أعتبر الشيخ الدكتور عبد الفتاح البزم مفتي العاصمة السورية دمشق ومدير معهد الفتح الاسلامي في حديث خاص لوكالة أنباء التقریب (تنا) أن أبرز التحديات التي يواجهها المسلمون في الوقت الراهن هو تمزيق صفهم والسبيل الى التصدي لهذه التحديات واحتوائها يبدأ بعلماء المسلمين اذ ينبغي أن تكون هناك ارادة حقيقية راسخة في نفوسهم بضرورة الاجتماع تحت مظلة واحدة، فاذا اجتمعت الخاصة بصدق فان اتباعهم يجتمعون أيضا.
وتابع قائلا: هذا أعظم رد على التحديات التي ما زال أعدائنا منذ عقود بل منذ قرون يخططون لها، فاذا أردنا أن نفوت الفرصة على الأعداء فلنفتح قلوبنا لبعضنا ولنتقي الله في بعضنا، وبخصوص تقييمه للثورات التونسية والمصرية والليبية والبحرينية قال الشيخ البزم: أنا مع الحق ومع ارادة الشعوب ولكن أرجو الله أن تكون هذه الثورات نظيفة في داخلها وظاهرها وأن لا تمتد اليها يد خبيثة توجهها الى مصالح أعدائنا، لأن الثورة أمر محمود بأن يطالب الشعب بحريته ولكن نخشى أيضا من الغوغائية التي ربما تقودها الى اتجاهات لا ترضي الأمة، أما لو توجت بالعقل الراشد والقرار السديد والعمل المخلص والتخلص من أهواء النفس والأنانيات وتقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة انشاء الله تكون هذه الثورات منتجة وتعيد الحق الى نصابه وتجتمع الشعوب تحت قيادة مخلصة له ولأمته.
وأشار الى المؤتمر الرابع والعشرين للوحدة الاسلامية الذي شارك فيه منوها الى أنه يأتي بعد سلسلة من مؤتمرات من أجل التقريب والوحدة الاسلامية عقدت في العديد من الدول وأعتبر أن سبيل تحقيق أهداف المؤتمر يتمثل في الانتقال من عالم الخطابات والشعارات والمودات الظاهرة الى عالم القلوب المخلصة لله سبحانه وتعالى، وأن نتذكر جميعا أن ربنا واحد ونبينا واحد وقرآننا واحد واسلامنا واحد وقبلتنا واحدة ونتجنب المواقف الجانبية التي تنتهي الى التفرق المذهبي ونرجع الى الثوابت التي تجمعنا كلنا في ظل الاسلام وما تركنا عليه نبينا صلى الله عليه وآله وسلم.
وأضاف قائلا: لقد ترك لنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرين ما أن تمسكنا بهما لن نضل ابدا وهما كتاب الله وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، لذلك أدعو الله بقلب حاضر أن يجمع كلمة هذه الأمة وأن ننتقل من وحدة المؤتمرات الى وحدة الصف في حمل كلمتنا بشكل صادق فقد تداعت علينا الأمم كما أخبرنا النبي في حديث شريف، مما يستدعي تفويت الفرصة على أعدائنا من خلال جمع كلمتنا ووحدة صفنا.
