تاريخ النشر2018 30 January ساعة 23:17
رقم : 309105

الصفحة الأجنبية: على واشنطن أن تضع مسافة بينها وبين سياسات السعودية

تنا
اعتبر باحثون أميركيون خدموا سابقًا في الجيش الأميركي في أفغانستان والعراق أن المصالح الأميركية والسعودية نادرًا ما تلتقي اليوم، وشدد هؤلاء على أن المطلوب هو أن تضع واشنطن مسافة بينها وبين أفعال وسياسات السعودية، كما اكدوا أن الممارسات السعودية تقوِّض تحقيق الأهداف التي هي لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية.
الصفحة الأجنبية: على واشنطن أن تضع مسافة بينها وبين سياسات السعودية
وفي سياق متصل، قال باحثون أميركيون آخرون أن العائلة الحاكمة في الرياض تنتهج سياسة "الأكثر طائفية وتطرفًا" ضد إيران، وذلك بغية استرضاء رجال الدين الوهابيين.

من جهة أخرى تناول باحثون آخرون وكذلك المواقع الغربية البارزة موضوع منتدى الحوار الاستراتيجي الأميركي القطري الذي سيفتتح في العاصمة الأميركية واشنطن اليوم.

*على واشنطن وضع مسافة بينها وبين سياسات السعودية

كتب جندي أميركي سابق خدم في كل من العراق وأفغانستان يدعى "Danny Sjursen" مقالة نشرها موقع "Defense One"، قال فيها أن المصالح الأمنية الأميركية والسعودية "نادرًا ما تصطف اليوم"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة اقتربت من مرحلة الاستقلال في مجال الطاقة، لافتا في المقابل إلى أن الإدارات الأميركية المتعاقبة تسمح للأمراء السعوديين بجر الولايات المتحدة إلى "مستنقعات غير منتجة"، وفق تعبير الكاتب نفسه.

وأضاف الكاتب"إن القصف السعودي في اليمن ساهم في إيجاد مناطق غير خاضعة للحكم، وتنظيم "القاعدة" يزداد قوة في هذه المناطق، ولولا العتاد العسكري الأميركي والناقلات لما تمكنت الرياض من شن أي عمل عسكري في اليمن، فيما كان الإكراه السعودي سيطيح بالحكومة اللبنانية ويُدخل البلاد في حرب أهلية".

وتطرق الكاتب إلى الأزمة السورية معتبرًا أن السعودية لطالما دعمت في سوريا ما أسماها "الميليشيات الإسلامية" بما يتناقض والمصالح الأميركية، بحسب الكاتب، موضحا أن "قادة السعودية يضغطون في الوقت نفسه على الولايات المتحدة الأميركية من أجل الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد"، وقد وصف الكاتب المساعي الأميركي في هذا الإطار بـ"الفاشلة".

وتابع الكاتب"الرئيس السوري بشار الأسد انتصر في سوريا، ولذلك فالاستمرار في إرضاء السعودية لجهة إصرارها على تنحي الرئيس الاسد لن يؤدي سوى إلى إطالة أمد الوجود العسكري الاميركي في سوريا، وهو مأزق خطير قد يتحول الى احتلال جديد"، مشيرا في هذا الصدد إلى تجربته في العراق كقائد قوة كشفية في الجيش الأميركي عام 2007، وعليه شدد سجورسن على ضرورة أن لا تتكرر تجربة الاحتلال الأميركي للعراق في سوريا وقال "حان الوقت كي ترحل أميركا من سوريا بعد الهزائم التي تلقاها "داعش"، بصرف النظر عن الموقف السعودي".

الكاتب رأى في سياق حديثه أن "دعم السعودية يقوّض التقدم الأميركي نحو تحقيق أهداف دبلوماسية، وأن انحياز واشنطن إلى طرف ما في اليمن وغيرها من الساحات يصعّب عملية التوصل إلى حلول سياسية تصب في مصلحة أميركا".

كما شدد الكاتب على أن "الوقت حان كي تضع أميركا مسافة بينها وبين الأفعال السعودية التي تتناقض والمصالح الأميركية، أميركا بحاجة إلى استراتيجية رصينة تتجنب القرارات الأخلاقية والاستراتيجية غير المنتجة التي تجر الولايات المتحدة أكثر فأكثر إلى هاوية الشرق الأوسط".

*التصعيد السعودي ضد إيران.. طريق الرياض لاسترضاء المؤسسة الوهابية

كتب "ruce Riedel" مقالة نشرت على موقع "Al-Monitor" قال فيها أن "الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز ونجله ولي العهد محمد بن سلمان ينتهجان سياسة هي الأكثر طائفية والأكثر عدائية تجاه إيران في التاريخ السعودي المعاصر"، مشيرًا إلى أن "المؤسسة الوهابية في السعودية هي شريك متحمس للملك ونجله"، وإلى أن "ذلك يُعد لعبة جديدة تنتهجها العائلة السعودية الحاكمة".

وفيما أشار الكاتب إلى أن "العالم بات يوجه أصابع الاتهام أكثر فأكثر الى السعودية بسبب الكارثة الإنسانية التي حلت في اليمن"، أشار إلى أن "الحرب على اليمن تحظى بتأييد رجال الدين السعوديين، الذين طالما سعوا إلى تقوية الجماعات السلفية في اليمن، فيما قامت الرياض بإنشاء مركز تبشيري سلفي في محافظة المهرة جنوب شرق اليمن، بهدف نشر الفكر الوهابي، إضافة إلى الإشادة الدائمة لرجال الدين الكبار في مكة بالملك سلمان بسبب الحرب التي يشنها ضد الزيديين"، وفق تعبير الكاتب.

وتابع الكاتب "إن العداء الوهابي تجاه الشيعية يعود الى أيام محمد بن عبدالوهاب في أوائل القرن الثامن عشر، ومن أهم أعمدة الوعظ الوهابي تصوير الشيعة بأنهم مشركون، وولي العهد السعودي ابن سلمان يستخدم بدوره عبارات متطرفة ضد إيران، وذلك يلقى صداه عند رجال الدين الوهابيين".

وحول الخلاف مع قطر قال الكاتب"الحصار الخليجي لقطر له بعد إيراني أيضًا، والمؤسسة الوهابية في السعودية متحمسة لتغيير النظام في الدوحة، فمنذ بدء الأزمة مع قطر أصدرت سلالة عبد الوهاب رسالة مكتوبة اتهمت فيها الأمير القطري تميم بن حمد بالتجديف وقامت بما يشبه "طرده" من الفكر الوهابي، وهذه الرسالة الصادرة عن آل الشيخ طالبت بتغيير اسم أكبر مساجد الدوحة، الذي يحمل اسم مؤسس الوهابية محمد بن عبد الوهاب".

عقب هذا السرد قال الكاتب "إن انتهاج أجندة طائفية في الداخل والخارج يعطي الملك السعودي ونجله دعمًا من رجال الدين، على الرغم من الدعم الكلامي الذي يعتمده بن سلمان للإسلام "المعتدل" والإصلاحات التي تتضمن على سبيل المثال السماح للنساء بقيادة السيارات، وهذا الأسلوب المتبع يبقي المؤسسة الوهابية وسلالة آل شيخ مطمأنة بأن مصالحهم في أمان".

غير أن الكاتب أشار في الوقت نفسه إلى أن "الخصومة والحرب بالوكالة خطيرة جدًا، خاصة النزاع في اليمن، حيث أن الخطر الدائم يتمثل في إطلاق صاروخي من اليمن قد يتسبب بخسائر بشرية  مادية فادحة، وبالتالي يؤدي إلى سيناريو خطير جدًا".

 * الحوار الأميركي-القطري الاستراتيجي

كتب "Simon Henderson" مقالة نشرت على موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى، أشار فيها إلى أن وزير الخارجية والحرب الأميركيين ريكس تيليرسون وجايمس ماتيس سيستضيفان الحوار الاستراتيجي الأميركي-القطري في واشنطن اليوم الثلاثاء.

وقال الكاتب "إن اختيار تيليرسون ليلقي كلمة الترحيب للوفد القطري يدل على الاهمية التي تعطيها إدارة ترامب لهذا المؤتمر الثنائي، والتزام واشنطن الرفيع المستوى بهذا الحدث يعود جزئيًا إلى كون المساعي الأميركية ضد إيران في الخليج خرجت عن مسارها منذ أيار/ مايو الماضي عندما اندلعت الازمة الخليجية".

الكاتب أشار إلى تلميح الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهته إلى تحول في السياسة الاميركية حيال الازمة الخليجية، ولفت في هذا الصدد إلى أن "ترامب شكر الأمير تميم بن حمد على مساعيه في محاربة الارهاب والتطرف"، وذلك خلال مكالمة هاتفية.

كما ذكّر هندرسون بما قاله ترامب خلال خطابه قبل أيام في منتدى دافوس الاقتصادي، وقال"بدا ترامب وكأنه يشدد على أهمية وجود جبهة خليجية موحدة عندما دعا جميع الشركاء إلى مواجهة دعم إيران للإرهابيين"، على حد تعبير الكاتب، الذي أشار إلى أنه عقب ساعات على كلام ترامب، أعلنت الخارجية الأميركية عن الحوار الاستراتيجي الأميركي-القطري.

وفيما لفت الكاتب إلى أن من المرجح أن يضم الوفد القطري نائبين لرئيس الوزراء، إضافة إلى وزراء الطاقة والصناعة ووزير الاقتصاد والتجارة ووزير المالية، أشار إلى أن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن الحوار بين الجانبين سيشمل مجالات التعاون المشترك مثل التجارة والاستثمار والدفاع والأمن وإنفاذ القانون، وأيضًا محاربة الإرهاب والطيران، وفي الوقت نفسه أشار إلى التباحث في قضايا متبقية مع الدوحة، ومواضيع تتعلق في مجال الإرهاب.

*"المونيتور: آمال قطرية بمساهمة الحوار القطري-الأميركي بكسر الحصار الخليجي

نشر موقع "Al-Monitor" تقريرًا حول الموضوع نفسه جاء فيه أن قطر تأمل أن تساهم زيارة وفدها إلى واشنطن بكسر الحصار المفروض عليها من قبل السعودية وحلفائها الخليجيين.

ونقل التقرير عن مسؤول قطري قوله أن هناك محادثات تجري حول إجراء الترتيبات لزيارة الأمير القطري تميم بن حمد إلى واشنطن خلال العام الجاري، كما نقل عن مصدرين اثنين بأن المسؤولين الأميركيين يحاولون تنظيم اجتماع مع دول مجلس التعاون الخليجي ينعقد في كامب ديفيد في الربيع المقبل".

وأضاف التقرير" من المتوقع أن يستفيد كل من تيليرسون وماتيس وكذلك وزير الخزانة ستيف مناتشن من الحوار الاستراتيجي الأميركي-القطري، الذي يبدأ اليوم الثلاثاء بغية إبرام اتفاقيات ثنائية في مجالات التعاون العسكري والاستثمار والإتجار بالبشر، وقد يساهم الحوار في إجراء محادثات أوسع على مستوى مجلس التعاون الخليجي".

التقرير نقل عن المتحدث باسم وزارة الحرب الأميركية أدريان رانكين غالوي أن اللقاء سيركز على "الحرب ضد "داعش" في العراق سوريا"، فضلا عن الأزمة الخليجية، ونقل غغاولي عن لسان وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية قوله أن بلاده تنوي إعطاء البحرية الأميركية قدرة الاستفادة من موانئ بحرية جديدة لديها.

وختم التقرير بالقول أن "زيارة الوفد القطري ستعطي الحكومة القطرية فرصة للاجتماع وجهًا لوجه مع مسؤولين في مجلس الأمن القومي الاميركي وأيضًا مع المشرعين، إذ أن هذه اللقاءات تعطي الدوحة فرصة لكسب موقف مؤيد لها من قبل صناع السياسة الاميركية ومن بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه".
https://taghribnews.com/vdchvwnxm23nvzd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز