمام في جانب استعمال الأمثال هو استعماله للمثل القرآني بشكل بارز في أكثر من مورد، وهذا يعكس تأثر الإمام بالجو والثقافة القرآنية، وهو خط ابتدأه النبي محمد في خطبه وأحاديثه، وسار في دربه تلميذه الإمام علي .
وهذا فيما إذا كانت الأمثال الواردة قد وردت على سبيل الاستعمال، أما إذا كانت هذه الأمثال من إنشاء الإمام، فهي تدل على استفادته وعمق تجربته الحياتية والاجتماعية، وأنه كذلك يملك بالإضافة إلى هذه التجربة المكتسبة نظرة فلسفية للحياة مَكَّنَتْهُ من صياغتها على شكل أمثلة وحكم ضمّنها خطبه وبعض رسائله، وقصار كلمه.
لذلك فإن ما تثبته هذه الدراسة يمكن إيجازه في أمور ثلاثة:
١. تأثر أدب الإمام علي بالجوّ القرآني، الذي يظهر في استعماله للأمثلة القرآنية في أكثر من مورد في نهج البلاغة.
٢. سعة اطلاع الإمام وإحاطته بالأمثال العربية شعرية ونثرية وبما يرتبط بها من حوادث وأيام. وهو ما برز في الأمثال التي حكاها على سبيل الاستعمال.
٣. سعة تجربة الإمام علي الحياتية وعمقها وامتلاكه للنظرة الفلسفية والعلمية للحياة، التي صبها في قوالب حِكْمِية ومَثَلِية رائعة أدرجها ضمن كثير من خطبه ورسائله وكتبه لولاته وقصار كلمه.
وتتبع استعمال الإمام علي للأمثال في نهج البلاغة «لم يُتوفر على دراستها دراسة خاصة شاملة» كما أشار المؤلف إلى ذلك في المقدمة. 
لذلك ارتأت لجنة مؤلفات العلامة الفضلي القيام بطبع ونشر هذه الدراسة بشكل كتاب مستقل لتعم بها الفائدة ولتنضمّ إلى مجموعة مؤلفات أستاذنا العلاّمة الفضلي الذي أثرى المكتبتين العربية والإسلامية بأهم الدراسات والمؤلفات القيّمة.
يذكر : جمع الشيخ محمّد بن الشيخ محمد إسماعيل القزويني الغروي صاحب كتاب «الأمثال النبوية»[١] الأمثالَ الواردةَ في نهج البلاغة في كتاب سماه «الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة»، وقد اطّلعتُ على الكتاب في طبعته الثالثة الصادرة عن مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بمدينة قم المقدّسة لسنة ١٤١٥ﻫ، وقد صدّره المؤلّف بتقديم أشار فيه إلى الكتب المؤلّفة في هذا المجال، فذكر بأن «صاحب رسالة الإسلام أشار إلى عدّة منها»، ونقل نصّ ما ذكره الدكتور الفضلي في مقدّمة هذه الدراسة التي استعرض فيها أحد عشر مؤلَّفًا استخرجها من كتاب «تاريخ الأدب العربي» للمستشرق الألماني بروكلمان.
كما أن الشيخ الغروي نسب ما ذكره الدكتور الفضلي بخصوص الأمثال القرآنية التي وردت على لسان الإمام علي في نهج البلاغة إلى صاحب مجلة رسالة الإسلام أيضًا.
والشيخ الفضلي كما سبق أن ذكرنا نشر هذه الدراسة في مجلة رسالة الإسلام التابعة لكلية أصول الدين التي أسسها السيد مرتضى العسكري «ت ١٤٢٨ﻫ»، ويبدو أن التباسًا حصل لدى الشيخ الغروي، فنسب هذه الدراسة إلى صاحب «رسالة الإسلام»، أو أن الأوضاع الأمنية اقتضت منه أن يخفي اسم صاحب الدراسة، إذ لعلّه طبع الكتاب أولَ صدوره في العراق في ظروف لا تسمح له بذكر أسماء أيٍّ من رموز حزب الدعوة الإسلامية المحظور من قبل سلطات حزب البعث الحاكم آنذاك، ما اضطرّه أن يبتعد عن ذكر الشيخ الفضلي، أحد مؤسسي حزب الدعوة.

المصدر : راصد الاخبارية
https://taghribnews.com/vdcc0mqi.2bq008aca2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز