تاريخ النشر2016 30 March ساعة 11:17
رقم : 226192

الصحافة الغربية : المسلمون هم اكثر ضحايا الارهاب

تنا
انقسمت صحف غربية بين مطالبة بتشديد الإجراءات الأمنية، وأخرى محذرة من التضحية بالحقوق والحريات، فيما شددت صحف عديدة على أهمية نبذ العنصرية والإسلاموفوبيا، بما أن ضحايا الإرهاب في أنحاء العالم أغلبهم من المسلمين.
الصحافة الغربية : المسلمون هم اكثر ضحايا الارهاب
"دي فيلت"
و من جهتها، رأت صحيفة دي فيلت الألمانية أن هذا الانقسام وتنوع المواقف بعد الهجمات التي استهدفت بروكسل، يوم الثلاثاء الماضي، يعكس الانقسام الحاد في الرأي العام الأوروبي حول طريقة التعامل مع التهديد، حيث انتقد كثيرون أداء الأجهزة الأمنية البلجيكية، واتهموها بالتقصير وارتكاب أخطاء فادحة، فيما اعتبر آخرون أن السياسات التي تنتهجها الدول الأوروبية قد تعني التضحية بالحرية من أجل الأمن، وهي معادلة مرفوضة بالنسبة لهم.

"زود دويتشه" الالمانية
ومن الصحف التي نددت بتصاعد مشاعر العداء تجاه المسلمين ، صحيفة "زود دويتشه" الألمانية، التي دعت إلى تبني نظرة أوسع لضحايا الإرهاب، مع ملاحظة أن معظمهم هم من المسلمين.

وقالت أيضا إنه حتى لو كان تنظيم داعش يستعمل الخطاب الإسلامي لنشر إرهابه، فإن ذلك لا يحجب عنا حقيقة كون الأغلبية الساحقة من ضحاياه هم من المسلمين، وبالتالي فإن من يتبنون خطابا معاديا للإسلام ويعتبرون كل المسلمين مشتبها بهم، هم في الحقيقة يهاجمون أشخاصا هم ضحايا مثلهم تماما، حيث إن ملايين المسلمين يفرون من بلدانهم الآن هربا من إرهاب هذا التنظيم.

من جهتها أوضحت الصحيفة أن المشكلة هي أن الهجمات التي يقوم تنظيم داعش في قلب أوروبا تحظى باهتمام إعلامي كبير، وتصرف الأنظار عن الإرهاب اليومي الذي يتعرض له المسلمون في العراق وأفغانستان وسوريا.

"دير ستاندارد" النمساوية
وعلقت صحيفة "دير ستاندارد" النمساوية بالقول: إن تنظيم داعش يريد من خلال الإرهاب الذي يمارسه تغيير وجه أوروبا، حيث إنه يهاجم نموذج الحياة الغربي، كما أن العقول المدبرة لهذه الهجمات تريد خلط الأوراق ووضع كافة المسلمين في قفص الاتهام، وجعل المواطنين الأوروبيين المسلمين محل شك وارتياب".

وأشارت الصحيفة النمساوية إلى أن التحدي الحقيقي الذي تواجهه أوروبا الآن، هو منع انتشار أجواء انعدام الثقة بين المسلمين وبقية أطياف المجتمع الأوروبي.

"تاز" الالمانية
أما صحيفة "تاز" الألمانية، فقد أشارت إلى أن هجمات باريس كانت موجهة ضد أماكن الترفيه التي يقضي فيها الناس أوقات فراغهم، إلا أن الهجمات في بروكسل استهدفت مراكز النقل والنقاط الحيوية في المدينة، من أجل نشر أكبر قدر من الرعب في المجتمع.

وأضافت هذه الصحيفة أن عناصر تنظيم داعش لا يهتمون بمن يقع ضحية لهجماتهم، حتى ولو كان هنالك متعاطفون معهم من بين المتواجدين في مكان الهجوم، فإنهم لا يكترثون لهوية الضحايا، ولا يبدون أي مشاعر إنسانية تجاههم، ولذلك فإن كل الناس في الدول الأوروبية باتوا مستهدفين، ولا يمكن ضمان حمايتهم بشكل تام، حتى لو واصلت الدول الأوروبية والحكومات فرض الإجراءات الأمنية المشددة والقوانين المثيرة للجدل التي تعيد للأذهان المعادلة الخطيرة بين الأمن والحرية، والتي تمهد لمصادرة الحقوق والحريات الفردية تحت ذريعة حماية المواطنين.

أما صحيفة "فرانكفورتا رونشاو" الألمانية، فقد قالت إن الرأي العام ووسائل الإعلام في أوروبا سينخرطون على إثر هذه الهجمات في النقاش التقليدي ذاته حول الإجراءات الواجب اتخاذها لتجنب مثل هذه الكوارث في المستقبل.

وحذرت الصحيفة من انزلاق هذا الحوار إلى خطاب هستيري ومتطرف يؤدي إلى ردود أفعال مبالغ فيها وغير عقلانية، خاصة أن الدول الأوروبية نجحت إلى حد الآن في مقاومة إغراء السياسات الأمنية التي طالب بها البعض إثر هجمات باريس، لأنها تريد أن تكون مختلفة عن الولايات المتحدة التي سارعت بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر إلى سن قوانين تحد من الحريات والحقوق الشخصية بحجة المحافظة على الأمن، وهو فخ يجب ألّا تقع فيه أوروبا.

الأرقام في تصاعد مستمر، ولكن ردود الأفعال تجاهها تبدو على حالها من دون تغيير. كل اعتداء إرهابي صارخ على مدينة غربية يكون مقرونا بتصاعد ملحوظ في الهجمات التي تستهدف المسلمين في الغرب، وكانت هذه هي الحال بعد الاعتداءات المنسقة التي استهدفت باريس الشهر الفائت والتي راح ضحيتها 130 قتيلا.
https://taghribnews.com/vdcb90b55rhb58p.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز