تاريخ النشر2012 4 March ساعة 22:02
رقم : 85928
السيّد حسن نصر الله

هدف تحرير القدس بات أقرب من أيّ زمن مضى

تنا- بيروت
أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وفي ملتقى "إعلان القدس عاصمة فلسطين و العرب و المسلمين" أنّ التحولات التي تجري في المنطقة توحي بأنّ تحقيق هدف تحرير القدس بات أقرب من أيّ زمن مضى، مؤكداً أنّ خيار التفاوض لاستعادة القدس ليس خياراً واقعياً، مشدداً على أنّ كل فلسطيني وعربي ومسلم ومسيحي يتحمّل مسؤولية وطنية وقومية وأخلاقية ودينية إزاء المدينة المقدّسة.
هدف تحرير القدس بات أقرب من أيّ زمن مضى

نظمت لجنة دعم المقاومة في فلسطين، قبل ظهر اليوم، ملتقى إعلان القدس عاصمة فلسطين و العرب و المسلمين في قاعة "رسالات" الغبيري اليوم الأحد الواقع في ٠٤/٠٣/٢٠١٢ تحدث فيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والشيخ حسن المصري ممثلاً الرئيس نبيه بري، والسفير الإيراني غضنفر ركن أبادي، وعدد من الشخصيات وممثلي الحركات الإسلامية. 

وقد حضر الملتقى كل من سفير فلسطين أشرف دبور، السفير السوري علي عبد الكريم علي، الدكتور حسن موسى ممثل الرئيس سليم الحص، رمزي كنج ممثلاً العماد ميشيل عون، الشيخ محمود مسلماني ممثلاً المفتي محمد رشيد قباني، العميد الركن موسى زهران ممثلاً الرئيس إميل لحود، عدنان مجذوب ممثلا الرئيس عمر كرامي، المطران الياس مطر ممثلا البطريرك مار بشارة الراعي، وعدد من النواب بالإضافة إلى حشد من رجال الدين والعلماء والمواطنين.
كانت البداية مع آي من الذكر الحكيم ، تلاها أحمد عبد المجيد، فالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم كلمة عريف الإحتفال الشيخ الشاعر إبراهيم بريدي الذي ألقى قصيدة عن المقاومة "لأن الصهاينة ...لا يفهمون إلا لغة القوة وما حرب تموز ٢٠٠٦ إلا دليل على هزيمة العدو الإسرائيلي".

ثم أطل السيد نصر الله في كلمة شكر فيها الشيخ إبراهيم بريدي على كلامه الطيب، وتحدث عن القدس "الواقع الحالي والتحديات والخيارات والأفق والمستقبل" وقال: مسألة

القدس لا مثيل لها ولا نظير في العالم، فهي أرض مقدسة ومباركة وهذا ما تُجمع عليه الديانات السماوية، وهي حاضرة في وجدان الملايين من البشر في القارات الخمس.
أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان مدينة القدس فريدة من نوعها لانها مدينة مباركة وما حولها مبارك وهذا ما تجمع عليه كل الديانات السماوية. واضاف انه "لذلك فالقدس حاضرة في وجدان مليارات البشر في كل انحاء العالم تتطلع اليها عيونهم وتهوي اليها افئدتهم"، لفت الى ان "لا يشبه القدس مدينة في العالم فهي بالاضافة الى قدسيتها تضم العديد من الاماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين وكما انها خاضغة للاحتلال من قبل من لا يمت بصلة الى هؤلاء المليارات من البشر".

ونبّه السيد نصر الله إلى أنّ "هناك جهودا حثيثة لإعلان القدس عاصمة للشعب اليهودي وحول ذلك يوجد مشروع قانون في الكنيست الاسرائيلي بعد ان تمَّ اعلانها من قبل العدو عاصمة لكيانه الغاصب"، واوضح ان "القدس كانت محور الصراع في المنطقة عبر التاريخ وستبقى كذلك في المستقبل"، واشار الى ان "اتفاق سايكس بيكو وضع وقسم المنطقة انطلاقا من فكرة السيطرة على القدس ولنفس الغاية وضع مشروع الشرق الاوسط الجديد وستوضع لذلك المشاريع في المستقبل لتقسيم المنطقة لتصفية القضية الفلسطينية"، وتابع "قولوا لي أين ستكون القدس اقول لكم اين ستكون المنطقة".

ولفت سماحة السيّد إلى أن "هناك ممارسات صهيونية لتفريغ القدس من سكانها الأصليين وإحلال أناس غرباء عنها بدلا عن أهلها"،
وأكد أن "كل فلسطيني ومسلم ومسيحي يتحمل مسؤولية وطنية وأخلاقية ودينية اتجاه المدينة المقدسة واتجاه هويتها وتاريخها ومستقبلها"، وشدد "بشكل خاص على المسؤولية الشرعية والدينية لكل إنسان أمام الله"، وأضاف أن "كل إنسان سوف يُسأل في الآخرة يوم القيامة عن مصير القدس ففي الدنيا قد لا يُسأل أحد عما نقوم أو يقوم به البعض لتحرر ولكن في الآخرة كل إنسان مسؤول عن مصير القدس".

وأكمل السيد نصر الله "نحن من جيل ما بعد الـ٦٧ ونحن قد لا نسأل عن مسؤولية احتلالها ولكن بالتأكيد قد نسأل عن بقائها تحت الإحتلال"، وتابع "على كل إنسان مسيحي ومسلم أن يعد جواباً في الأخرة عما قدمه وقام به لتحرير القدس من نير الإحتلال"، وأشار إلى أن "هناك أمورا يومية يجب القيام بها وهي تتعلق بإخراج القدس وأهلها من تحت الإحتلال"، وأضاف أنه على "صعيد البرامج التي وضعت لتحرير القدس ومنع تهويدها وحماية أهلها فهذه البرامج موجودة وقد عقدت الكثير من المؤتمرات والندوات حول القدس ولا يوجد نقص في ذلك"، مؤكداً أن "ما نحتاجه للدفاع عن هوية القدس وسكانها هو الجدية والإلتزام".

وعن الخيارات لإستعادة مدينة القدس وتحريرها من ظلم الإحتلال، لفت السيد نصر الله إلى أن "خيار التفاوض لإستعادة القدس ليس واقعياً لأنه بمعزل عن عملية التسوية ككل ولو سلمنا جدلاً أنّ التفاوض يوجد حلاً لمنطقة أو مدينة أو مساحة من الأرض الفلسطينية إلاّ أن هذا التفاوض لن يجدي نفعاَ فيما يتعلق بمدينة
القدس لأن هناك إجماعا إسرائيليا صهيونيا أنها عاصمة لكيانهم الغاصب"، وأشار إلى أن "هناك تبنياً غربيا وأميركيا بالأخص لجعل المدينة المقدسة عاصمة للكيان الغاصب"، وأضاف أن "هذا ما عبّر عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما الالتزام المقدس لدعم إسرائيل"، سائلاً "لماذا لم نسمع من أحد من حلفاء أميركا في العالمين الإسلامي والعربي أي كلمة عن هذا الالتزام المقدس لأميركا اتجاه العدو الإسرائيلي".

وأكد السيد نصر الله أن "التحولات الكبرى على الصعيد العالمي تجعلنا أقرب لتحرير فلسطين والقدس من رجس الإحتلال"، وأضاف أن "التحولات أساسها صمود الشعب الفلسطيني والعجز الغربي والأميركي والصهيوني في القضاء على القضية الفلسطينية"، ونوه "بأهمية الإعلان عن يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني(قده)، مما يجعل القدس حاضرة في ضمير الأمة بصورة دائمة"، وتابع أن "من التحولات الكبرى على الصعيد العالمي لقرب تحرير القدس وفلسطين سقوط نظام الشاه في إيران الداعم للعدو ووجود نظام إيراني كله داعم وبوضوح وصراحة للقضية الفلسطينية بالإضافة إلى انتصار المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق والتحول في مصر بسقوط نظام مبارك الحليف للكيان الغاصب والتحول الكبير في العراق المتمثل بانسحاب الإحتلال الأميركي"، ولفت إلى أنه "لو قدر أن يلعب دوره سيكون فعالاً في تحرير القدس"، وأضاف أنه "من التحولات، تلك الموجودة داخل كيان العدو على مختلف الصعد وثبات حركات المقاومة وأنظمة الممانعة في سورية خصوصاً"، ورأى أن "هذه كلها عوامل استراتيجية كلها تجعلنا
نتحدث بصورة واقعية عن تحرير القدس تستند على وقائع وأدلة".

وشدد السيد نصر الله على أنه "بعد عقود من الاحتلال لفسطين ولد من رحم المعانات والتحديات الكبرى أجيال جديدة تؤمن أن الجهاد باب من أبواب الجنة"، وأضاف "لقد خرجنا من التيه، والدلالات والعلامات على خروجنا من هذا التيه تمثّل بتحرير الجنوب في العام ٢٠٠٠ وتحرير غزة بالإضافة إلى انتصار المقاومة في لبنان في تموز ٢٠٠٦ وانتصار المقاومة في غزة في نهاية العام ٢٠٠٨"، وأكد أن "كل الدلائل تقول أننا دخلنا زمن الانتصارات وولى زمن الهزائم".
وختم السيّد نصر الله كلامه بأن "المقاومون يقولون لأبناء هذه الأمة: "من لحق بنا صنع النصر وانتصر ومن تخلف عنا لم يبلغ الفتح".

ثم تحدث المطران عطاالله حنا مباشرة من القدس عبر الأقمار الصناعية فأعرب عن سروره بالتحدث و توجيه التحية للمشاركين و على " وقوفكم إلى جانب القدس" و تمنيات لهذا الملتقى المنعقد في بيروت لدعم صمود القدس و مقدساتها لمواجهة الإحتلال الصهيوني.
 
وبعدها كانت كلمة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، ألقاها سماحة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان مشددا على أن الواجب يحتم ان تكون القدس هي القضية الاساسية للعرب والمسلمين وبدونها لا عزة ولا كرامة لهم .
 
ومن ثمّ كانت كلمة لممثل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الحاج أبو عماد الرفاعي أكّد فيها أن الحركة الإسلامية لن تنجح في تخطي الأزمات الإقتصادية والإجتماعية، وتخطي الضغوط
الغربية، والحفاظ على التفاف الشارع العربي والإسلامي حولها، ما لم تصوّب بندقيتها نحو فلسطين، وتعلن نيتها في تحرير القدس. 

وكان للسفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي كلمة أكّد فيها أن القدس وفلسطين وشعبها ومقاومتها لن تُترك وحيدة لمصيرها فإيران الإسلام ستبقى سندا لفلسطين وشعبها رغم كل الضغوط والمؤامرات السياسية والإقتصادية والأمنية التي تمارس علينا لأننا نشعر إزاء قضية القدس و فلسطين بواجب شرعي و إلهي. و سنبقى دائما الى جانب هذا الشعب العزيز و المضحي حتى ينال حريته و استقلاله التي لن تنال الا بالوحدة و القاومة.. و بالمقاومة فقط تعود القدس و فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر.

وأما كلمة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية فقد ألقاها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة أمل الشيخ حسن المصري وطالب فيها العرب بعدم المساواة بين المحسن والمسيء مميزا بين من وقف إلى جانب فلسطين ومن تآمر عليها وأعلن قائلا: "نحن مع الشعب السوري الذي هو بأغلبيته مع عنوان المقاومة العربية". 

وكانت هناك كلمة للجنة دعم المقاومة في فلسطين ألقاها ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، حيث قال أن المعركة القادمة عنوانها الأقصى وهذه المعركة قادمة لكن نسأل يا رب كيف يكون الدخول إلى المسجد الأقصى بالمفاوضات والحوار مع الأعداء؟ معتبرا أن الله بين الوسيلة وهي تدمير ما بناه الغاصب الصهيوني والحرب والصواريخ والمدفعية. 

ومن ثم تلا البيان الختامي لملتقى إعلان "القدس عاصمة فلسطين والعرب والمسلمين".

https://taghribnews.com/vdcdjn0j.yt0kx6242y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز