تاريخ النشر2018 13 June ساعة 11:54
رقم : 336797

عيد الفطر في ليبيا على الطريقة البنغازية

تنا
لعيد الفطر في بنغازي أجواء خاصة وعادات وتقاليد مميزة دأبت الأسر البنغازية عليها منذ زمن، وعلى الرغم من هذه الخصوصية ، إلا أن هناك عديد العوامل المشتركة بين عادات وتقاليد البنغازة في العيد وباقي مدن ومناطق ليبيا. كيف لا وهي (رباية الذايح) و(الحنونة) التي تنصهر وتتعايش فيها مختلف مكونات المجتمع الليبي.
عيد الفطر في ليبيا على الطريقة البنغازية
مع اختتام العشر الأواخر من الشهر الفضيل وقدوم غرّة عيد الفطر المبارك، أو (الكبيرة)، تعوّد أهل بنغازي على أصوات أهازيج الأطفال وهي تغني (اليوم كبيرة وبكرا عيد .. أفرح يا بو ثوب جديد). عبارة الثوب الجديد هذه ما هي إلا إشارة إلى استعدادات الناس التي تبدأ باكرا بشراء الملابس الجديدة والحلويات المختلفة تجهيزا ليوم العيد. حيث تزدحم شوارع وأسواق بنغازي بالناس من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية لشراء متطلبات العيد.

في العيد عادة ما يرتدي البناغزة الزي التقليدي الليبي مع بصمة الزي البرقاوي الخاصة، فعلى سبيل المثال يرتدي الرجال الـ (بدلة عربية)، والتي تبدأ من قبعة الرأس (الشنة الحمراء) فخر الزي البرقاوي مع جلابية عربية في الغالب بيضاء اللون، تزدان فوقها الفرملة الليبية المطرزة يدويا لها بلونها المخالف، مع بنطلون الجلابية الذي يصنع من نفاس نوع قماشها، إضافة إلى الحذاء أو البلغة.

ومع حلول صباح عيد الفطر المبارك، يتجه الرجال كل إلى مسجد حيه القريب منه لأداء صلاة العيد، وعلى أصوات تكبيرات العيد التي تتداخل فيما بينها عبر مكبرات الصوت في المساجد، تبدأ النساء في إعداد وجبة العيد التقليدية، ففي بنغازي تجمع العائلات على إعداد أكلة (العصيدة الليبية) التي تزين برب التمر الفاخر المستخرج من تمور مدينة جالو والواحات ذات الجودة العالية، بينما تفضل بعض العائلات إعداد (المقطع على حليب) أو (العيش)، والذي يزين هو أيضا برب التمر.

ومع انتهاء صلاة العيد، يتبادل الناس التهاني والتبريكات عند طريق التسليم باليد اليمنى مع التسليم بالخد، وهو عبارة عن تسليمتين الأولى في يمين المُسلم عليه والثانية على يساره، مع الإبقاء على تصافح الأيدي أثناء عملية التسليم، خلال التهنئة يتبادل المهنئون عبارات مثل (كل سنة وأنت طيب) و(عيدك مبروك) و(من العايدين الفايزين).

يتبع عملية التسليم هذه أحيانا تقبيل يد الشخص وفوق رأسه تعبيرا عن الاحترام والتقدير. يتجنب في عملية المعايدة تسليم الشخص على المهنئين وهو جالس، كما يجتنب التسليم عليهم ابتداء من الشخص على اليسار، إذ يفضل اليمين في هكذا عادات.

عقب تبادل المعايدات، عادة ما يتجه الناس إلى أقاربهم في بيوتهم، خاصة إن كان القريب أكبر في السن، وعادة ما تجتمع العائلات في بيت الجد أو بيت الأخ الأكبر، يتشاركون فيها المأكولات والحلويات المتنوعة مثل (الغريّبة والمقروض والكعك)، في حين لا تسمع إلا أصوات الأطفال الفرحين بزي العيد الجديد وحلويات العيد الشهية، أما مصطلح "العيدية" فو يعد دخيلا على المجتمع البنغازي.

في العيد أيضا تزدحم طرق بنغازي المؤدية إلى خارجها على غرار طريق سلوق وطريق أجدابيا وطريق امشرق، حيث تتوافد عليها الأسر البنغازية ممن لديهم أقارب خارج المدينة وذلك لزيارتهم وتهنئتهم بالعيد، كما دأبت بعض العائلات مؤخرا على التوجه إلى المنتزهات والحدائق والمناطق الترفيهية ليمضوا بقية يوم العيد فيها.

وعلى وقع هذه الطقوس المميزة، تستمر معايدات البنغازة حتى ثالث أيام عيد الفطر المبارك، قبل أن تعود مظاهر الحياة إلى طبيعتها عقب اختتام هذه المناسبة السعيدة على الجميع، وهم على أمل أن يعود العيد القادم وليبيا في أفضل حال.

وفي طبرق الليبية :

وتقيم مدينة طبرق وجبات صباحية جماعية متكونة من (المقطع) الذي هو عبارة عن مزيج من الحليب أو اللبن والدقيق بأنواعه، وتفضل العائلات التي يعود أصولها للمنطقة الغربية الوجبات المعروفة وأبرزها البازين.
 
وانتشر أغلب أطفال مدينة طبرق في الشوارع والساحات من أجل المعايدة على الأهل والأصدقاء والجيران احتفالا وابتهاجا باستقبال عيد الفطر المبارك.

اعداد و تدوين علي اكبر بامشاد



 
https://taghribnews.com/vdceop8xfjh8xfi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز