تاريخ النشر2016 21 July ساعة 12:43
رقم : 238945

د. عبدو اللقيس ل " تنا" : الحركة الصهيونية الوهابية التوأم هي المسؤولة عن الإنقلاب التركي الفاشل

تنا-بيروت
انتهى الانقلاب العسكري في تركيا خلال 6 ساعات، إلا أن تبعاته ومخاطره بقيت على الساحة الداخلية والدولية ،كما أن أصابع الاتهام لم تُخرج مسؤولية هذه المحاولة الانقلابية عن الزعيم التركي الصوفي "عبدالله غولن"، الذي تحول خلال السنوات الماضية من صديق مُقرب لأردوغان إلى عدوه اللدود.
د. عبدو اللقيس ل " تنا" : الحركة الصهيونية الوهابية التوأم هي المسؤولة عن الإنقلاب التركي الفاشل
وفي السياق استصرحت وكالة " تنا" الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبدو اللقيس، الذي رأى أن ما حصل في تركيا انقلابا واقعيا وليس عملية مبرمجة أو أردوغانية احتيالية ، لكنه لم يكن من رأس الهرم العسكري لذلك فشل ، معتبرا أن الأهم بهذا العمل الذي حصل في تركيا هو ان نقف على خلفية ما حصل  ومن هي الجهة الرسمية التي تقف خلف الإنقلاب وما هي أهداف الإنقلاب الحقيقية .

وأضاف اللقيس أن مما قرأناه من خلال المتابعات واستقصاء لكل المعلومات وقراءة ما بين أحرفها، من خلال تراكم الأحداث التي خرجت منها المنطقة قبل هذا الإنقلاب، وجدنا هناك تهديدا سعوديا رسميا على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير لتركيا بأن ما تفعله من محاولة للتطبيع مع سوريا عبارة عن طعن للمعارضة السورية وهو أمر ليس بالمستطاع هضمه , وأضاف أن تركيا مهددة بالتفكك وأنها بلد هش، كما ألمح الى ورقة الأكراد.

وتابع اللقيس وفي هذا السياق نرى أن الإنعطاف التركي الأردوغاني الذي بدأ منذ زيارة داوود أوغلو حينما كان رئيسا للحكومة الى طهران قد تم تلقينه درسا بعد عودته عبر  الإنفجار الذي حصل في إحدى الثكنات العسكرية في أنقرة ، كذلك الأمر بعد الإعتذار الأردوغاني للرئيس بوتين وما تلاه من التزامات تتعلق بأوضاع المنطقة وجدنا أنه قد تم أيضا صفعه بالإنفجار الإرهابي الكبير الذي وقع في مطار أتاتورك كل هذا جاء بعد أن قام أردوغان بالإتصال في الرئيس السوري بشار الأسد عقب انفجار أتاتورك ، وأيضا تلاه موقف رسمي من الحكومة التركية بأنها تريد تطبيع العلاقات مع سوريا ، كل هذه المواقف نستطيع من خلالها أن نقرأ بأن المتضرر الأول من هذه المواقف هي الحركة الوهابية السعودية التي وجدت نفسها في منتصف الطريق الى قاع البئر الذي لا مخرج لها منه، وبالتالي وقعت هذه العملية الإنقلابية بالتنسيق ما بين الكيانيين الصهيوني والسعودي الذين اعتبرا انفسهما المتضرران الأولان مما حصل ابتداءا بتوقيع الإتفاق النووي مع إيران ، فكان لا بد من إحداث عمل جذري ، وبالتالي فإن ما جرى جرى على هذه الخلفية وليس على أي خلفية أخرى ولذلك لم يستطع هؤلاء اختراق القوات العسكرية على مستوى الهرم الأعلى بل كان الإختراق على المستوى الذي يمكن اعتباره ما دون الوسط وبالتالي لم يستطع أن يكون تأثيره صعودا بل كان نزولا نحو الحركة العسكرية الأقل قدرة على التأثير  في الواجهة الميدانية.

وأكد اللقيس أن كل هذا يعطي مؤشرا واضحا بأن هذه الحركة هي التي تقف خلف هذا الإنقلاب، وكان من المرجح لو نجحت هذه الحركة الإنقلابية أنها ستسيطر وهي قد سيطرة بالفعل على بعض المطارات العسكرية التركية ، وهنا كانت ستقع الكارثة الكبرى إذ أنهم سوف ييستغلون هذه الظاهرة للقيام بهجمات إرهابية عبر طائرات أمريكية الصنع وهي تركية بالأصل وبالتالي نحو الداخل الإيراني وهذا ما حدا بالقيادة العسكرية الإيرانية ومنذ اللحظات الأولى للإنقلاب أن استدعت معظم سلاحها الجوي من الداخل الإيراني ووضعته في حالة تأهب قصوى على الحدود مع تركيا ، مشددا على أن الحركة الصهيونية الوهابية التوأم هي المسؤولة عن هذا الإنقلاب الفاشل وهذا لا يعني تأييدنا لأردوغان لأن الموقف من أي مسالة هو شيء والتحليل السياسي هو شيء آخر بعيد كل البعد عن الموقف الرسمي .

وحول التطورات التي تشهدها الساحة التركية إثر الإنقلاب العسكري الفاشل ، لفت اللقيس الى أن هناك تطورات براغماتية كبيرة حصلت ، وجدنا أن هناك حركة شعبية كادت أن تؤدي الى ما يشبه الحرب الأهلية ، وهو ما كان قد ألمح اليه عادل الجبير بأنه كان يريد أن يستثمر الورقة الكردية، مضيفا لكن لاحظنا بشكل جيد بأن الأكراد لم يتحركوا أو لم يقوموا بأي حركة حيال هذا الموضوع حتى على المستوى الإعلامي أيضا كانت فرصة تعتبر لأردوغان حتى ينال من كل خصومه في الساحة الداخلية بغض النظر عن أنهم كانوا ضالعين في هذا الإنقلاب أم لا ، فإنه قام أيضا بهذا الموضوع بحركة استباقية ،عمل من خلالها على اقتلاع كل من يعتبره مشككا بولائه لسلطته المطلقة التي كان يحاول أن يؤسس لها من خلال تعديل الدستور وجعله دستورا رئاسيا أي نظاما رئاسيا بدل النظان البرلماني الحالي.

وردا على سؤال حول النتائج التي تمخضت عن هذا الإنقلاب العسكري الفاشل، قال اللقيس أن : " هناك ارتدادات كثيرة سوف تكون لهذا الإنقلاب العسكري منها محلي داخلي ومنها على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي أيضا"  ، فعلى المستوى الداخلي هناك إرهاطات ، وهذه الحركة الإنقلابية الفاشلة لم تمر مرور الكرام في الساحة التركية الداخلية وهذا يعني أننا سنشهد مزيدا من الحركات الإرهابية نتيجة الصفعة الكبرى التي تلقاها الإنقلابيين، بمعنى آخر التي تلقتها الحركة الوهابية الصهيونية ، لافتا الى أن هذا لا يعني أن الأتراك والصهاينة على عداء لكن الصهاينة يستغلون كل ما هو ممكن لأن يخدم مصاحهم بأي نقطة من بقاع العالم .

وتابع أما على المستوى الإقليمي ، فقد رأينا أن أردوغان وجه رسالة "إيجابية جدا الى إيران والى الرئيس الحالي قال فيها بأنه مستعد لأن يضع يبده بيد إيران وروسيا , مضيفا وفي نفس الوقت على المستوى الدولي من أجل إعادة ضبط الأوضاع في المنطقة ، فبالتالي الحركة لهذا الإنقلاب بمعنى الإرتدادات لها ستكون واسعة النطاق وسوف يكون لها أيضا تطور إيجابي بالنسبة للساحة السورية حيث سنشهد تضييقا أكبر على مرور المسلحين الإرهابيين سواء على مستوى العتاد أو العناصر نحو الداخل السوري ، مؤكدا أن المنطقة متجهة نحو مزيد من التطورات في المستقبل القريب وليس البعيد.

وحول أين يقف غولن من الأحداث في تركيا وهل صحيح أن واشنطن تحضره لمرحلة ما بعد أردوغان , لفت اللقيس الى أن الحديث عن أن غولن مسؤول عن كل ما حدث هي أراجيف كبيرة، لأنه إذا كان له كل هذه القدرة وهو قابع في أمريكا ولاجئ سياسي بهذا المستوى وله كل هذه القدرة على هذا الإختراق الكبير في صفوف الداخل التركي هذا يعني أنه يجب أن يكون هو الحاكم الفعلي لتركيا ، مضيفا لا أعتقد أبدا بأن له علاقة بهذا الموضوع ومسألة التفكير بأنه ربما يعد ورقة خلفا لأردوغان فهذا كلام مبكر عليه لأن أردوغان خرج أقوى مما كان عله وإن كان قد أصابه بعض التشوهات السياسية في هذا الموضوع.
https://taghribnews.com/vdcayanum49neo1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز