تاريخ النشر2015 3 January ساعة 22:18
رقم : 178306

تونس تحتفل بمولد النبوي الشريف مع آلاف الزوّار،في القيروان

تنا
تتنوع الاستعدادات للاحتفال بعيد المولد النبوي، في مدينة القيروان في وسط تونس، حيث تتضمن هذه المناسبة الدّينيّة التي يحتفي بها سكان المدينة، حركة اقتصادّية نشطة، كما تشهد عادات وتقاليد، وأنشطة ثقافيّة خاصة، بالإضافة إلى تزيين المعالم الإسلامية التي تزدان بها القيروان.
تونس تحتفل بمولد النبوي الشريف مع آلاف الزوّار،في القيروان
وتتميز القيروان عن سائر المدن بطابع خاص في احتفالها بالمولد النبوي في كل عام، ما يجعلها وجهة لآلاف الزوّار، طلباً للنفحات الدينية، ومعايشة الأجواء الفريدة.

وجرت العادة أن تتبادل الأسر القيروانية أطباق «العصيدة» و «الزقزقو» و «المقروض» الشهية في ما بينها، حتى تزيد صلة الرحم أكثر فأكثر في هذه المناسبة.

وفي هذا السياق، يقول رئيس بلديّة القيروان لسعد القضامي إنه من المنتظر أن تستقبل المدينة قرابة 150 ألف زائر، منهم طلبة الجامعات الذين يقضون عطلة منتصف العام، بالتزامن مع الاحتفال بالمولد، ومنهم من يعود من الخارج ومنهم العاملون خارج المدينة ويقضون العطلة مع أسرهم.

ويضيف القضامي أن آلاف الزوار يتوافدون إلى القيروان من مدن ووجهات أخرى في تونس، ومن دول مجاورة مثل ليبيا والجزائر ومن دول خليجيّة.

وتتجلى مظاهر الاحتفال بالمولد في القيروان في الجانب الثقافي من خلال عروض للأناشيد الصوفيّة في مقام الصحابي أبو زمعة البلَوي، وكذلك في المسابقة الوطنيّة للمدائح والأذكار التي نظمتها وزارة الثقافة على مدار اليومين الماضيين، وتبارت فيها فرق الإنشاد الصوفي والمدائح والأذكار وفرق «العيساويّة» و «السّلاميّة»، التي تتغنى بشمائل النبيّ محمد.

ويحتضن جامع عقبة ابن نافع، أحد أقدم المساجد في شمال أفريقيا (بني في العام 670 ميلادي)، احتفاليّة المولد التي تشمل تلاوة للقرآن ومحاضرة في السيرة النبويّة والإعلان عن نتائج مسابقة حفظ الأحاديث النبويّة.

وتزدان شوارع القيروان بمظاهر الاحتفال بيوم المولد النبوي فتتعالى الأناشيد الإسلامية مثل قصيدة البُردة التي ألفها الإمام البوصيري، كما تعلّق الأعلام واللافتات التي كتبت عليها آيات قرآنيّة وأحاديث نبويّة وتدخل المدينة في حركية كبيرة لاستقبال المولد والاحتفاء بزوّارها.

وتتضاعف أعمال النظافة وصيانة مصابيح الإنارة العموميّة ومصابيح الزينة في محيط المعالم الإسلاميّة في القيروان.

ويعتبر مقام البلوي من أكثر المعالم الإسلاميّة زيارة بفضل معالم الزخرفة الهندسيّة التي تعود لفترة حكم العائلة الحسينيّة التي حكمت تونس خلال القرن الـ12 للهجرة، القرن 18 ميلادي.

وغالبا يبدو على زائري القيروان الإعجاب بالمعالم الدّينية التي تحتويها المدينة التي يتحققّون من خلالها ممّا بلغهم عن أسرار العاصمة الإسلامية.

واحتفاء بهذه المناسبة تم ترميم عدد من المعالم الأثريّة، مثل سور المدينة العتيقة وبرج المدافع الغربي، والزوايا ومعلم «بئر روطة» وهو معلم مائي مرتفع يصعد إليه عبر مدرج فيه جمل يدير ناعورة (ساقية) تشد إليها أواني خزفيّة تخرج ماء باردا للزائرين، تقول الأسطورة إن من يشرب منها يعود زائرا. كما يتم طلاء المساجد العتيقة بـ «الجير» (وهو دهن تقليدي) لتكون أكثر أناقة.

من جهة أخرى، يضفي الاستعداد للاحتفال بالمولد النبوي في القيروان حركة تجارية مشهودة سواء في أسواق الحلويات في المدينة العتيقة ومحلات بيع المرطبات، والتي تزامنت هذا العام مع الاحتفال برأس السنة الميلادية، ما ضاعف الإقبال على الحلويّات وخصوصا حلويات «المقروض» وهو العلامة المميزة للقيروان.

وينتظر تجّار المدينة العتيقة الذين يعرضون منتجات تقليديّة محلّية من الجلد والنحاس والقماش والسجاد، أن يساهم المولد في رفع الكساد عن بضاعتهم التي كساها غبار الأزمة الاقتصاديّة ونقص السيّاح الأجانب في ذروة المواسم.

جانب آخر من الحركة الاقتصاديّة تشهده محلات بيع الفاكهة المجففة التي تضاف إليها مادّة «الزقوقو»، وهي حبات سوداء بيضاوية الشكل في حجم قطرة الماء تستخرج من ثمرة شجرة الصنوبر الحلبي، وهي مادة يقبل عليها التونسيون كثيراً إذ ارتبطت عادة طبخها وإعدادها بالمولد النبوي، وزاحمت في السنوات الأخيرة «العصيدة التقليدية» أو البيضاء والتي تطبخ بدقيق القمح وبزيت الزيتون ويرش عليها السكر وهي عادة أهل القيروان قديماً.

وبحسب المؤرخين، فإن تاريخ العصيدة يرجع إلى فترة حكم الفاطميين في تونس وعاصمتهم المهديّة بالساحل التونسي.
علاوة على كون المولد مناسبة أيضاً لإعلان الخطوبة وتقديم المقبلين على الزواج هدايا لخطيباتهم، وهو ما يعرف بـ «الموسم»، حسب العادات القيروانية، وتكون الهدية من الذهب أو النحاس أو الخزف.

والاستعدادات لمولد هذا العام كانت استثنائية ايضا من حيث سعي ابناء القيروان لادخال مدينتهم في كتاب «غينيس» للارقام القياسية من خلال « عصيدة المولد» . التحضيرات لهذا الحدث العالمي أخذت  حجما أكبر وبعدا أشمل دفعت بالاعلامي ( ابن القيروان ) زهيراللطيف وباعث قناة « تلفزة تي-في » إلى الإشتراك مع شركة  اخرى في اعداد أكبر طبق عصيدة في العالم ستحتضه غدا  «بطحاء » اولاد فرحان وهو فضاء متاخم لجامع عقبة ابن نافع. هذا الطبق الذي يكفي لتقديم وجبات لألف شخص جنّد ت  له 40 امرأة لتحضير العصيدة في أوان نحاسية على الحطب ثم توزيعها على الحاضرين داخل خيمة عملاقة في أوان من الفخار حسب الطريقة التقليدية التي كان معمولا بها في السابق.
اما زهير بن جماعة المدير الفني للتظاهرة فقد قال لـ« التونسية » :« لقد تم الإعداد لهذا الحدث الذي نريده ان يحطم الرقم القياسي العالمي منذ مدة من حيث التنظيم لاطعام اكثر من الف شخص في نفس الوقت في ظرف 20 دقيقة وكل شخص بيده « صحفة عصيدة » مطرزة بالعسل وزيت الزيتون. كما ستكون 40 امراة حاضرة في الموعد لثرد العصيدة في 40 آنية نحاسية مع المحافظة على الرموز الحضارية للقيروان, وكل واحدة ستعد لثلاثين شخصا على  100 حلقة. اما كميات المواد الاولية التي تم اعدادها لهذا الحدث فهي 100 كلغ من الفارينة في نفس اللحظة و25 لترا من زيت الزيتون و25 كلغ من العسل».
https://taghribnews.com/vdce7v8zpjh8fxi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز