تاريخ النشر2010 21 August ساعة 11:27
رقم : 23923
محلل سياسي قطري لوكالة أنباء التقريب (تنا)

رائحة البارود والمؤامرات تنبعث منذ سنوات في المنطقة

هناك امور أخرى تقف خلف الكواليس هي التي تدفع بالتوجه الحميم والرغبة الدفينة بالانتقام من المشروع النووي الايراني
جابر الحرمي
جابر الحرمي
خاص بوكالة أنباء التقریب (تنا) -
قال جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية في حوار خاص مع وكالة أنباء التقریب (تنا) لا تنبعث رائحة البارود هذه الأيام من المنطقة وحسب وانما رائحة البارود والمؤامرات تنبعث منذ سنوات في المنطقة وللأسف الشديد فان المنطقة شهدت تدخلات أجنبية وشهدت مؤامرات من قبل الأعداء ادت الى أنها لم تشهد استقرارا تاما منذ ثلاثة عقود، وما تتحدث به اليوم أميركا واسرائيل تحديدا ورغبتها في توجيه ضربات عسكرية الى ايران وبالتالي اشعال المنطقة بالكامل هو جزء من السيناريو الممتد منذ السنوات الماضية وجزء من الرغبة في ابقاء الهيمنة القائمة على المنطقة سواء الهيمنة الأميركية
وتفردها في المنطقة أو الممارسات الاسرائيلية التي تصب في ذات الاطار. 

وأعرب الحرمي عن أمله بعدم وقوع المواجهة و"أن تبتعد هذه الرائحة الكريهة عن المنطقة وأن لا نشهد تدخلا أو اعتداءا على ايران التي هي جزء أساسي وركن أساسي في المنطقة وأعتقد أن جميع دول المنطقة ترفض اي اعتداء على ايران ولن تقبل به سواء كان من اميركا أو حليفتها اسرائيل" ورد الحرمي على سؤال حول الأهداف الحقيقية من اثارة أجواء التوتر التي تعيشها المنطقة هذه الأيام بالقول: المنطقة تشكل أهمية استراتيجية للغرب ولأميركا لذلك من الضروري أن تبقى هذه المنطقة تحت السيطرة الأجنبية لعقود قادمة، واذا كان سبب التوتر الحالي هو الملف النووي الايراني فهناك دول أخرى في المنطقة تمتلك بالفعل أسلحة نووية، دعنا لا نتحدث عن اسرائيل فاسرائيل لديها رؤوس نووية تصل ربما الى ٤٠٠ رأس نووي ولديها من القدرات المحرمة دوليا أكثر بكثير مما تملكه أغلب الدول، ولكن لنتحدث عن كوريا الشمالية على سبيل المثال، نعم هناك حصار وهناك تهديد وادراجها في القائمة السوداء ولكن
لم نشهد هناك رغبة بالانتقام أو توجيه ضربات عسكرية، وهناك الهند التي لديها مشروعها النووي، وهناك أيضا باكستان التي ايضا لديها مشروعا نوويا ولكن لم تصل الأمور معها الى حد توجيه ضربات عسكرية للمشروعين النوويين الهندي والباكستاني". 

وتابع الحرمي قائلا: "اذن هناك امور أخرى تقف خلف الكواليس هي التي تدفع بالتوجه الحميم والرغبة الدفينة بالانتقام من المشروع النووي الايراني، وأعتقد أن الموقع الاستراتيجي للمنطقة وما تحتويه من ثروات والرغبة في تدمير كل هذه الثروات والهيمنة عليها هو الذي يدفع هذه الدول بضرورة الابقاء على الوضع كما هو" وحول ما اذا كان هناك علاقة بين ملفات التوتر في المنطقة في الوقت الراهن وبالتحديد بين الملف النووي الايراني والقرار الظني ضد حزب وحصار غزة وعدم تشكيل الحكومة العراقية، أكد الحرمي وجود علاقة تربط بين هذه الملفات، وتساءل الحرمي، "من هوالمحاصر في
غزة أليست حركة حماس التي ترفع راية المقاومة، وفي لبنان من الذي يوجه اليه التهديد، أنه حزب الله الذي أيضا يرفع راية المقاومة وما ينطبق على هذين الملفين ينطبق ايضا على ايران فاتصور أن ايران لو سارت في الفلك الأميركي واتبعت النهج الأميركي وبقيت على ما كانت عليه قبل الثورة لما واجهت هذه الضغوط طوال السنوات الماضية ولما فرضت عليها العقوبات، أتصور أن من يرفع راية المقاومة ومن يريد أن يكون داعم للمقاومة ومن يريد ارجاع الحقوق السليبة والأراضي المغتصبة والحقوق المشروعة سواء في فلسطين المحتلة أو لبنان أو اماكن أخرى فانه ستتم محاربته". 

وبشأن موقف وتحركات دول المنطقة لاحتواء التوتر ومنع وقوع المواجهة أعرب الحرمي عن اعتقاده بأن الجميع لديه الرغبة بعدم وقوع مواجهة عسكرية بين ايران والغرب وليست هناك أية دولة في المنطقة تتبنى الدفاع ومساندة وقوع هذه الكارثة معتبرا أن نسبة تحرك دول المنطقة
مرتبطة بحجم العلاقة والتواصل موضحا على سبيل المثال العلاقة القوية بين قطر وايران فهناك تواصلا مستمرا وتشاورا في مختلف الملفات من بينها العلاقة القائمة بين ايران والغرب فلدى قطر وتركيا مساعي ورغبة في ابعاد شبح المواجهة والسعي الى حل القضايا عبر الحوار "أعتقد أن جميع الدول في المنطقة تحدوها الرغبة بعدم وقوع المواجهة ولن تفتح أجواءها أو أراضيها لأية قوة لاستخدامها ضد ايران". 

ورد الحرمي على سؤال، هل لدى دول المنطقة قدرة على ثني القوى لكبرى عن اتخاذ قرار الحرب ضد ايران بالقول: "أعتقد أن دول المنطقة تمتلك أوراق ضغط ولكن من الصعب منع أميركا واسرائيل من توجيه ضربات أو شن الحرب ضد ايران فحتى لو لم تسمح للقوات الأميركية باستخدام أراضيها فلدى أميركا أساطيل في البحر ولديها قواعد عسكرية في الدول غير العربية،ورغم ذلك فلدى دول المنطقة أوراق ضغط يمكن أن تستخدمها مع أية جهة تحاول أن تعبث بأمن المنطقة وتحاول اشعال النار في المنطقة خلال هذه المرحلة الحساسة".
اجرى الحوار: صالح القزويني
https://taghribnews.com/vdcaeonu.49neu1kzk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز