تستمر سوريا على حال الفرز، بين ما يريده الكبار من اصحاب القرار العالمي وبين ما يحلم به الصغار من خصوم القيادة وغير عرب. طريق الحرير الى الصين مرورا بروسيا بدت مفتوحة امام مسعى الحل الذي فوض كوفي انان صياغته. فبعد موسكو وحديث الفرصة الاخيرة، ايدت بكين المسعى بشرط ان يكون حلا عادلا وسلميا وملائما.
وحتى باراك اوباما ظهر منسجما من مصطلحات الايام المعدودة ووافق نظيره الروسي على دعم خطة انان التي لا تشير البتة الى التنحي او نقل الصلاحيات.
وحدهم العرب لم يغادروا خطاب الاطاحة، فأطاحوا بأي دور لهم في الحل وفي قمتهم يوم الخميس في بغداد سيكررون انفسهم بتناولهم الازمة السورية واغفالهم الازمة البحرينية، والاعلان هنا تولاه وزير الخارجية العراقي. وفي هذا الإطار، أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ اليوم، أن العراق ليس مع النظام السوري ولكنه يبحث عن معادلة تحقق الاستقرار، محذراً من أن "التدخل العسكري في سوريا
وقال الدباغ في حوار مع قناة "روسيا اليوم"، أن "الطريقة التي تعتمد على الشحن والدفع نحو المواجهة ستؤدي إلى عواقب أليمة وستتأثر المنطقة برمتها". مبدياً رغبته بالوصول إلى "رؤية مع الأخوة العرب تحقق ما تريده الجامعة العربية"، موضحاً "لكننا لا نملك مبادرة خاصة".
كما شدد، على أن "موقف العراق واضح في هذا الخصوص وأيضا لدينا مصالحنا ونعرف ما نريد".مشيراً إلى أن خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية المشترك إلى سوريا كوفي أنان ليست بعيدة عن المبادرة العربية ويمكن تبني الطريقة التي لا تخرج عن إطار المبادرة العربية ولا يمكن أن تختلف عن مقاربة العرب للملف السوري إن العراق يساند الشعب السوري"، مؤكداً "ضرورة حصول تغيير جذري في نظام الحكم في سوريا دون تدخل العراق".
في هذه الأثناء، أعلن متحدث باسم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان ، أن الحكومة السورية وافقت على خطة أنان. وأضاف المتحدث أحمد فوزي في تصريح خطي أن "الحكومة السورية كتبت لأنان لتبلغه موافقتها على خطته المؤلفة من ست نقاط والتي وافق عليها مجلس الأمن الدولي"، موضحا أن أنان اعتبر ذلك "مرحلة أولية مهمة" لوضع حد لأعمال العنف.وكان أنان قد أمل العمل مع سوريا لترجمة الرد إلى فعل.
وفي سياق متصل، أعلنت مسؤولة كبيرة في الامم المتحدة ان المعارضين السوريين الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد متهمون باستخدام الأطفال مقاتلين في انتهاك للاتفاقيات الدولية التي تحظر تجنيد الأطفال.
ويأتي قلق الامم المتحدة من احتمال استخدام المعارضة السورية لجنود اطفال في اعقاب تقرير اصدرته الاسبوع الماضي منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الانسان يفيد بأن جماعات المعارضة السورية المسلحة خطفت وعذبت واعدمت افرادا من انصار الرئيس السوري بشار الاسد واعضاء من الجيش السوري.
بالمقابل، افادت وكالة الانباء السورية "سانا" ان مجلس الشعب السوري "التمس" من الرئيس بشار الاسد تاجيل الانتخابات التشريعية المقررة في ٧ ايار الى موعد لاحق. واضافت ان ذلك يسمح "بانتظار مقررات الحوار الوطني الشامل وتمكين الاحزاب المرخصة (...) من القيام بدورها الوطني من أجل انتخابات ديموقراطية وفقا للدستور الجديد".
وتنتهي الأربعاء فترة تقديم طلبات الترشيح، التي بدات في ١٥ آذار، لانتخاب اعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الأول لعام ٢٠١٢ الذي سيجري وفقا لقانون الانتخابات العامة.
في غضون ذلك،اعلن مصدر في وزارة الخارجية الاميركية الاثنين ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستزور الرياض الجمعة والسبت لاجراء مباحثات تتناول خاصة الجهود الرامية الى "وضع حد لحمام الدم في سوريا" على حد تعبيرها.
وقال المصدر ان كلينتون ستجري محادثات في الرياض مع الملك عبد الله ووزير الخارجية سعود الفيصل الذي ستبحث معه قضايا اقليمية وكذلك التعاون بين البلدين في المجال الامني و"الجهود التي تبذلها الاسرة الدولية لوضع حد لحمام الدم في سوريا". واوضح المصدر الاميركي ان كلينتون ستتوجه على الاثر السبت الى تركيا للمشاركة في المؤتمر الثاني لـ"اصدقاء سوريا" الذي سيعقد في اسطنبول في اول نيسان المقبل.
يذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد يتفقد في هذه اللحظات منطقة بابا عمرو في حمص واعداً أهاليها خلال جولته بأن تعود الحياة فيه أفضل مما كانت .
