العلم لا وطن له من المنظار الاسلامي

تنـا - قم
اكد المرجع الديني آية الله مكارم الشيرازي في خطاب القاه امام حشد من طلاب الحوزة العلمية بقم ان الاسلام دين يشمل كافة جوانب الحياة وليس الجانب المعنوي فقط. 

واشار سماحته الى محاولات اعداء المسلمين لتقديم الاسلام في صورة دين معارض للتطور والتقدم العلمي  وانه يؤكد على اتباعه الاهتمام بالعبادات والصلاة والصيام فقط، حسب زعمهم.

مشيرا الى ان الاسلام يريد النهوض والرقي العلمي للمجتمعات البشرية كما حدث ذلك بعد انتصار الثورة الاسلامية الايرانية حيث لحظ المجتمع الايراني تطورا كبيرا وبالغ الاهمية في كافة الجوانب وخصوصا الجانب العلمي والاكاديمي.

وفي قسم آخر من حديثه شبه سماحة مكارم الشيرازي العلم بسيف ذي حدين، "اذا ما تم استخدامه خدمة للقيم والمثل الانسانية التي يؤيدها الاسلام، فإن ذلك سيؤدي الى تطور المجتمع والنهوض باقسامه العلمية وفقا لتعاليم ديننا الحنيف، لكن اذا ما اتُخذ العلم خدمة للثقافة التي يروج لها العالم الغربي فإنه سيصبح عاهة على المجتمع البشري ويؤدي به الى العلمانية والوثنية والتخوف من الاسلام".
 
وشدد سماحته على مواجهة التيارات والافكار التي تروج لهذا الجانب من العلم ومنعها من التغلل في العلوم الانسانية.

وتطرق مكارم الشيرازي الى وضع العلوم الانسانية وخاصة علم الاجتماع في ايران خلال العهد البهلوي البائد قائلا: كان الدين مهمشا في الكتب الاجتماعية حيث كان يخصص قسما بسيطا للمواضيع الدينية يشار فيه الى ان التدين والتمسك بالعقائد السماوية ناتج عن جهل الانسان وخوفه من الحقائق العلمية. 

واردف سماحته، ان السلطات الشاهنشاهية كانت في ذلك الوقت تسعى لتقديم صورة سلبية ومشوهة من الاسلام الى الطلبة بغية ابعادهم عن عقائدهم الدينية. 

وحذر مكارم الشيرازي من مؤامرات الغرب، المحتالة في عصرنا الراهن، والتي تحاول غرس الثقافة الغربية المعادية للاسلام في الجامعات؛ مؤكدا ضرورة غربلة العلوم الانسانية طبقا للتوجه والفكر الاسلامي المبين. 

وشدد سماحة المرجع في ختام حديثه على ان الاسلام لا يتعارض ابدا مع التطورات والاكتشافات العلمية وان العلم لا وطن له من المنظار الاسلامي؛ اي ان الاسلام يحث اتباعة على تحصيل العلوم في اي مكان من العالم لكن بشرط ان لا يؤدي ذلك الى تحريف طلابنا عن العقيدة والفكر الاسلامي وانقيادهم للثقافة الغربية الضالة.