تاريخ النشر2010 4 November ساعة 10:16
رقم : 30222
حطيط لوكالة أنباء التقريب (تنا):

القرار الاتهامي والمحكمة الخاصة اداتان للتدخل الأميركي في لبنان

وكالة أنباء التقريب (تنا)
اميركا لم تعد تستطيع صبرا على الواقع في لبنان و هي ترى مواقعها تنحسر و نفوذها يتراجع و ادواتها تنهار، و يكفي على سبيل المثال النظر في صورة التحقيق والمحكمة الدولية التي لم يكن احد في البدئ يجرأ على رفضها او انتقاد مجرياتها، او الامتناع عن التعاون معها، او حتى التلميح بعدم دستوريتها
العميد المتقاعد الدكتور امين حطيط (ارشيف)
العميد المتقاعد الدكتور امين حطيط (ارشيف)


علق العميد المتقاعد الدكتور امين حطيط في حديثه لوكالة انباء التقريب (تنا) على الملف اللبناني والتدخلات الامريكية وقال: ان هذا الامر بات امرا يقينيا واميركا تتخذ من تلفيق "القرار الاتهامي " و" المحكمة الخاصة بلبنان" اداتان للتدخل الرئيسية على الساحة اللبنانية لملاحقة المقاومة واجتثاثها، بعد ان فقدت احتكار القرار السياسي، و فشلت في القوة العسكرية، وأضاف حطيط قائلا: تريد امريكا اليوم اشغال لبنان بفتنة تضرمها عبر اتهامها المقاومة الاسلامية بقتل رفيق الحريري، ما يتيح لاسرائيل ان تقضي عليها "بايام كما يقول فيلتمن". 

وحسب حطيط يبدو ان اميركا لم تعد تستطيع صبرا على الواقع في لبنان و هي ترى مواقعها تنحسر و نفوذها يتراجع و ادواتها تنهار، و يكفي على سبيل المثال النظر في صورة التحقيق والمحكمة الدولية التي لم يكن احد في البدئ يجرأ على رفضها او انتقاد مجرياتها، او الامتناع عن التعاون معها، او حتى التلميح بعدم دستوريتها، اما اليوم فقد اتخذ
قرار بمقاطعة التحقيق من قبل من تستهدفهم اميركا بتلفيقها، ما ادى الى تعطل التحقيق، و فشلت كل الضغوط بتمرير تمويل المحكمة في مجلس النواب و هو ما يفسر ضمنا برفض نيابي لهيئة انشئت خارج موافقة المجلس، و تحرج اميركا ادواتها في ملف شهود الافتراء و الكذب و المسمى "شهود الزور"، الملف الذي اذا فتح بنزاهة و تجرد، لأفضى الى كشف كل المؤامرة على لبنان منذ القرار ١٥٥٩ ، و يبقى ان نشير الى الاصوات التي باتت تطالب مجلس النواب باعلان عدم دستورية المحكمة الدولية و تنصل لبنان صراحة منها لانها تخالف دستوره.

واشار حطيط الى أمران تخشاهما اميركا اليوم : فتح ملف شهود الزور، و احتمال اسقاط المحكمة في مجلس النواب. و حتى لا يقع المحظور، يبدو ان اميركا تسرع وتيرة العمل في "وكالة جمع المعلومات الدولية " المسماة المحكمة الخاصة بلبنان، لاستثمارها قبل سقوطها و هي في ذلك تعمل على خطوط عدة:
- الاول تجميد ملف شهود الزور و عدم احالته الى القضاء اللبناني المناسب و الجدي (المجلس العدلي) - الثاني التسريع في جمع اكبر قدر ممكن من المعلومات عن المقاومة و جمهورها وصولا الى دراسة معدل الانجاب والخصوبة لدى رجال المقاومة !!! و الوقت المتوفر لهم للمبيت مع
نسائهم، فضلا عن الطاقة الشبابية والعمالية و المالية و الاجتماعية و الحالة المعنوية.
- الثالث و هو الاهم، يتجسد بالضغط على بليمار لاصدار القرار الاتهامي الموضوع بصيغته النهائية منذ شباط ٢٠٠٨ 

و يبدو ان اميركا تراجعت اليوم عن وعدها للفرنسيين و للسعوديين بتأخير الامر الى اذار  اذا اقتضى الحال او الى تموز من العام ٢٠١١، لانها ترى ان التأخير لن يبقي للقرار قيمة و لن يؤدي عندها الغاية منه، لان التأخير يعطي فرصة لحزب الله لتعطيل المفاعيل كلها بما في ذلك الفتنة، خاصة و انه نجح في هجومه الاستباقي الذي بدأه في تموز الماضي، نجح و في اقل من ٤ اشهر في فضح المحكمة و تعطيل الانحراف في التحقيق، و قلب الوضع ليكون هو في موقع هجومي من باب ملف شهود الزور. اميركا اذن لن تستطيع صبرا يتجاوز كانون الاول المقبل،و تسير قدماً متكئة على ادواتها في لبنان.

وحول التحديات التي ربما تواجهها المقاومة وحلفائها اذا صدر القرار الظني اجاب حطيط قائلا: من البديهي القول ان احدا من جمهور المقاومة لن يسلم راس المقاومة لاميركا، و ان المعني بشأن الدفاع عن مقاومته جهز لكل مأزق حلا، فاذا كانت اميركا تريد الفتنة و النار في لبنان و لا يهمها ان "انقسم الجيش او دمر الوطن" من جراء عدالة زائفة كاذبة تلفق هي و اسرائيل فصولها، فان
الوطنيين من اهل المقاومة و جمهورها لن يسمحوا للفتنة ان تقع و هم يحاولون منع اسبابها، و ان لم يستطيعوا فانهم سيحاولون منع انفجارها، ولكن اذا فشلوا في ذلك فهم لن يفشلوا باخماد نارها و حسم الوضع الميداني ؟! وبالحسم يتغير كل شيء، لان تغيير المشهد الميداني سيكون مستتبعا بتغير المشهد السياسي.

وحول ما اذا كانت اميركا مستعدة لدفع الامور الى مرحلة تعريض حلفائها في لبنان الى الخطر قال الدكتور حطيط، اللبنانيون لن يقبلوا حكاما ارتضوا ان يكونوا اداة لاميركا لقتلهم و تدمير بلدهم بعد ان اغرقوه بالديون، اما القول بالعدالة فاعتقد ان احدا لا يصدقهم في ادعائهم و كيف نصدق من اخرج قاتل رشيد كرامي من السجن و هو المسلم السني رئيس وزراء لبنان القائم باعباء وظيفته، و يطالب اليوم بمعرفة الحقيقة المتعلقة بقتل رفيق الحريري.

ونوه حطيط الى أن اميركا تسابق الزمن لاحداث الانفجار "المدمر للمقاومة " برأيها، بينما شعب المقاومة و قادتها يعملون ما بوسعهم لرد العدوان عن مقاومتهم، فهل تحصل المواجهة في كانون الاول المقبل كما توحي الحركة الاميركية، ام ان في الامر تهويل فقط ؟ لازالت اميل الى الاحتمال الثاني. لاني كما ارى في الحديث عن حرب على غزة في كانون الاول تهويلاً، ارى الحديث حتى الان مشابه له في لبنان.

حوار: لقاء سعيد



https://taghribnews.com/vdcauune.49nwu1kzk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز