تاريخ النشر2014 4 October ساعة 13:41
رقم : 170499
" التضحية تعني الحب"

آداب عيد الاضحي المبارك في روسیا

تنا
رستم باتروف النائب الأول لمفتي الإدارة الدينية لمسلمي تترستان : أن فكرة الخدمة الاجتماعية تكمن في أساس شعيرة تقديم الأضاحي، وهي نوع من إعادة التفكير بالقيم، عندما يتعلم الإنسان التضحية، كما أن المشاريع الاجتماعية والخيرية تمثل، في الوقت نفسه، مكاناً جيداً لإقامة حوار ما بين المؤسسات الدينية والدولة.
آداب عيد الاضحي المبارك في روسیا
مع اقتراب حلول عيد الأضحى، عادة ما يواجه المسلمون في روسيا مشاكل في نقص أماكن إقامة صلاة العيد وصعوبات في ذبح الأضاحي. وفي هذا العام، تمكّن المسلمون في موسكو من الاتفاق على إقامة صلاة العيد للنساء، وفي جمهورية تترستان تم تنظيم ماراثون خيري، أما لحوم الضأن فيمكن طلبها الآن في أية مقاطعة روسية دون الحاجة إلى الخروج من البيت. 

تجري في جميع مساجد روسيا، عملياً، الاستعدادات لاستقبال عيد الأضحى في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، ففي الساعة السابعة من صباح اليوم السبت يدخل المصلون المساجد لأداء صلاة العيد والاستماع إلى الخطبة، وبعد ذلك يتوجهون إلى مزارع أُعدت خصيصاً للوقوف على ذبح أضاحي العيد شخصياً أو القيام بذلك بأنفسهم. 

و يشارك أكثر من 100 ألف شخص في صلاة عيد الأضحى المبارك يوم السبت 4 أكتوبر/تشرين الأول بمدينة سان بطرسبورغ الروسية.  

 وقال رئيس الإدارة الدينية لمسلمي سان بطرسبورغ والمنطقة الشمالية الغربية لروسيا رافيل باتشييف في تصريح صحفي "نحن ننتظر أكثر من 100 ألف شخص... تكون أيام عطلة، وإذا كان الطقس جيدا، فسيكون العدد أكبر من ذلك".  

وأشار باتشييف إلى أن ذبح أضاحي العيد سيتم فقط في الأماكن المخصصة لذلك والتي تم الإعلان عنها سابقا. 
و قد توجه المكتب الصحفي لمجلس المفتين في روسيا إلى المسلمين عشية عيد الأضحى بطلب شراء تذاكر وسائط النقل العام مسبقاً، ففي السنوات الأخيرة ازدادت بكثرة أعداد المسلمين الذين يقصدون المساجد في العيد، وعند العودة من الصلاة يشكّل الناس طابوراً طويلاً لشراء تذاكر النقل، ما يؤدي إلى سد مداخل مترو الأنفاق.  

ويعود ذلك ، إلى أن عدد الأماكن الموجودة في العاصمة التي يمكن أداء صلاة العيد فيها، مازال، كما في السابق، قليلاً جداً. وفي هذا العام، كما في العام الماضي، خصصت حكومة العاصمة إلى جانب المساجد الموجودة، ثلاث مناطق إضافية في أنحاء مختلفة من المدينة، وهي جناح كبير في أحد المعارض، وحديقة عامة، وساحة. لكن وعلى الرغم من ذلك، فإن غالبية المسلمين، وخاصة من المغتربين، يسعون للوصول إلى المساجد الرئيسة في موسكو، وفي مقدمتها جامع موسكو الكبير الذي يقع على مقربة من بروسبكت ميرا ( أوتوستراد السلام).  

وفي الحقيقة، فإن جميع المصلين في موسكو من الرجال، ما أدى خلال السنوات الأخيرة إلى استبعاد إمكانية مشاركة النساء في مثل هذه الاحتفالات، ذلك أنّ من المستحيل أداء الصلاة من دون شق الطريق وسط الصفوف المتلاصقة وملامسة الرجال الجالسين على الإسفلت، أما في هذا العام، فقد حصلت مؤسسة " الكوثر" النسائية الإسلامية على إذن لأداء صلاة عيد إضافية للنساء، بعد صلاة الرجال مباشرة.
 
و أوضح رستم باتروف النائب الأول لمفتي الإدارة الدينية لمسلمي تترستان بأنه يجري " من أجل ذلك تخصيص أماكن محددة داخل المدينة وخارجها، ذلك أن روسيا بلد متعدد الديانات، ونحن من أنصار القيام بذبح الحيوانات في منشآت مخصصة".  

ووفقاً لمعلومات إدارة التعاون الإقليمي والسياسة القومية والعلاقات مع المؤسسات الدينية في موسكو، فقد تم تخصيص أربع عشرة مزرعة ومسلخاً في ضواحي موسكو، بحيث يتمكن المسلمون من أداء شعيرة ذبح الأضاحي، كما يمكن لأي شخص أن يطلب تقديم أضاحي باسمه والحصول على اللحم المقطع والموضّب في اثنين من مساجد موسكو.  

 وقال قسوم غسانبيكوف مدير صندوق " إنسان" الخيري في داغستان بأنه " يجري في محج قلعة، عاصمة داغستان، وللسنة الثانية، ذبح الحيوانات خارج حدود المدينة، حيث توجد أماكن معدة خصيصاً لهذا الغرض، وإلى هناك يجلب المزارعون بضائعهم للبيع، وفي مقدمتها الخراف بالتأكيد، ولكن ظهر أيضاً توجّه جديد، فمع كل سنة يزداد الطلب على الإبل".
 
وقال باتروف: " أطلقنا مشروعاً فريداً من نوعه، وهو ماراثون تلفزيوني تحت اسم " التضحية تعني الحب"، ونجري هذا الماراثون للسنة الثانية بالاشتراك مع قناة " تي إن في" التلفزيونية، حيث ندعو الناس إلى التبرع للأيتام المعوقين، ويمكن للمشاهدين أن يحولوا التبرعات المالية من خلال رسالة نصية قصيرة على رقم خاص.

من جهة أخرى، تقول ليليا محمدياروفا رئيسة صندوق " تضامن"  بخصوص أضاحي العيد، بأنه يتم اختيار أنسب الأسعار، وعقد اتفاق مسبق مع المسالخ، فقبل شهر من حلول العيد كحد أدنى، نتفق على سعر محدد، نظراً لأن أسعار اللحوم ترتفع مع اقتراب عيد الأضحى، وفي هذا العام نعمل بشكل أساسي مع شمال القوقاز ومنطقة حوض نهر الفولغا، حيث يرعى صندوقنا عدداً من المسنين والأيتام والأطفال المرضى والمعوقين. وبالنسبة للناس في تلك المناطق فإنهم يفضلون ذبح الخراف، كما توجد لدينا اتفاقية مع شركائنا القدماء من قطاع غزة بفلسطين، فهناك يفضلون الأبقار، وفي العام الماضي جلبت الأبقار مسبقاً، ولكنهم لم يتمكنوا من إرسال الأغنام، فقد أغلقت الأنفاق".  

وبحسب قولها، فإنه مع اقتراب الأعياد يزداد نشاط المتبرعين بعدة أضعاف، فخلال عام 2013 تمكن الصندوق من جمع أموال الزكاة بقيمة 10.675.640 روبل ( 273.735 دولار)، وقد جُمع هذا المبلغ خلال أيام العيد (الاضحى)فقط، وهو ما يقارب نصف ميزانية الصندوق السنوية.
https://taghribnews.com/vdcjhyevhuqeaxz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز