تاريخ النشر2019 6 January ساعة 23:04
رقم : 392857

حسين رويوران : بعد فشل سياساتها ، امريكا تنوي اعادة استراتيجيتها في المنطقة

تنا – خاص
أكد الخبير في شؤون الشرق الاوسط حسين رويوران ان الوضع الامريكي في المنطقة العربية مأزوم وان سياسة واشنطن فشلت في كل من افغانستان والعراق وسوريا ، ولهذا فاليوم هي تفكر في اعادة استراتيجيتها في المنطقة .
الخبير حسين رويوران
الخبير حسين رويوران
وخلال حواره مع وكالة انباء التقريب "تنا" اشار رويوران الى تخبط السياسة الامريكية في المنطقة بدءً من افغانستان والى العراق وسوريا واليمن وانها تتبع سياسة غير منسجمة في تعاملها مع دول المنطقة .

وفي هذا الخصوص اوضح الخبير الايراني ان امريكا تفتقد الى استراتيجية واضحة المعالم في المنطقة ما عدا سياستها تجاه الكيان "الاسرائيلي" فانها صريحة وواضحة في مواقفها وهو الحفاظ على هذا الكيان المحتل . اما بالنسبة في تعاملها مع سائر دول المنطقة فقد فشلت جميع سياستها ومخططاتها حيث نرى اليوم وبعد 16 عاما من احتلال افغانستان بهدف محاربة الارهاب وعودة الامن هناك لم تحقق اي انجاز في هذا المجال مما يدل على ضعف الادارة الامريكية وعدم كفائتها في ادارة الازمة الافغانية .

وحتى بالنسبة للعراق يرى رويوران ان امريكا قد فشلت في ايجاد نظام عراقي ذيلي له بعد سقوط النظام البعثي البائد لانه واجه عدم قبول لتواجده على الارض العراقية من قبل ممثلي الشعب والكتل السياسية حيث اضطر الى الخروج من العراق عام 2011 .

وللتعويض عن فشلها في العراق تحاول الولايات المتحدة مرة اخرى العودة الى الارض العراقية ، حسب ما اكده الخبير في شؤون الشرق الاوسط حسين رويوران ، مشيرا الى موجة من المعارضة في الاوساط السياسية والشعبية لفرض واقع جديد من قبل امريكا على العراق .

واشار رويوران الى الفشل الامريكي الاخر في سوريا حيث حاولت اسقاط النظام هناك بالتعاون مع حلفائه الغربيين والاقليميين والذي كلف الادارة الامركية اكثر من 150 مليار دولار.

وتابع الخبير الايراني ان كل محاولات امريكا من خلال تعاونها مع الانظمة الرجعية في المنطقة وتأسيسها لجماعات ارهابية لتغيير الخارطة السياسية في المنطقة بائت بالفشل ولهذا قررت اعادة النظر في استراتيجيتها ، مؤكدا ان الانسحاب من بعض دول المنطقة يكشف :

اولاً : حالة التخبط في السياسة الامريكية .

ثانياً : ايجاد مهلة زمنية لاعادة ترتيب الاوراق وايجاد استراتيجية جديدة في المنطقة .

الموضوع الاخر الذي طرحناه مع الخبير حسين رويوران هو تنبؤات بعض المراقبين من هذه الانسحابات بالجملة والتي شملت سوريا وافغانستان والصومال وقرارها لانهاء الحرب في اليمن ، حيث يرى هؤلاء ان الهدف من كل ذلك هو تركيز الجهود الامريكية لضرب ايران والسماح للكيان الغاصب ضرب حزب الله ، فقال رويوران ان امريكا لن تستطيع انتخاب الخيار العسكري في مواجهتها مع ايران لان هذا البلد ليس من جمهوريات الموز لكي تستطيع امريكا ان تقرر الهجوم عليها بسرعة اولا ، وثانيا فشل الخيار العسكري في افغانستان والعراق وسوريا .

وفي هذا السياق اشار رويوران الى الواقع الاقتصادي الامريكي المزري في الوقت الحاضر مقارنة عما كانت عليه عام 2003 عندما احتلت العراق حيث كان اقتصادها قوي بينما اليوم فقد وصلت الديون الامريكية الى 21 الف مليار دولار اضافة الى الثمن الباهظ الذي كلفها خلال الـ 17 عاما بسبب تدخلها في شؤون المنطقة والذي وصل حسب اعتراف ترامب الى 7 الاف مليار دولار دون ان تحقق كثير من خططها التي رسمتها للمنطقة ، ولهذا يؤكد رويوران ان اي هجوم على ايران سيكلف الولايات المتحدة اضعاف هذا الرقم .

وفي هذا الخصوص حذّر الخبير الايراني من مغبة اي هجوم امريكي على ايران لانه سيعرض قواته في المنطقة والبالغ عددهم نحو خمسين الف جندي الى الخطر ، ولهذا يرى رويوران ان امريكا لا تمتلك زمام المبادرة على الصعيد الامني والعسكري في مواجهة ايران ، ولهذا السبب اتخذت قرار العقوبات الاقتصادية ضد الجمهورية الاسلامية .

واكد ان بامكان امريكا ان تبدأ الحرب ضد ايران ولكن انهاء هذه الحرب سوف يكون بيد طهران وليس واشنطن .

واما بالنسبة الى الهجوم الاسرائيلي على حزب الله كما يروّج له تبنؤات بعض المراقبين والذي يراه رويروان بانها حرب نفسية ليس الا ، فانه استبعد مثل هذه الحرب كذلك لانها سوف تنهي الوجود الاسرائيلي بسبب ما يملكه الحزب من قدرات عسكرية ووقوع جميع نقاط الكيان المحتل في مرمى نيران صواريخه .

وفي هذا الشأن اشار الى تحليلات وتقديرات الاسرائيليين خاصة ما يعرض في مؤتمر "هرتزل" الاستراتيجي الصهيوني خلال السنين الاربع الماضية والتي تقول ان بامكان حزب الله ان ينال من كل شبر من الارض الاسرائيلية "فلسطين المحتلة" ، معتبرة ، هذه التقديرات ، بان حزب الله يشكل تهديد وجودي للكيان "الاسرائيلي" .

أجرى الحوار : محمد إبراهيم رياضي  
https://taghribnews.com/vdcdkx0s5yt0nj6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز