تاريخ النشر2010 11 October ساعة 10:14
رقم : 27942
عبد الرزاق المونس في حوار مع التقريب :

نشر ثقافة التقريب من على المنابر ووسائل الاعلام

الشيخ عبد الرزاق المونس من سوريا يقترح اغلاق جميع منافذ الفتنة وابعاد المتطرفين والمنحرفين واصحاب الاغراض المريضة وعدم السماح بتدخل الاجانب في شؤون الدول الاسلامية .
الشيخ الدكتور عبد الرزاق المؤنس معاون وزير الأوقاف سابقاً (السوري )
الشيخ الدكتور عبد الرزاق المؤنس معاون وزير الأوقاف سابقاً (السوري )

وكالة أنباء التقریب (تنا )
أجرى مراسل وكالة أنباء التقریب (تنا) في دمشق الحوارالتالي مع  الشيخ الدكتور عبد الرزاق المؤنس معاون وزير الأوقاف سابقاً:

س- ماهي العوامل التي تشجع التقارب بين المذاهب الإسلامية  وتعزز الوحدة بين المسلمين ، وما هي سبل دعم هذه العوامل وتنميتها؟ 

ج -  التلاقي بين كبار ممثلي تلك المذاهب على مصداقية من الاحترام وتبادل الآراء وطرح المقترحات والمشكلات مع حلولها ، وإقامة ندوات ومؤتمرات علمية وحضارية بمنظور غير محلي وغير مذهبي يتبنى أفكار التقريب والغيرة عليه.

س-ما هي عوامل التفرقة  والتباعد بين أتباع المذاهب المختلفة ؟ وكيفية معالجتها ؟

ج-  الانتباه إلى إغلاق جميع منافذ الفتنة القائمة أو المتوقعة وخصوصاً عند صغار المنتسبين لتلك المذاهب والإحاطة بالإعلاميات التي تغذي التفرقة ورصدها، ومن المهم أيضاً تربية الأجيال الأولى والثانية لتلك المذاهب عبر مناهج التدريس والتربية على ثقافة احترام الآخر.

س-ماهي ـ في رأيكم ـ الخطوات العملية لجعل مسألة التقارب والوحدة بين المسلمين واقعاً ملموساً وليس مجرد أفكار نظرية؟ 

ج -إن الخطوات العملية هي تشجيع العلم والثقافة وتنقية التاريخ من الانتحالات التي أساءت إلى مختلف المذاهب وخرجت عن مستوى الاختلاف العلمي والفقهي إلى الخلاف الشخصي والسياسي والمصلحي الدنيوي ، وإعادة التوضيح إلى أن أئمة المذاهب السابقين كانوا متفقين في الاحترام والمحبة ومصلحة الأمة وليس كما شوّه أنصاف العلماء والدخلاء فيما بعد واستغِلّوا من قبل أعداء الأمة ،ومن المفيد في هذا الشأن وما بعده من خير القيام للتوضيح والتودد بزيارات متبادلة ونافعة ومنهجية نحو الآخرين ودعم مواضيع الالتقاءالأساسية للأمة وتوحيد الاهتمام والجبهات نحو العدو المشترك.

س- في رأيكم هل أن طرح المسائل الخلافية ومناقشتها على الملأ ، يساعد على التقارب والتآلف أم على العكس من ذلك يؤدي إلى الفرقة والتباغض والتباعد بين المسلمين؟

ج - إن طرح المسائل الخلافية اليوم لا جدوى منه ، خلاف ما كان عليه الأمر في القرون الأولى الخيرة لأن رجال العلم والبحث والاختلاف ، كانوا في الماضي على بينة من الأصول الأولى للدين والفقه وكانت خلافاتهم في الآليات والأساليب والمصطلحات وليست في المضمّنات والأهداف وهذا لا يتوفر اليوم ولم يعد له وجود فضلاً عن أن الآثار المؤذية التي صنعها الدخلاء والمنافقون على تلك المذاهب قد أصبحت منظورة مذكورة أمام أعين الأتباع للمذاهب على اختلاف مشاربهم ومستوياتهم ،فمن الحكمة اليوم عدم إيقاظ مظان الخلاف هذه وخصوصاً تلك التي كانت مثار فتنة في الماضي حتى لا نصنع لأعدائنا ولا للمستكبرين منافذ تعينهم على اختراق أمة الإسلام.

س - ماهي واجباتنا ـ كمسلمين ـ في مواجهة مخططات أعداء الأمة الإسلامية لبث الفرقة والبغضاء بين المسلمين بهدف السيطرة عليهم ونهب ثرواتهم ومقدراتهم ، وبالتالي تفويت الفرصة عليهم وعلى مآربهم ومخططاتهم؟

ج - إن اتفاق المسلمين من كل المذاهب والإتجاهات ضد أي خرق أو مسيس سوءٍ لأي شخص في الماضي أو في الحاضر يمثل أي مذهب اسلامي إلا إذا كان هناك مجاهرة واضحة في سوئه وخطئه ثم إقامة الندوات والملتقيات والإستضافات الثقافية والعلمية للمذاكرة في طرح أفضل الأساليب والطرق لمواجهة مخططات أعداء الأمة الإسلامية وتحديد نقاط التفرقة والبغضاء التي يمكن أن نضعفها ونعطل فعلها بما يلي:
أولاً : توفير جميع فرص البحث والعلم والتعليم وتوجيهها بحيادية
ثانياً : تقوية خلفيات الإيمان بالله رب العالمين والتقوى المخلصة وأننا أصحاب دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ولا سيطرة لنا على نفوس الناس ولا على اختياراتهم
ثالثاً : العناية بالأسوة الحسنة في العلماء والدعاة الذين يبلغ لسان أخلاقهم وحبهم وإخلاصهم وحالهم من السحر والتأثير في الناس ما لا يبلغه لسان المقال....
كذلك السعي لإقامة توافق علمي دعوي إسلامي مع المعنيين من الدول الإسلامية وطمأنة من يلزم إلى عدم تأثير ذلك في سياساته وذلك لكسب الدعم أو لتحقيق الاستطاعة في النهوض بتلك الإهتمامات عبر مشاركة المهتمين من تلك الدول الإسلامية.



س -من المعلوم أن الفتاوى التكفيرية تؤدي إلى الفرقة والعداوة بين المسلمين ، ما هي  سبل معالجة هذه الظاهرة الغريبة على الأخلاق الإسلامية السمحاء ومكافحتها والحد من تأثيراتها السلبية؟

ج -يكون ذلك في إقامة مؤتمرات لبحث شؤون الفتوى وأهلية أصحابها ومستوى أداء مهماتهم وقدراتهم والإلحاح على منع من يتصدون للفتوى من الأدعياء أو المغرضين أو المأجورين ومن المفيد في دعم ذلك التنسيق والمؤازرة مع وزراء الخارجية والثقافة والإعلام ...

س -كيف نتعامل مع المسائل الخلافية فيما بين الدول الإسلامية؟ وكيف يمكن تقريب وجهات النظر حول قضايا الساعة كفلسطين والعراق ولبنان والسودان وأفغانستان وغيرها ؟ وهل من الممكن توحيد (أو تقريب) الاراء بين هذه الدول حول المصالح المشتركة ؟ وكيف ذلك؟


ج -  عدم السماح بتدخل الاجنبي في شؤو ن الدول الاسلامية لانه لا ثقة باي جسم غريب على جسم هذه الامة واحباط مؤامراتهم ومخططاتهم التفريقية , وعدم الانجرار وراء مكرهم ومشاريعهم التي تهدف السيطرة والهيمنة على مقدراتنا . الى جانب ذلك لا بد من اليقطة والتعقل والتوحد في المواقف بين الدول الاسلامية  المهم جداً على الدول الإسلامية أن تحل مشكلاتها فيما بينها .

وإذا حصل أي خلاف أو مشكلة فلا يجوز أن تظهر على سطح الأمة  ، وهنا لابد من تعزيز وجود منظمة إسلامية أو أية جهة مرجعية لتكون هي المعنية عند اللزوم لمعالجة الأزمات وإيجاد المخارج والحلول .
إن تحقيق ما سبق يمكن - بإذن الله- أن يكون مدخلاً مهماً لتأسيس شراكات سياسية واقتصادية وعلمية حضارية عامة تتدرج عبرها العلاقات التي تُطمئن دولاً إسلامية أخرى للإنضمام بعضها إلى بعض لتتكامل مع جسم الأمة الإسلامية كلها .

س -هل لديكم اقتراحات وآراء لتعزيز عمل (المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب) ودعم نشاطاته لتحقيق أهدافه المرجوة؟

ج - انتخاب الأكفاء من الدعاة والمفكرين والعلماء من  أصحاب الحيوية والمرونة والإنفتاح وأصحاب النفوس الطيبة والعقول الواعية ليكونوا أعضاء مؤثرين في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب على مستوى لجان مركزية وفرعية في الدول الإسلامية للتنسيق والمتابعة مع اقتراح ما يتناسب مع تلك البيئات والدول من برامج واجتهادات ،ثم أن يسعى المجمع العالمي للتقريب إلى إقناع الجهات المهمة في الدول الإسلامية بدوره في تحصين المسلمين والمواطنين من أية فتنة أو خلافات حادة يرصدها أعداؤهم فيهم بغية بث الفرقة والعداوات , ونشر ثقافة التقريب من خلال المنابر ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة بين عامة الناس .  

س -هل لديكم ما تضيفونه على ما تقدم؟

ج - أولاً:يمكن تحقيق فعالية التقريب المطلوب وامتداد دوره بأن تتم مراجعة ماسبق من إصدارات ومن مشاريع في هذا الشأن ومن مؤتمرات تقريب لتدارك السلبيات والعناية وتقوية الإيجابيات مع إمكان إشراك غير المتدينين المتخصصين من الفئات المثقفة والعلمية والإقتصادية والسياسية ليدلوا بمقترحاتهم في كل ما سبق وبآرائهم وملحوظاتهم فقد يوجد في السواقي ما لا يوجد في البحور !...
ثانياً:العمل والتنسيق مع وزراء التربية لإعادة النظر في المناهج التعليمية وخصوصاً الشرعية لإدخال أدبيات التقريب وتقبل الآخر على ضوء كتاب الله تعالى والهدي النبوي الحكيم .
ثالثاً : إحياء أدبيات الاحترام والتعظيم والتثقيف في فهم تراجم آل البيت الأطهار والصحابة الأخيار ومن بعدهم وما كان بينهم من احترام ومودة وتقدير مع بيان أن أكثر الخلافات كانت لظروف سياسية حملها مغرضون ومتأسلمون وذلك لفهم أن أي خلاف فيما بين أتباع بعض المنتسبين لتلك المذاهب إنما كان في إطار الاحترام وفي حالات طارئة وليس ناشئاً بسبب تلك الاختلافات.
رابعاً:من المهم جداً في الاجتهادات الدينية الجماعية والاجتهادات العلمية والكونية تربية العقول والنفوس بحرية وحيادية وأن تنصرف إلى ما يعنيها وأن تترك ما لا يعنيها وأن الودّ قضية متفق عليها بين أبناء البشر جميعاً فكيف بالمسلمين ،وبأن الخلاف لا يحق له أن يفسد أي شيء من هذا الودّ ولا من احترام الإنسان لأخيه الإنسان والسلام عليكم.


اجرى الحوار : ناصر الحكيمي \ دمشق
https://taghribnews.com/vdcf01d0.w6dejaikiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز