تاريخ النشر2018 20 August ساعة 16:20
رقم : 352429

ما هي مواقف "الاسرائيليين" من التهدئة مع حماس؟

تنا - خاص
تباينت المواقف "الاسرائيلية" تجاه المباحثات الجارية في القاهرة حول التهدئة بين حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" والكيان الصهيوني . حيث انقسم "الاسرائيلييون الى مجموعتين المجموعة الاولى تؤيد التهدئة وتؤكد على ضروروتها بسبب فشل العدوان على غزة في المرات السابقة ، والمجموعة الثانية ترفضها وتؤكد على استمرار الحرب حتى الانقضاض على حماس وترى في التهدئة نوع من التنازل والاستسلام لمطالب المقاومة ودليل على فشل الاستراتيجية الاسرائيلية طوال العقود الماضية التي انتهجتها ضد المقاومة .
ما هي مواقف "الاسرائيليين" من التهدئة مع حماس؟
المؤيدون للتهدئة لا يرون جدوى في العدوان على غزة حسب التجارب السابقة التي اثبتت طوال الاعوام الماضية من العدوان عام 2008 الى العدوان عام 2014 وكلها تكللت بالفشل والخذلان وعدم استطاعت الكيان المحتل من تحقيق هدفه الرئيسي اي القضاء على حماس والتخلص من فصائل المقاومة ، حيث اعترفت بعض الاوساط الاسرائيلية من سياسيين وعسكريين واعلامين بذلك ولهذا فيرى اصحاب المؤيدين لوقف اطلاق النار مع حماس على ضرورة تحقيق التهدئة وعدم الانجرار الى حرب اخرى خلافا ما تراه المجموعة الاخرى.

الكاتب الاسرائيلي "حاييم" وفي صحيفة "إسرائيل اليوم" يكتب ويقول إن "اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، يشكل بارقة أمل للجانبين خشية خروجهما إلى معركة واسعة مكللة بالدماء، من أجل محاولة مسار جديد بالتزامن مع الجهود الأمريكية لتحقيق خطة سلام، ومحظور على "إسرائيل" وضع العراقيل أمامها".

واعترف هذا الكاتب ان بعض الاوساط في "اسرائيل" ترى ان حماس ومن خلال مسيرات العودة والطائرات الورقية هي من تدير السياسة الاسرائيلية واعطت درساً للسياسيين الاسرائيلييم من خلال هذه المسيرات والحقول المحترقة .

واشار هذا الكاتب الاسرائيلي الى ان الوضع المحيط بالكيان الصهيوني معقد جدا مما يتطلب اتخاذ قرارات مسؤولة وذات اثر على المدى البعيد لان الحرب على غزة واجتياحها يتطلب دفع اثمان بشرية هائلة من القتلى الاسرائيليين ، مشيرا الى التجارب الماضية "العدوان على غزة لعدة مرات طوال الاعوام الماضية" التي لم تحقق نتائج ايجابية للكيان الاسرائيلي .

وفي هذا السياق تحدثت صحيفة "هآر تس" الصهيونية   عن جدوى وضرورة التهدئة مع حماس نظرا للظروف الراهنة في المنطقة ووجود رغبة اسرائيلية كبيرة للتوصل الى وقف اطلاق النار مع فصائل المقاومة في غزة .

هذه الصحيفة وفي خصوص اقرار التهدئة مع غزة كتبت ""إذا تم التوصل إلى هدوء في القطاع، فإن هذا سيمكن الجيش الإسرائيلي من العودة في تركيز كل اهتمامه على الجبهة الشمالية، وبالأساس على المعركة الاستخبارية والعسكرية مع إيران".

وذكرت الصحيفة أن "محادثات مع عدد من الشخصيات الأمنية والسياسية الإسرائيلية والأمريكية رفيعة المستوى؛ تظهر تفاهمات مشابهة جدا بخصوص الواقع الاستراتيجي، الذي نشأ بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران في أيار/ مايو الماضي".

رفض التهدئة والاستمرار بالحرب
اما المجموعة الاخرى في الكيان "الاسرائيلي" التي ترفض التهدئة فمنطقها يرتكز على عدة امور اولها ان التهدئة سوف يشجع حماس وفصائل المقاومة على الاستمرار بعملياتهم ضد "اسرائيل" كما جاء في تحليل الكاتب الاسرائيلي "أريئيل كهانا" في صحيفة "إسرائيل اليوم" .

اما الامر الثاني الذي تستند اليها هذه المجموعة لرفضها التهدئة مع حماس هو ان التهدئة لن تقضي على حماس وانما تحدد من قدراتهاالعسكرية وعملياتها الجهادية .

اما الدليل الثالث بالنسبة لمجموعة اخرى من المخالفين للتهدئة هي عبارة عن ان التهدئة لن توقف تصنيع الاسلحة خاصة الصواريخ من قبل حماس مما يجعل المواطنين "الاسرائيليين " يشعرون دائما بالخوف خاصة في الوصول الى الوسط الاسرائيلي على المدى البعيد ، حسب رأي هذه المجموعة من السياسيين والمعلقين السياسيين والعسكرين الاسرائيليين .  
 
وفي هذا السياق كتبت صحيفة  "عنات جورجي" تقول " أن شبكات التواصل الاجتماعي تحولت ساحة للمعارك والسجال السياسي بين معسكري اليمين واليسار، وأشبه ببوق للتحريض الدموي على غزة، لأنها زخرت بتعليقات لمدنيين وقادة أحزاب ووزراء تدعو لتدمير غزة، وتفويض الجيش بمواصلة عملياته العسكرية فيها، وعدم الاستجابة لدعوات التهدئة".

ويستدل مخالفوا التهدئة الى انسحاب الجيش الاسرائيلي المعتدي من قطاع غزة اواخر حرب 2014 والتي ادت الى "خيبة امل" حسب تعلقيات الاسرائيليين على فشل ذلك العدوان ، حيث واجه ذلك الانسحاب المذل انتقاد اليمين المتشدد والذي دعا انذاك الى تشديد العدوان .

وفي هذا السياق أقر وزير السياحة السابق "عوزي لانداو" بفشل الجيش في تحقيق أهداف العدوان على غزة، قائلا: "خسرنا معركة استراتيجية أمام القطاع، وتآكلت قوة ردع الجيش بشكل دراماتيكي، ووجه خلال 50 يوما ضربات جوية وبرية وبحرية، لكنه لم ينجح في معالجة حماس، لأن الحكومة ترددت في الحسم أمامها، وهذه الرسالة مدمرة بالنسبة لقوة الردع، لأن وقف إطلاق النار مع حماس يعني ضربة قاسية لقوة الردع".

لكن أصحاب الرأي المؤيد للحرب والحسم العسكري مع حماس أثاروا تساؤلات في الأوساط الإسرائيلية حول: "ماذا بعد الإجهاز على حماس؟ وهل فور انتهاء الحرب سيعيد الجيش انتشاره وجاهزيته، واتخاذ قرار حول المستقبل بهدف تأمين الهدوء، لأن التحدي السياسي اليوم واحد من التحديات المركبة لحرب غزة".
إعداد وتدوين : محمد ابراهيم رياضي 
https://taghribnews.com/vdceww8xojh8nei.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز