تاريخ النشر2021 1 November ساعة 06:00
رقم : 524943
من إنجازاته الكبرى للتقريب، جواز التعبد على مذهب الشيعة الإمامية

الشيخ محمود شلتوت...رائد التقريب بين المذاهب الإسلامیة

تنا
لم تكن فتوى الشيخ محمود شلتوت الشهيرة في جواز التعبد على المذاهب الإسلامية الثابتة الأصول، ومنها مذهب الشيعة الإمامية، إلا واحدة من إنجازاته الكبرى لجماعة التقريب، من موقعه في مشيخة الأزهر.
قم بتنزيل ملف الفيديو
 لم تكن فتوى الشيخ محمود شلتوت الشهيرة في جواز التعبد على المذاهب الإسلامية الثابتة الأصول، ومنها مذهب الشيعة الإمامية، إلا واحدة من إنجازاته الكبرى لجماعة التقريب، من موقعه في مشيخة الأزهر.

ومحمود شلتوت (1310 ــ 1383 هـ) المعروف بالشيخ شلتوت عالم ومفسر من أهل السنة وكان أستاذ ورئيس جامعة الأزهر في مصر، ومن المدافعين عن التقريب ومن مؤسسي دار التقريب بين المذاهب الإسلامية وصاحب فتوى جواز التعبد بالمذهب الشيعي، ومن أعماله في التقريب بين المذاهب تأسيس كرسي تدريس الفقه المقارن، والتواصل مع علماء الشيعة.

من مواقفه السياسية المشاركة في الثورة المصرية سنة 1919 م، ومن المحتجين على حادثة 15 خرداد في إيران، ومن المعارضين للحكومة الإيرانية ــ بقيادة محمد رضا شاه ــ في الاعتراف بالكيان الإسرائيلي عام 1947 م.

حياته

ولد الشيخ محمود شلتوت في محافظة البحيرة في مصر سنة 1310 هـ الموافق 23 ابريل / نيسان سنة 1893 م. أتم حفظ القرآن الكريم، والتحق بمعهد الإسكندرية الديني سنة 1906 م، وعُيّن مدرساً في نفس المعهد بعد أكمال دراسته فيه سنة 1919 م، وشارك في نفس العام في الثورة المصرية وذلك عن طريق كتابة المقالات وإلقاء المحاضرات.

عُيّن مدرساً في جامعة الأزهر سنة 1346 هـ، وذلك بطلب من الشيخ مصطفى المراغي الذي كان شيخ الأزهر في وقتها؛ ولكن بعد استقالة المراغي من مشيخة الأزهر بسبب الخلاف مع ملك مصر، كذلك فصل شلتوت من التدريس في الأزهر؛ بسبب مناصرته لمصطفى المراغي، وعمل في سلك المحاماة في القضايا الشرعية. تم استدعاء الشيخ شلتوت للتدريس مرة أخرى في سنة 1355 هـ، وذلك مع عودة الشيخ مصطفى المراغي إلى الأزهر، وفي سنة 1377 هـ عُيّن شلتوت شيخاً للأزهر من قبل الرئيس المصري، وبقي في هذا المنصب حتى وفاته في القاهرة سنة 1383 هـ، المصادف ليلة الجمعة 13 ديسمبر سنة 1963 م، وشيعت جنازته من الأزهر.

أعماله في التقريب بين المذاهب

كان للشيخ شلتوت أنشطة متنوعة في مجال التقريب والوحدة بين المذاهب الإسلامية، ومن أهمها:

تشكيل دار التقريب بين المذاهب الإسلامية: ساهم الشيخ شلتوت مع الشيخ مصطفى المراغي، ومحمد تقي القمي، ومصطفى عبد الرزاق، وعبد المجيد سالم  في انشاء جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية ــ وذلك في القاهرة سنة 1367 هـ (1947 م) بهدف توحيد المذاهب الإسلامية.

أفتى بجواز التعبد بالمذهب الشيعي: هي فتوى أصدرها الشيخ شلتوت في 17 ربيع الأول سنة 1378 هـ/ المصادف تشرين الثاني سنة 1958 م، وبحضور ممثلي بقية المذاهب الإسلامية في جواز التعبد بالمذهب الشيعي.

وجاءت الفتوى رداً على استفتاء قدم إليه جاء فيه: إن بعض الناس يرى أنه يجب على المسلم لکي تقع عباداته ومعاملاته على وجه صحيح أن يقلد أحد المذاهب الأربعة المعروفة وليس من بينها مذهب الشيعة الإمامية ولا الشيعة الزيدية، فهل توافقون فضيلتکم على هذا الرأي على إطلاقه فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الإمامية الإثنا عشرية مثلاً؟ الجواب: إنّ الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه اتباع مذهب معيّن، ولكلّ مسلم قلّد مذهب من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره.

والتواصل مع علماء الشيعة: كان للشيخ شلتوت تواصل واضح بينه وبين علماء الشيعة؛ وذلك من أجل التقريب بين الشيعة وأهل السنة، ومنها المراسلات التي جرت بينه وبين آية الله البروجردي وسفره إلى إيران ولقائه بالسيد البروجردي، وصلاته جماعة خلف محمد حسين كاشف الغطاء في مؤتمر القدس.

وتأسيس كرسي للفقه المقارن: قام الشيخ شلتوت بإنشائه في الأزهر؛ وذلك من أجل الدراسة والبحث في فقه المذاهب الإسلامية، ومن أعماله الأخرى تأسيس مجلة رسالة الإسلام وكتابة مقدمة على تفسير مجمع البيان من التفاسير الشيعية، وإقامة مراسيم عاشوراء في جامعة الأزهر.

ومعارضة التكفير: كان الشيخ شلتوت يعارض تكفير أتباع المذاهب الإسلامية، وذكر أن صلاح وخير المذاهب الإسلامية ليس بتكفير الناس ولا باتهامهم بالشرك، ولا بإهانة أرواح رجال الدين وأضرحة عظماء الإسلام، بل صلاح الناس هو بتعليم عوامهم وجاهلهم.

المواقف السياسية

كان للشيخ شلتوت مواقف من الأحداث السياسية، وبالخصوص التي تجري في العالم الإسلامي، منها: إصدار بيان حول انتفاضة 15 خرداد: خلال إنتفاضة 15 خرداد سنة 1342 ش/ 6 حزيران 1963 م في إيران، احتج شلتوت على اعتقال الإمام الخميني(رض) واستشهاد العديد من العلماء وأفراد الشعب في إيران، ودعا في رسالة موجهة إلى عموم المسلمين لمساندة ودعم العلماء المجاهدين الإيرانيين، كما أرسل برقية إلى محمد رضا شاه يطلب منه الكف عن التعدي على حرمة رجال الدين.

إدانة الاعتراف بالكيان الإسرائيلي: رفض الشيخ شلتوت أي شكل من أشكال اعتراف الدول الإسلامية بهذا الكيان، ومديناً في الوقت ذاته خطوة الحكومة الإيرانية بقيادة محمد رضا البهلوي سنة 1326 ش/ 1947 م، في هذا الاتجاه، فيما أبرق برسالة إلى آية الله العظمى البروجردي في قم، ورسالة إلى آية الله السيد محسن الحكيم حول هذا الأمر.

مؤلفاته

كتب الشيخ شلتوت مؤلفات في التفسير، والفقه، وعلوم أخرى، ومن أهمها: "تفسير القرآن الكريم" المعروف أنَّ هذا الكتاب هو مجموع مقالات الشيخ شلتوت التي نُشرت خلال 14 عاماً في مجلة رسالة الإسلام، وهذا الكتاب يشتمل على البحوث التقليدية في التفسير مع مراعات حاجات ومتطلبات الزمان والمكان ومنها وضع الأسس للتقريب والوحدة الإسلامية، تم نشر هذا الكتاب في سنة 1379 ش/ 2000 م، من قبل المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.

"مقارنة المذاهب في الفقه" وهو كتاب في الفقه المقارن يذكر فيه الآراء الفقهية المختلفة بين المذاهب الإسلامية، ومن ثم يقدم رأياً يتناسب مع الزمان والمكان والأدلة.

"الإسلام عقيدة وشريعة"،

و"من توجيهات الإسلام"،

و"الفتاوى"، و"من هدى القرآن"،

و"المسؤولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية"،

و"فقه القرآن والسنة".


/110
https://taghribnews.com/vdcgtt9nwak9xy4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز