تاريخ النشر2012 2 November ساعة 14:48
رقم : 114119
منبر الجمعة في لبنان

"من لم يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم"

خاص تنا - مكتب بيروت
لبنان على المفترق الخطير، والمؤامرة عليه كبيرة ومتشعبة. فلسطين القضية التي يجب أن تبقى حاضرة. والابادة في ميانمار تتطلب اجتماع عاجل لمنظمة التعاون الاسلامي.
"من لم يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم"
تتسارع الأحداث يوماً بعد آخر، الأزمات تغطي سماء المنطقة من جهة، والمسؤولين في ثبات عميق من جهة أخرى. اليد الأميركية الصهيونية تعمل للوصول الى كافة الجهات العربية والاسلامية، مُحاولةً زرع الفتنة والشقاق تارةً، وإظهار قوتها ورسائلها تارةً أخرى. 

قام العدو "الإسرائيلي" بإضافة إعتداء له على قائمة إعتداءاته على العرب، فضرب السودان متذرعاً بأوهامه وأكاذيبه المعتادة. إعتداء جُوبها بصمت عربي ودولي، ولكن الصمت اخترقه موقف مدوّي كان من الجمهورية الاسلامية الايرانية. هذا الاعتداء الصهيوني يترافق مع استمرار الصهاينة بتدنيس الأقصى من جهة وتدمير هدم وقتل للفلسطينيين من جهة أخرى.


في غضون ذلك، يتعرض المسلمون في كل مكان الى الإساءة والقتل والاعتداء عليهم، حيث تستمر حرب لإبادة في ميانمار، دون
سماع أي موقف ضد هذه الأحداث من أي جهة كانت، وكأنما  البشر في حالٍ من الصم.

الى ذلك، سوريا تستمر في نزيفها والمؤامرة تستكمل عليها، مع إعلان المعارضين عن الدعم المالي الذي يحصلون عليه من قبل الدول العربية.

أما لبنان، فالدعوات لوأد الفتنة مستمرة، وطاولة الحوار هي الحل، فيما الشعب تزداد همومه المعيشية، ينعم الساسة في هموم "كراسيهم".


هذه المواضيع وغيرها، تطرق لها علماء لبنان سنة وشيعة، مشددين على ضرورة وأد الفتنة وحفظ الأمة من المخططات الصهيو أميركية.

من هنا، لفت علماء لبنان الى أننا جميعاً ندرك صعوبة الظرف وقساوة المرحلة التي تمر بها المنطقة من متغيرات وتحديات "وبخاصة لبنان الذي أثخنته الجراحات وحالت دون إبلالها رعونة السياسة التي دأب ممتهنونها على تفضيل مصالحهم وتغليب غاياتهم على ما سواها من مصالح العامة من الناس"، لافتين الى إننا في لبنان نعيش بطراً في السياسة، والذين يقلقهم هذا الواقع المتردي من السياسيين اللبنانيين قلة قليلة، يطلقون الصيحات ولكن لا حياة لمن
تنادي في ظل هذا الزعيق الصاخب على"ليلى" الأفرقاء". 

كما لفت العلماء الى أن معاناة الشعب (اللبناني) تزداد صعوبة يوماً بعد يوم، في حين أن "بعض الأفرقاء في لبنان غارقون في الكيفيات التي تعيد إليهم سلطة يتوهمون في حال استردوها أنهم قادرون على الانتقال بالبلد من حال الانفلات والفوضى إلى حال الأمن والاستقرار". 

وتوجه العلماء الى الجميع بالقول: "إن سياسة التحدي والكيد لا تخدم المصلحة الوطنية ولا تحقق مكسباً لأي فريق لبناني مخلص، فلبنان على المفترق الخطير، والمؤامرة عليه كبيرة ومتشعبة"، مشددين على ضرورة الالتفات الى خطورة الاستمرار في الشحن الطائفي والنفخ في الأبواق المذهبية. مضيفين "فكلنا أقليات في هذا الوطن، والوطن للجميع، نحن لا نريد فرزاً ولا تقسيماً ولا عزلاً ولا إقصاءً لأي كان، إنما نريد توافقاً وتفاهماً يحتضن الجميع ويثبّت عزيمتهم ويقوي إرادتهم في السعي الجاد والفعلي لإعادة بناء الدولة الحاضنة لأبنائها". 

من جهة أخرى، دعا علماء لبنان "الأطراف كافة وبالخصوص فريق ١٤ آذار إلى وقف المتاجرة والمغامرة بمصير البلد والتصرف بحكمة وواقعية وعدم القفز عالياً
في المواقف التحريضية والاستفزازية التي تثير الحساسيات وتعمّق الشرخ فالبلد لم يعد يحتمل والناس تقززت نفوسهم من كل ما يجري جراء سياسات الكيد التي استنزفت البلد وتكاد تضعه على حافة الانهيارات السياسية والاقتصادية والأمنية".

على خط موازٍ، انتقد العلماء التدخلات الأميركية في الشأن اللبناني "كل مراقب لحركة الأزمات في المنطقة بات يعلم علم اليقين حجم التدخلات الأميركية في صناعة هذه الأزمات واستمرارها على نحو خلافي وعنفي ودموي كما هي الحال في هذه الأوقات"، موضحين أنه "بات مألوفاً أن يعيش اللبنانيون على وقع أزمات متتالية ولا إمكانية ولا فرصة لحلها لأنه لا يُسمح أميركياً أو إسرائيلياً أو عربياً أن يحل اللبنانيون أزماتهم". 

في سياق آخر، أشار العلماء الى ما يجري في فلسطين "حيث يمضي العدوّ الصّهيونيّ في سياسته الاستيطانية، كما يُمعن في تدنيسه للمقدّسات"، مضيفين "وآخرها ما حصل من اقتحام المستوطنين الصّهاينة لمسجد بلال بن رباح في بيت لحم، وسعيه لاستجلاب المزيد من يهود الفلاشا على حساب الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي يواصل هذا العدو عدوانه على غزة". 

وأكد علماء لبنان
أن كل هذا الواقع يستدعي من الشعوب العربية والإسلامية ودولها إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة، فلا تنسى أنّ الخطر الصّهيونيّ هو الخطر الأكبر لا على فلسطين فحسب، بل على الأمّة كلّها"، مشيرين الى ما حدث في السودان حيث "مدّ هذا العدوّ ذراعه العسكريّة إلى السودان". مضيفين "ليؤكّد لهذه الأمّة بكلّ صلافة، أنّه لن يقبل أن ينشأ أيّ موقع من مواقع القوّة في هذا العالم العربيّ والإسلاميّ، وأنّه قادر بغطرسته على أن يمارس إرهابه، حيث تطاول قوّته العسكريّة كلّ المواقع العربيّة والإسلاميّة على اختلافها". كما استغرب علماء لبنان المواقف العربية الخجولة تجاه العدوان على السودان. 

من جهة ثانية، شدّد العلماء سنة وشيعة في لبنان على أن استمرار مشهد نزيف الدّم والدّمار والتفجيرات في سوريا واستنزاف قدرات الشّعب السّوريّ وإمكانات جيشه، بات يستدعي استنفاراً عربيّاً إسلاميّاً دوليّاً إنسانيّاً، للعمل سريعاً على إيقاف هذا النّزيف، وإنعاش دعوات الحوار والتّواصل، موضحين من أجل التّلاقي على صيغة تضمن للشّعب السوريّ تحقيق مطالبه، وإبقاء سوريا موقعاً متقدّماً في مواجهة العدوّ الصّهيونيّ
ومخطّطات الاستكبار في المنطقة، ولا سيما أن تداعيات ما يحدث في هذا البلد لا يترك أثارها على هذا البلد فحسب، بل تمتد تداعياتها إلى المنطقة وحتى إلى العالم".

كما لم ينسَ العلماء في لبنان حرب الإبادة المتواصلة ضدّ المسلمين في ميانمار، في ظلّ صمت إسلامي وعالميّ رهيب، داعين الدّول العربيّة والإسلاميّة، ولا سيما منظمة التعاون الإسلامي إلى تحمّل المسؤوليّة الّتي حمّلهم إيّاها رسول الله(ص)، عندما قال: "من لم يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم"، "من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين ولم يجبه فليس بمسلم"، "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالسّهر والحمّى". 

الى ذلك، شدّد العلماء على ضرورة دعوة منظمة التعاون الإسلامي لعقد اجتماع عاجل، داعين الشعوب الإسلامية إلى التحرك، قائلين: "فلا بدّ من أن يشعر المسلمون في ميانمار، بأنّ هناك يداً تمتدّ إليهم ولو بالمواساة، ويشعر الّذين يقومون بعمليّات الإبادة، بأنّ هناك عالماً إسلاميّاً يقف مع هؤلاء ويعيش همّهم، ويعتبر أنّ ما يحصل في ميانمار يمسّهم".

https://taghribnews.com/vdcgqt9qyak9qq4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز