تاريخ النشر2012 6 August ساعة 16:21
رقم : 104865
السيد فضل الله

الكيان الصهيوني يؤجج الخلافات ويعطيها الطابع المذهبي

تنا - بيروت
السيد فضل الله: التنوع غنى والمنطقة وتعدد اديانها ميزة حسنة، وما اعتدنا عليه من قيم لم تؤثر عليه الا شائبة السياسة.
الكيان الصهيوني يؤجج الخلافات ويعطيها الطابع المذهبي
رأى العلامة السيد علي فضل الله أن "اللغة القائمة والتي نعاني منها في الواقع السياسي والإعلامي، هي ليست من الدين في شيء، كما إن الطائفية ليست ديناً، والمذهبية ليست ديناً والشخصانية ليست من الدين"، مضيفاً "غالباً ما يتحكم بالمواقع الطائفية والمذهبية من لا نعثر لديه من الدين إلا عباءته، أما المحتوى فهو أبعد ما يكون عن الدين وروح الدين. إذ لا مكان لدى الدين لأي لغة حقد أو عصبية أو إلغاء أو تفكير فالعلاقة مع المختلف ترتقي بالبشر ولا تنحدر بهم.. ففي الدين الذي يريده الله علاج للإختلاف وليس سبباً له". 

واشار السيد فضل الله في كلمة له خلال حفل إفطار جمعية المبرات الخيرية، الى إيجابيات التعايش في المنطقة، معلناً أنه "من دواعي اعتزازنا
أجواء التعايش الذي عاشته وتعيشه هذه المنطقة التي نقف عليها في علاقات الطوائف والمذاهب فيما بينها، ومن يتابع المفردات يجد أن الآخر وفزاعته لم يكن لهما وجود في قاموس أبناء هذه المنطقة ومنذ القدم، حيث الإنصهار كان هو طابع التعايش". 

الى ذلك، اوضح السيد فضل الله ان ما كان سائداً من القيم والعلاقات لم تشبه شائبة سوى السياسة التي تتغذى على الحساسيات والتفرقة، وإذ جاء من يؤججها لتخويف من هنا أو إثارة من هنا وهناك، فهي كانت سحائب صيف سرعان ما تزول وتعود الأمور إلى مجاريها، مضيفاً انه "خصوصا أن الأسباب عرفت، والكيان الصهيوني الطارئ على هذه المنطقة سيظل طارئاً وهجيناً، كان له الدور المباشر وغير المباشر في تأجيج الخلافات والحساسيات وإعطائها طابعاً طائفياً والآن يعمل بكل جهد مع دوائر قرار عالمية وإقليمية لإعطائها طابعاً مذهبياً". 

في سياق آخر، لفت السيد فضل الله الى "إننا نريد لهذه المنطقة أن تبقى أنموذجاً يحتذى في واقعنا، أنموذجاً نواجه به أزمات الخارج والداخل. إن التعايش في هذه المنطقة هو المصير والمسار وهو الواقع الذي يفرض نفسه على كل تنظير هو سابق له، هو القاعدة وليس الاستثناء"، داعياً إلى "التمسّك بوحدتنا المستندة
إلى تعايش حقيقي بيننا لمواجهة تمدّد العدو في وحداته الإستيطانية والتي يزيد من بنائها من أجل بناء تعايش وهمي بين أفراد يأتي بهم من كل أنحاء العالم".
 
ولفت سماحته الى أنه "إعتدنا في لبنان أن تقلع كل طائفة أشواكها بأظافرها فلنتعلم في هذه المنطقة أن نقلّع أشواكنا معاً، طوائف ومذاهب ومواقع سياسية، أن نؤكّد في هذه المنطقة على حفظ وحدتنا وتماسكنا لا سيما في ظلّ وجود العدو الصهيوني الطامع بأرضنا ومائنا وثرواتنا، هذا العدو الذي لن يكلّ ولن يملّ حتى يثأر لهزيمته"، مشيراً الى اننا "فبوحدتنا وبتماسكنا أسقطنا عنفوان هذا العدو وهيبته وتمرغ أنفه بالتراب. وبتماسكنا ووحدتنا نستطيع أن نكرر هذا الأمر إن كرّر العدو مغامرته، فلنحتفظ بهذه الورقة الرابحة جيداً فهي صمام أماننا". 

كما شدّد السيد فضل الله على أن "تنوّعنا غنى نعتز به، لوّن حياتنا وأفكارنا ورؤانا وأساليبنا، اعترفنا بذلك أم أنكرنا. فاحتكاكنا الطبيعي بعضنا ببعض يشكّل إضافة قد لا يعرف المرء أهميتها الآن ولكن سيكتشف كم هو مهم هذا التعايش على مستوى المستقبل، خصوصا على مستقبل أولادنا، وسيكون هذا التعايش أفضل إرث وأهم إرث وطني وإنساني نتركه لهم، فلنحافظ جميعاً عليه وننقله إلى الأجيال نقياً طاهراً طبيعياً".
https://taghribnews.com/vdcd9o0fkyt0zj6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز