تاريخ النشر2021 29 July ساعة 09:40
رقم : 513309

طلال عتريسي : تونس تعاني غياب التفاهم بين القوى السياسية

تنا - خاص
يرى الخبير في الشؤون الاقليمية ان الازمة الرئيسية التب تعاني منها تونس يكمن في غياب التفاهم بين القوى السياسية البارزة في البلد وعدم طرح حلول ومشاريع من قبل هذه الاحزاب لحل الازمات السياسية والاقتصاديةالمتفاقمة للبلد .
طلال عتريسي
طلال عتريسي
وفي حواره مع وكالة انباء التقريب "تنا" اوضح طلال عتريسي ان تونس ومنذ الثورة (انطلاقة الربيع العربي) ولمدة عشر سنوات تعيش ازمات مختلفة خاصة على الصعيد السياسي فيما يخص ادارة البلد بسبب انعدام التفاهم بين القوى السياسية مما سبب الى استفحال الازمات الاقتصادية وتغيير اكثر من حكومة وفشلها لحل الازمات .  

وحول قرار الرئيس التونسي قيس سعيد يرى الخبير في الشؤون الاقليمية ان هذا القرار يعتبر بمثابة اعلان حالة طوارئ وانقلاب على كل القوى السياسية التي لم تتوصل الى تفاهم لحل ازمات البلد على كل الاصعد .

ونفى طلال عترسي اي دعم خارجي لما قام به الرئيس التونسي من انقلاب على الوضع الموجود ، مشيرا الى انقسام في المجتمع التونسي بين مؤيد ورافض لقرار قيس سعيد "الرئيس التونسي" ، حيث ايد البعض هذا القرار على انه يستند الى المادة 80 من الدستور الى جانب تأييد كتلة كبيرة من النواب واحزاب رئيسية واغلبية الشعب ، وهذا يدل على ان الرئيس سعيد في وضع جيد ، لافتا الى الشعبية الكبيرة التي يحظى به الرئيس التونسي بسبب نزاهته السياسية والاقتصادية .
 
وحول تأثير قرار الرئيس التونسي على بعض الحركات السياسية البارزة خاصة حركة النهضة الاسلامية التي تمثل الكتلة الاكبر في البرلمان ( ۵۴ مقعد من اصل ۲۱۷) قال الخبير السياسي ان هذا القرار يعتبر ضربة شديدة لهذه الحركة وبالتالي هي الخاسر الاكبر في هذا الحدث لان رئيس البرلمان هو رئيس حركة النهضة اي راشد الغنوشي .

وهل يمكن مقارنة ما حدث في تونس مع الاحداث التي جرت في مصر بعد الانقلاب على حكومة الاخوان ، يعتقد عتريسي انه لا يمكن المقارنة بين الحدث في تونس وما جرى في مصر بالاطاحة بحكومة الاخوان لان السلطة التنفيذية والتشريعية وكثير من المؤسسات الحكومية كان بيد الاخوان في مصر  ، بينما حركة النهضة هي جزء من السلطة السياسية الى جانب كثير من القوى اليسارية والعلمانية والليبرالية وقوى شعبية كبيرة مثل الاتحاد العام التونسي للشغل ، كل هذه القوى تتعارض في الافكار والاهداف مع النهضة ولكن بعضها شريكة في الحكم مع النهضة ، مشيرا الى انه حتى الجيش لا يقف الى جانب حركة النهضة .

ويؤكد طلال عتريسي ان هذا الحدث وجه ضربة كبيرة لحركة النهضة وخسارة للاسلام السياسي  وخاصة ان هذه الحركة وبعد عشر سنوات من الثورة لم تقدم اي مشروع وبرنامج لما يعانيه المجتمع التونسي من مشاكل وتحديات سياسية واقتصادية لانها غرقت في المناكفات السياسية ، ولهذا لم تستطع ان تكتسب الاغلبية في النظام السياسي الجديد .

ويؤكد الخبير السياسي في الشؤون الاقليمية ان حركة النهضة وبعد هذا الحدث المفاجئ والذي شكل ضربة لها ، تعيش هذه الحركة حالة ارباك لانها اذا قررت النزول الى الشارع فسوف تصطدم مع جهتين قوى الامن من جهة واغلبية الشعب الناقم على الاحزاب ومنها حركة النهضة من جهة اخرى ، لان هذه الاحزاب انشغلت بالصراعات السياسية فيما بينها ولم تقدم حلول لمشاكل المجتمع المتفاقمة .

واضاف عتريسي ان نزول انصار النهضة الى الشارع والمواجهة مع اغلبية الشعب المؤيدة للرئيس التونسي يعني الذهاب الى حرب اهلية ، ولكن يبدو انها لا تنوي النزول الى الشارع وتصعيد الموقف ، لافتا الى انه من الارجح ان تنصاع النهضة للواقع بانتظار الخطوات والمقترحات للخروج من هذه الازمة اما انتخابات مبكرة او تشكيل حكومة جديدة تشرف على عملية الانتخاب .

وفي الختام يرى طلال عتريسي ان هذا الحدث وضع حركة النهضة في واقع صعب لانها من جهة لا تستطيع ان تقدم اجابات للشعب ولا تستطيع ان تواجه قرارات الرئيس من جهة وثالثا لا تستطيع ان تنزل الى الشارع لانها خسرت شعبيتها .  
 
اجرى الحوار : محمد إبراهيم رياضي  
 
https://taghribnews.com/vdcawenmo49n6e1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز