تاريخ النشر2020 23 September ساعة 08:43
رقم : 476692
رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي

التطبيع ليست اتفاق سلام، وانما ارتهان كامل لهذه الدول (الامارات والبحرين) للصهاينة

تنا
أكد رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي، أن الاتفاقات التي وقعتها كلاً من الإمارات والبحرين مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ليست اتفاق سلام، وانما اتفاقات ارتهان كامل لهذه الدول (الامارات والبحرين) في الحماية الإسرائيلية.
د. محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي
د. محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي
وأوضح د. الهندي أن الجميع يعلم أن أمريكا موجودة في المنطقة ولها مصالحها، وهذه الدول (الامارات والبحرين)، جزء من المصالح الأمريكية في المنطقة، وهناك انسحاب تدريجي للأمريكان من المنطقة، بالتالي تنتقل الحماية الأمريكية للحماية الصهيونية لهذه الدول، وما الاتفاقات التي تم توقيعها إلا اتفاقات انتقال هذه الدول من الحماية الأمريكية إلى الحماية الصهيونية بامتياز وربطت مصيرها بإسرائيل، مشيراً إلى أن هذه الاتفاقيات ليس مجال للتطبيع فقط، وإنما هي إعلان عن العلاقات الدافئة بين هذه الدول والعدو الصهيوني.

وبين رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي، خلال حوار خاص مع فضائية الأقصى، أن المقصود من هذه الاتفاقات بناء محور اقليمي تقوده "إسرائيل" من أجل الحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة والتي هي مصالح "إسرائيلية" أيضاً. وأنه بالانسحاب الأمريكي من المنطقة تكون أمريكا قد خففت العبء عنها، وتظل "إسرائيل" قائدة لهذا المحور في المنطقة بأكملها.

وأوضح أن التحديات الموجودة الان أمام هذا المحور (الإسرائيلية الخليجية)، وبشكل مكشوف وواضح هي أن تضع عدوا جديداً في المنطقة بدل "إسرائيل"، والان العدو الجديد هي ايران، والإسلام السياسي، وأخيرا تركيا، وهدفه منع أي دولة في المنطقة تحاول النهوض والاستقلال، وإضعاف الجميع في المنطقة ليكون البقاء لإسرائيل، حتى الدول في هذا المحور ستكون ضعيفة أمام "إسرائيل" وستبقى بحاجة لها.

وعن ادعاء حكام الإمارات بأن الاتفاق الذي وقعوه يأتي لخدمة الفلسطينيين، أوضح الدكتور الهندي أن الإمارات لم تحارب يوماً عن الشعب الفلسطيني كما لم تدعمهم في أي موقف، وأن ما حدث من اتفاق هو اعلان التطبيع المستمر منذ سنوات طويلة، وأن التحجج بأن ما أقدمت عليه هو قرار سيادي غير صحيح، لأن القرار السيادي لا يمس مصالح الآخرين، وحقوق الشعب الفلسطيني، مشدداً على ان اتفاقات التطبيع تمس الحقوق الفلسطينية، كما أنه تدخل سافر في الشؤون الفلسطينية الداخلية، لأن الشعب الفلسطيني ليس بحاجة لمن يتحدث باسمه، ولقه من يمثله ولا أحد يسأله به، لتأتي دولة تقول أن هذا الاتفاق جاء من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني.

وأشار الدكتور الهندي إلى أن اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، ليس بهذه الفجاجة، وهو اتفاق يتناقض مع الشرعية العربية وتناقض مع قرارات الشرعية الدولية والقمم العربية والاسلامية، ليقول هذا الاتفاق أن صفقة ترامب هي الأساس.

وعن عدم إدانة الجامعة العربية للتطبيع، قال د. الهندي:" في اتفاق كامب ديفيد 1979م الذي أبرمته مصر مع إسرائيل، كان العرب جسم عربي محصن بالجامعة العربية وطردوا مصر منها على خلفية الاتفاق، أما الآن هناك اختراق ومنذ سنوات يتم البناء عليه، هناك دعوة باسم الابراهيمية تمرر في الدول الخليجية خاصة، والحديث وكأنه دين جديد، اسمه الدين الابراهيمي، الذي يحتوي على "كنيسة ومعبد يهودي ومسجد"، وكأن هذا الاختراق للشعوب المسلمة والشعوب العربية، بعدم وجود فروق بين الأديان، وأنه لا قدسية لمكان ، كالقدس ولن نتفاجأ أن تصبح مكة والمدينة غير مقدسة.

وأكد، أن الحديث عن "الابراهيمية" بمعنى أن الجميع أبناء إبراهيم، فأنت تٌلغي قدسية المدن وأن تمحو الهوية العربية والاسلامية. لافتاً إلى أن هناك مقام يبنى في الامارات منذ فترة باسم الابراهيمية وسيتم افتتاحه في العام 2022م.

وأوضح أنه عندما يتساوى الجميع باسم "الابراهيمية" يكون من السهل جدا التخلي عن القدس، والهوية الدينية والهوية القومية باهتة ويصبح المجتمع قابلاً للاختراق، وهذا الخطير جداً.

وعن دعوات نشطاء إماراتيين وخليجيين برغبهم في زيارة "إسرائيل"، قال:" نحن نرى التفه من الناس والساقطين والمستلبين، يخرجون في وسائل إعلام مختلفة ليبشروا بالرواية الاسرائيلية ويتبنوها لهذا الصراع، ويطعنوا فلسطين، وهو أمر لم يحدث في الاتفاقات السابقة في اشارة لاتفاق كامب ديفيد، مشيراً إلا أنه بعد 40 عاماً من الاتفاق لم نر مصرياً يحمل العلم الاسرائيلي ويلوح به، بينما في الامارات بعد أربع ساعات شاهدنا أطفال الإمارات يرتدون العلم الإسرائيلي.

دول عربية أخرى ستطبع العلاقات

وحول عدم إدانة الدول العربية للاتفاق، أوضح د. الهندي أن هذا الموقف العربي يعكس أن هذه الدول العربية مرهونة، ودول منهارة، ويعكس عدم الادانة الانهيار والرعب الرسمي العربي مقارنة بعد عام 1979م، ويوضح موقف العرب أنهم إما ضعفاء أو منحرطون في علاقة غرام مع "إسرائيل"، مستدركاً أن البعض يعلن موقف كموقف الرئيس الجزائري من التطبيع، وكذلك موقف الرئيس التونسي، ومواقف من قوى شعبية في الخليج وخاصة في الامارات والبحرين، ومواقف محترمة وقوية لشخصيات تعبر عن نبض حقيقي للشعب الفلسطيني، معتقداً أن "اسرائيل" لم تحقق انجازاً في هذا الاتفاق. مؤكداً أن الشعوب العربية والاسلامية قلبهم ينبض مع فلسطين والقدس.

وأضاف، أنه في حال انضمام دول عربية أخرى للمسار التطبيعي، فلن يغير من الواقع شيئاً ، لأن هذه ليست دول، وإنما أنظمة بعضها يخشى شعوبها وبعضها يخشى "إسرائيل" وأمريكا.

وأكد الدكتور الهندي، أن التعويل هو على الشعوب، رغم أن الظروف صعبة والشعوب مطاردة من هؤلاء الأنظمة، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني في المرحلة السابقة كان يعول على الأنظمة ونفسه، ولكن اليوم هناك تطورات في المنطقة ، ويجب أن نرى الصورة كاملة، بأن هذا التحالف الذي يبنى في المنطقة وتقوده "اسرائيل"، هو قائم ضد أي نهضة لأي دولة واستقلال أي دولة حقيقية، مشيراً إلى ان العدو عندما يريد مد نفوذه في شرق المتوسط والبحر الاحمر ، وتتفجر صراعات الموانئ، فإن الهدف دول أخرى كباكستان وايران.

ولفت الدكتور الهندي، إلى أن هناك دول عربية قوية ومهمة في المنطقة ستضرر من الاتفاق، في ظل الحديث عن مشروع لإحياء مشروع الطاقة على حساب قناة السويس، وبذلك سيتضرر الاقتصاد المصري. وربما يصل الأمر للأردن عندما تنتزع منه السيادة عن الأقصى وتصبح بيد الاحتلال "الإسرائيلي" وهي تتحكم فيمن سيصلي من المسلمين بالأقصى.

الرهان على الشعب الفلسطيني لمواجهة المؤامرة

وأكد الدكتور الهندي، أن الرهان على هذه المؤامرة هو على الشعب الفلسطيني، وعلى الشعوب العربية والاسلامية، وما لم ينهض الشعب الفلسطيني لن تنهض المنطقة، لافتاً إلى أنه عندما تم توقيع اتفاق أوسلو كان مبرراً للشعوب أن تهدأ وتنتظر.

وشدد على أن المسؤولية على الشعب الفلسطيني مهمة إفشال المؤامرة لأنه المستهدف الاول في هذا السياق، مؤكداً قدرة الشعب الفلسطيني على إفشال هذه الحالة. مستدركاً أنه يجب تقييم المرحلة السابقة واستخلاص العبر، لأن اتفاق أوسلو انتهى بصفقة القرن، ولا نتعلق بأوهام كبيرة كما تعلقنا بأوهام في السابق بأن الادارة الامريكية راعية السلام. وأنه لا بد من مغادرة سياسية الانتظار والمبادرة بخطوات حقيقية على الأرض مسألة مطلوبة.

وأكد على أن الشرعيات جميعها انتهت، ولم تذكر حتى هذه الاتفاقيات لا شرعية دولية ولا مبادرة عربية ولا مفاوضات مع فلسطين، ولا دولة فلسطينية، وما ذكر في هذا الاتفاق (اتفاق التطبيع) فقط خطة ترامب (صفقة القرن)، ولا يوجد شيء آخر، واسرائيل تقوم بالضم متى تشاء، والدولة الفلسطينية ما تبقى منها سيطلق عليها دولة، بشرط اربعة سنوات اختبار.

الأمر الذي يتطلب عدم التعلق بالشرعية الدولية والمبادرة العربية، والاتفاقيات السابقة مع السلطة انتهت ولم يبق شيئ، وهذه كلها حقائق يجب البناء عليها رؤية وطنية فلسطينية تواجه المؤامرة.

وعن دوافع اجتماع الامناء العامين للفصائل من قبل رئيس حركة فتح محمود عباس، أوضح د. الهندي أن مشروع أوسلو وصل لنهايته المأساوية، وهو مشروع بائس وانتهى لنهاية بائسة بصفقة القرن.

وقال :" إن المطلوب فلسطينياً بعد أن وصلت السلطة لطريق مسدود، وحدة الموقف الفلسطيني وهو ما تم من الاتفاقات كافة، سواء صفقة القرن، أو خطة الضم، أو التطبيع العربي مع اسرائيل، وهذا يفترض أن يعكس شراكة في الميدان، لأن الشعب الفلسطيني مل من الشعارات.

وأضاف، أن المطلوب بناء اجماع وطني فلسطيني في مواجهة المحتل، بمعركة طويلة الامد، يجب أن تكون معركة بعيدة عن التكتيكات المؤقتة وعنوانها تفعيل المقاومة الشعبية، وبقية اللجان التي اتفق عليها اجتماع الامناء العامون. لافتاً إلى أن الجميع اتفق على بناء الوحدة الفلسطينية، وهو قائم على أساس أننا في معركة ومرحلة تحرر وطني.

وأوضح، أن المقاومة الشعبية سينخرط بها الشعب الفلسطيني وهي قائمة على الحتكاك مع نقاط العدو في الضفة الغربية لإعطاء المقاومة الشعبية زخماً ، موضحاً أن حركة الجهاد الإسلامي تؤمن بالمقاومة المسلحة أساس في مواجهة العدو، وقبلت بالمقاومة الشعبية لما تحظى به من اجماع وطني.

وأشار إلى أن الانتفاضة الأولى كانت الاسلحة عبارة عن حجارة في مواجهة العدو، أما اليوم فهناك صواريخ قادرة على قصف تل أبيب.


/110
https://taghribnews.com/vdcdn90oxyt0596.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز