تاريخ النشر2021 27 August ساعة 10:52
رقم : 516630

  "انطون بارا" لـ "تنا": ثورة الحسين (ع) ضمير الاديان وصوت المظلومين والمضطهدين

تنا - خاص
أكد الكاتب والباحث المسيحي "انطون بارا" بان ملحمة كربلاء وثورة الحسين (ع) هي عابرة للزمن والاهداف التي انطلقت من اجلها لا تخص ديانة واحدة ، وانما هي عبارة عن ضمير جميع الاديان لانها تمثل صوت المظلومين والمضطهدين وحققت رغابتهم .
الكاتب والباحث المسيحي "انطون بارا"
الكاتب والباحث المسيحي "انطون بارا"
مما لا شك فيه ان ثورة الحسين (ع) الاصلاحية والداعية لتحرر الانسان من عبودية الظلام والظالم ونجاته من الانحراف والضلالة والاضطهاد ، لا يحددها الزمن والمكان ، شملت مبادئ كافة الاديان والمذاهب وسائر المدارس الفكرية الاصلاحية .  

وبمناسبة محرم الحرام التي تذكرنا بالملحمة العظيمة التي خلقها امام المسلمين الحسين الشهيد (ع) ضد الانحراف والاضطهاد والظلم والتمييز ، ليثبت ان حركتة وثورته انطلقت من اجل الانسانية ومبادئ الحرية والكرامة ، التقينا افتراضياً ، بالكاتب والباحث المسيحي "انطون بارا" ، ليحدثنا عن سبب اعجابه بالحسين (ع) وثورته وتأليفه كتابه المشهور في هذا الخصوص .

قال انطون بارا انه تعرف على شخصية الامام الحسين (ع) منذ اربعين عاماً عندما اهداه احد الاصدقاء كتاب "مقتل الحسين" للمقرّم ، حينها تعرّف على هذه الشخصية التاريخية والملحمة التي قادها .  

واشار في حديثه انه انبهر بشخصية الحسين (ع) لعدة اسباب : ثباته على العقيدة التي ثار من اجلها  – شجاعته – ووفائه لاهلى بيته الكرام . هذه العوامل دفعته ، حسب قوله ، للتعرف اكثر على هذه الشخصية النادرة في التاريخ وملحمته ، مشيرا الى ان الحسين استقى خصائله من جده الرسول (ص) وابيه الامام على (ع) .

واكد ان كافة المجتمعات بمختلف توجهاتهم الدينية والفكرية تأثروا بهذه الملحمة ، لافتا الى مقولة الرسول (ص) الذي قال "ان لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد ابداً" ، بان جميع المؤمنين من كافة الاديان خاصة المسيحيين يحملون هذه المشاعر ، وان حرارة قتل الحسين (ع) لا تبرد في قلوبهم ابداً ، مضيفاً ان اصحاب الضمائر الحية والعقائد الصحيحة والسامية يحملون نفس المشاعر .

واشار انطون بارا الى بعض الشخصيات المسيحية المعجبة بالامام الحسين (ع) امثال الشاعر والاديب والقانوني "بولس سلامة" الذي خصص قسماً كبيرا من اشعاره في مدح وثناء اهل البيت (ع) ، خاصة قصيدته المشهورة باسم "ملحمة عيد الغدير" بثلاثة الاف بيت ، وكذلك الكاتب "جرج جرداق" صاحب الكتب الاربعة عن الامام علي (ع) .

واوضح ان هذه المؤلفات "دفعتي منذ اربعين عاماً لكي اتجه نحو البحث عن شخصية الحسين (ع) واكتب الكتاب الذي استمر تأليف 13 عاماً ونشرته في الكويت ومن ثم ضممته في مكتبة العتبة الحسينية بكربلاء والذي تم تقريضه من قبل العتبة بهذه العبارة "ان هذا الكتاب هو افضل ما كتب في هذا العصر عن ملحمة كربلاء" " .
 
واكد ان الملاحم والثورات التي غيرت مجرى التاريخ تقيم على اساس الاهداف السامية التي انطلقت من اجلها وتأثيرها على المبادئ الانسانية ، ولهذا فان ثورة الحسين (ع)  حسب رأي هذا الكاتب والباحث المسيحي هي الوحيدة في التاريخ البشري التي حققت الاهداف السامية وتبقى خالدة خلود الانسان الذي قامت من اجله ، واصفا هذه الثورة بانها ضمير الاديان الى ابد الدهور ، حيث وجد فيها المظلومون والمضطهدون والمقهورون من كل العقائد في ارجاء العالم الملاذ الامن ، لانها تشتمل على رغباتهم ومطالبهم في مواجهة اشكال الظلم وتحقيق العدالة .

واشار الى بعض المشتركات بين الحسين (ع) والنبي عيسي (ع) في مجال مواجهة الظلم والتضحية والفداء مشيرا الى كلام الامام حول الهدف من حركته "لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالماً وانما لطلب الاصلاح في امة جدي " بان الامام كان يلبي مشيئة الهية لم يفهما من حوله امثال اخيه ابي الحنفية الذي طلب منه عدم الذهاب الى الكوفة ولكنه اصر على الخروج لمواجهة الظلم والطغيان عالماً بمصيره ومصير اهل بيته الكرام ، معتبرا ان مصير الحسين (ع) يشبه مصير باقي الانبياء لان الهدف واحد .  

اجرى الحوار : الاخت نوري 
 
https://taghribnews.com/vdcaeinmw49n6i1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز