تاريخ النشر2012 8 February ساعة 22:37
رقم : 82455
السيد محمد التيجاني السماوي لـ(تنا)

الصحوة الاسلامية ثمرة الثورة الاسلامية

خاص (تنا)- مكتب بيروت
ما احوجنا الى ان نلم شعث المسلمين جميعا, ونوحد كلمتهم, فانتظار الفرج لا يكون بتكتيف الايدي بل بالعمل الدؤوب لنكون من الممهدين لظهور الامام, وسوف لن يأتي فرج الله الا اذا رأى الله في نفوس المؤمنين خيرا.
الصحوة الاسلامية ثمرة الثورة الاسلامية

أكد المحقق التونسي الفاضل السيد الدكتور محمد التيجاني السماوي "ان ما احدثته الثورة الإسلامية من بدايتها في سنة ١٩٧٩ كان زلزالا في البلاد العربية و الاسلامية ، تمثل بالصحوة الاسلامية في نفوس العرب و المسلمين" . مشيراً إلى أن ان مواقف الايرانيين في العالم عقب الثورة الاسلامية احدثت فكرا جديدا لدى المسلمين و حثتهم على التمسك بالمبادئ و القيم الاسلامية .

وفي مقابلة خاصة مع وكالة انباء التقريب (تنا) مكتب بيروت حول التغييرات التي احدثتها الثورة الإسلامية في إيران في نفوس المسلمين أوضح السيد التيجاني: ان العرب المغتربين من المغاربة و التونسيين و غيرهم في فرنسا بدؤوا يطالبون و لاول مرّة ارباب العمل تأمين اماكن للصلاة في المعامل و المصانع حيث كانوا يعملون

و كانت هذه سابقة، كما إزدادت اعداد المصلين بالجوامع حتى امتلاءت بعد أن كان المسلمون يصلون على قارعة الطريق" مبيناً أن " هذه الظواهر احدث ثورة بنفوس المسلمين و نفوس الاجانب ايضا."

من جهة أخرى لفت السيد التيجاني إلى "ان ظاهرة الحجاب ايضا كانت احدى نتائج هذه الثورة المباركة التي بعثت في نفوس المسلمين النخوة، فشهدت فرنسا مثلا (وعدة بلدان اوروبيا ايضا) مظاهرات دعت الى مناهضة السفور و داعمة للحجاب." ذاكرا موقف السيد علي اكبر ولايتي و الذي كان انذاك وزيرا للخارجية حيث أمتنع عن مصافحة اميرة غاندي قائلا لها ان المسلمين احتراما للمرأة لا يصافحونها . 

وشدد سماحته على ان من اهم ما احدثته الثورة هو الدعوة الى وحدة المسلمين لان شعارالامام الخميني (قدس) كان توحيد المسلمين فوق كل اعتبار قائلا " احدثت الثورة نفس جديد للوحدة الاسلامية و كان الناس ينادون بشعار الامام, لتوحيد المسلمين, مذكرا بكلمة الامام الخميني المشهورة
لو ان المسلمین يتحدون و يهرقون سطلا من الماء على اسرائيل لاغرقوها".

الثورة أعادت إشعال راية "هيهات منا الذلة"
على صعيد آخر ، رأى المحقق التونسي انه مع انتصار الثورة الاسلامية " بدأت تشتعل لدى الشعوب مشاعر النخوة و العزة و الكرامة و المقاومة و رفض الاحتلال". مشيراً إلى ان رفع راية هيهات منا الذلة و انتصار المقاومين ضد الاحتلال هو امتداد لهذة الثورة. وأضاف سماحته " بدأت الشعوب تستفيق و تتسائل ماذا حدث في عاشوراء؟ و من هو الامام الحسين(ع) ؟ بعد ان كان سماسرة التاريخ يمرون على حادثة عاشوراء مرور الكرام". 

مع انتصار الثورة تحولت ولادة الرسول (ص) الى اسبوع وحدة
وفي الموازة ، ذكّر السيّد التيجاني انه منذ انبعاث الثورة الاسلامية في ايران اقيمت مؤتمرات عديدة داعية للوحدة و التقريب و ازالة الخلافات و العقبات و تم التركيز على نقاط الجمع لا نقاط التفريق. مضيفا "نحن نعيش هذة الايام ذكرى ولادة الرسول الاكرم
محمد (ص) حيث كان هذا التاريخ قبل انتصار الثورة الاسلامية محل اختلاف بين السنة و الشيعة لكن مع انتصار الثورة تحول هذا التاريخ الى اسبوع وحدة حيث يحتفل فيه المسلمون جميعا و حيث تقام فيه المؤتمرات و الندوات و يجتمع فيها العلماء ليتصلوا ببعضهم لازالة الاختلافات و للدعوة الى الوحدة". مذكرا "ان عدونا واحد و هو اسرائيل و امريكا و الامبريالية التي تريد ضرب الشيعة و السنة على حد سواء". 

السيد السيستاني للمحقق التونسي : من يعتدي على سني يعتدي عليّ شخصيا
كما بيّن سماحته أنه "في سبيل ارساء روح الوحدة بين المسلمين قام الامام الخميني بمنع بعض اجزاء من الكتب لانها تستفز مشاعر الاخوة السنة وعمل بكل جهوده على اذکاء الوحدة الاسلامية و الدعوة اليها". مذكرا بفتوى السيد علي الخامنئي (ح) التي حرم فيها " الاساءة و المس برموز اهل السنة". كاشفاً عن أنه لدى لقائه السيد السيستاني في الامس القريب سأله عن قوله "اخوتنا اهل السنة" فأجابه السيد
" لا بل انفسنا اهل السنّة و من يعتدي على سني هو كمن اعتدى عليّ شخصيا".

ليس مطلوبا ان يتشيع اهل السنة ولا ان يتسنن اهل الشيعة بل المطلوب الوحدة
وإذ بارك السيد التيجاني " الجهود التي بدأت بالثورة الاسلامية و التي بعثت لدى الشيعة انفسهم حب الاخاء و التسامح و الدعوة الى الوحدة ضد العدو الاوحد الذي يريد استعمارنا و سلب خيراتنا " أشار إلى القيام بجهود " مضنية لتحقيق هذا النفس الوحدوي و هذة الشعارات" لافتاً إلى أنه :" ليس مطلوبا ان يتشيع اهل السنة ولا ان يتسنن اهل الشيعة بل المطلوب وحدة سياسية حيث اننا اقرب للاجتماع بما ان ديننا واحد و قبلتنا واحدة و نبينا واحد و قرآننا واحد".

وفي السياق، أشار الى ان "هناك عناصر مشبوهة و مندسة عند الشيعة و عند السنة يعملون كل ما بوسعهم للتفريق بين السنة و الشيعة و يدفع لهم اموالا طائلة من قبل الاستعمار الغربي في سبيل ذلك." وحيّا في هذا الإطار الجهود التي يبذلها المجمع العالمي للتقريب منذ خمسة و
عشرون عاماً عمل خلالها "على توحيد المسلمين و هذا هو التمهيد للمهدي (عج)".

وبعيداً عن السياق الديني تطرق السيد التيجاني إلى الواقع السياسي موضحاً " ان ما يحدث في سوريا و الهجوم عليها و محاولة اسقاط النظام ليس الاّ دعوة للتقاتل الطائفي و المذهبي تريد لاهل السنة و الشيعة ان يتقاتلوا و كذلك ما يحدث في البحرين و العراق من قتل و تذبيح و كل بقاع الارض" مضيفا ان "هناك من يعمل على التخويف من الشيعة تارة و من السنة تارة اخرى, و كأن هناك صراع بينهما و هذة محاولات لزيادة النفور و التفرقة." قائلا " ما احوجنا ان نلم شعث المسلمين جميعا, ونوحد كلمتهم, و العمل لتمهيد ظهور الامام المهدي (ع) فانتظار الفرج لا يكون بتكتيف الايدي و السكوت بل بالعمل الدؤب لنكون من الممهدین لظهور الامام, وسوف لن يأتي فرج الله الا اذا راى الله في نفوس المؤمنين خيرا. 

السيد التيجاني من مواليد ١٩٤٣، بعد الدراسة الابتدائية و الثانوية درّس في المعاهد التونسية، ثم واصل التعليم في فرنسا ( في جامعة السوربون ـ جامعة باريس الأولى) . ابتدأ دراسة دبلوم الدراسات المعمقة في المقارنة بين الأديان، ثم اطروحة الدكتوراة لمرحلة ثالثة، تلتها دكتوراة دولية.

اعداد وحوار : س.الحسيني

https://taghribnews.com/vdcftjdc.w6d0taikiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز