تاريخ النشر2015 27 May ساعة 09:59
رقم : 192915
رسالة ظريف :

تحية وسلام لكل الجيران..هذه رسالة ايران

تنا
تزامناً مع انعقاد مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في دولة الکويت وزيارته للعدد من دول مجلس التعاون، وجه وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف رسالة، اکد فيها أن المنطقة تمر بظروف عصيبة تسير من سيء الى اسوأ، مشدداً على ان هذا الوضع يجب ان يتغير وان هذه الحروب الشرسة والنزاعات الدموية تعالج بالايمان والتدبير والتعقل.
تحية وسلام لكل الجيران..هذه رسالة ايران
وتسائل الوزير ظريف في بداية رسالته: "ما هو واجبنا تجاه الظروف الراهنة التي تعيشها المنطقة؟" حيث أضاف هذه احدى الاسئلة التي ما برحت تشغل ذهني لا باعتباري کوزير الشؤون الخارجية في الجمهورية الاسلامية الايرانية فحسب بل بصفتي کانسان مسلم يشعر بحساسية ازاء مصير الآخرين.
 
وصرح الوزير ظريف: ان منطقتنا تمر بأحد اصعب ظروفها وهذه الظروف تمخضت عن انطباعات ورؤى وتصورات عناصر اقليمية ودولية عن بعضها البعض وکذلك ما نتج عن تفاعلات وتحديات حقيقية في الساحة السياسية. في مجال الانطباعات فان عدم الثقة، سوء الظن وبقية المشاعر السلبية کالخوف والقلق من موقع ومکانة الاخرين ادت الى تبلور ظروف ومناخات نفسية ثقيلة.
 
وأضاف الوزيرظريف: اما في الشأن الميداني فأن بعض المظاهر کالحروب الداخلية والعمليات الارهابية والعنف السياسي والقبلي والطائفي والتنافس لشراء الاسلحة والتنافس الاستراتيجي بين لاعبي خارج الاقليم والاقليم والوطن وداخل الوطن جعل الحياة اليومية للناس العاديين في المنطقة امرا عسيرا وربما متعذر و ير ممکن ادى الى تهجير البشر الى الشتات وتضاعف عدد المشردين وألحق بهيکلية المجتمعات وترکيب المناطق خسائر فادحة لا تحمد عقباها، وبعبارة مقتضبة فأن الوضع السائد في ربوع المنطقة وخيم ويسير من سيء الى اسوأ.
 
وقال وزير الخارجية الإيراني: ان هذه الحالة الوخيمة التي تعيشها المنطقة يجب ان تتغير وان هذا التغيير ممکن، واني مؤمن تماما بامکانية ايجاد هذا التغيير والتطور في المنطقة، وان هذا الايمان له جذوره في معتقداتي الدينية واستيعابي العلمي وخبراتي الميدانية والعملية. ان اکثر الحروب شراسة واشد النزاعات الدموية يمکن معالجتها وحلها بالايمان والاعتماد على المشيئة الالهية والتدبير والتعقل واستثمار الطاقات التي وهبها الله للانسان. ان العديد من الحروب والصراعات في الماضي قد حسمت وانتهت، وان الصراعات المؤلمة التي يشهدها عالمنا اليوم يجب ان تنتهي کذلك.
 
وشدد بالقول: من المؤکد بغية تحسين ظروف المنطقة يمکن اتخاذ قرارات جادة والقيام بمبادرات عاجلة، وقبل کل شي يجب الاهتمام باسلوب وطريقة نظرتنا للقضايا الاقليمية.
 
واوضح، ان کافة الحروب والمصالحات تتبلور في الاذهان بداية، ومن اجل تغيير ظروف المنطقة واوضاعها يجب ان نذعن اولا بأن مصيرنا جميعا کسکان هذه المنطقة مشترك ولا يتجزأ، وان عالم اليوم في کل مکان وکذلك في منطقتنا مرتبط ومتصل ببعضه البعض. وعلى هذا الاساس وکخطوة تالية علينا أن نعيد النظر بانطباعاتنا تجاه بعضنا. ان الانطباعات الخاطئة هي التي تحدد مسار العمليات والمبادرات الخاطئة.
 
واضاف الوزير ظريف، اما في مجال الملف النووي فأن الانطباعات السلبية التي تصور بأن انهاء القضية النووية الايرانية وازالة الحظر والسلوکيات المتعجرفة التي تمارس ضد بلادنا سوف تؤدي الى زعزعة مواقع بعض الجوار الاسلامي في المنطقة والعالم، هذا الانطباع قد زاد من حجم التضخيم الاعلامي بل وحتى من الصراعات والحروب الاقليمية وهو ما کان من دواعي الاسف في العالم الاسلامي. هذا في حين أن حسم هذه الازمة المصطنعة وابعاد المنطقة عن الصدام العسکري هو لصالح السلام وتکريس الاستقرار والتنمية في ربوع منطقتنا ولصالح کل الدول الاسلامية.
 
واستطرد، ان الانطباع والفهم الخاطيء والخطير الذي يبثه من يضمر السوء لنا جميعا عبر اوهام مغلوطة ومن خلال رصد انتقائي لبعض التصريحات غير الواقعية التي يبثها الاعلام وتکون رکيزة لهذا القلق والوهم هو ان ايران تطمح لاحياء امبراطوريتها التاريخية. وان هذا الأمر باطل لا صحة له ويهدف الى اثارة الرعب وهو معد ومصمم لتکريس العنف بين دول المنطقة. واقولها بکل ثقة بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية لا تطمح سوى الى السلام والمحبة والوئام لجوارها وللعالم کله وکما ذکرت سلفا اؤکد من جديد بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية وانطلاقا من القواسم المشترکة الدينية والثقافية والتاريخية ومباديء التعايش السلمي والقواعد السائدة على حسن الجوار ووفقا للتحديات المشترکة، فانها على استعداد للحوار والحصول على حلول مستدامة للتحديات الاقليمية وتعزيز وتقوية العلاقات مع العالم الاسلامي والعربي بشکل عام ومع جوارها العربي بشکل خاص.
 
واوضح، ان هذا الحوار يجب ان ينطلق على اساس الاصول العالمية المشترکة وبعض الاهداف المشترکة واهمها: احترام السيادة والسلطة والاستقلال السياسي لکافة الدول وعدم امکانية تغيير الحدود الدولية وعدم التدخل في الشأن الداخلي لبقية الدول والحل السلمي للخلافات ومنع التهديد او استخدام القوة ودعم السلام والاستقرار والتقدم والسعادة في المنطقة. ان مثل هذا الحوار يمکن ان يکون بشکل هادف ومنظم في اطار مجموعة تحاور اقليمية وان يشمل الفهم المشترك والتواصل المتبادل على مختلف المستويات الحکومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني وأن يضم المواضيع التالية: مبادرات بناء الثقة والامن، مکافحة الارهاب والتطرف والصراع الطائفي وضمان حرية الملاحة وتدفق النفط بحرية وبقية المصالح في الخليج الفارسي والحفاظ على البيئة في المنطقة.
 
وخلص الوزير ظريف الى القول "ان هذا الحوار الاقليمي باستطاعته کذلك أن يشمل ايجاد آليات لعدم الاعتداء والتعاون الأمني الاقليمي. لا احد بامکانه أن يغير جغرافية الجوار من خلال تضخيم الازمات لکننا باستطاعتنا ومن خلال التعاون والتفاهم أن نصنع مستقبلا افضل لشعوب المنطقة لو عملنا بعزم وارادة سلمية وان الله سيکون معنا.
 
https://taghribnews.com/vdcgqx9qnak9yy4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز